سلسلة مترابطة إجرامية تبحث عن فريسة تُشبع رغبتها وتعطّشها للدماء. قضية قتل - السوّاح - الأبرياء الذين ليس لهم ذنب سوى أنهم أحبوا أن يزوروا بقاع العالم الحضارية للإشادة والترويح عن النفس. هؤلاء القتلة هل لهم أجندة غير القتل؟! لا لأنهم مفلسون، ليس لديهم دين أو مذهب، عقول ظلّت طريق بارئها، وما زالت رهينة ، انحرافها عن الطريق القويم وفهم الإسلام فهماً خاطئاً، هذا القتل الذي حدث للبلجيكيتين واثنين آخرين لا يخدم الاسلام ولا الوطن، ولن تتحرر فلسطين ژأو يرجع وهج الإسلام أيام عزه المجيد، من قتل سائح ومن الهجرين حضرموت وقبلها مارب وغيره ،لأن العقل يحتم علينا أن نفهم أن الإسلام لا يُعاد مجده بقتل الأبرياء. إذا كان الجاني يدّعي أنه مسلم فقد كذب على خالقه ونبيه ودينه لأن الرسالة المحمدية رسالة نظّمت العلاقات بين المجتمعات المسلّمة وغير المسلّمة، ولم يأتِ نص قرآني ولا هدي نبوي ينص على قتل هؤلاء، وهم من أهل الذمّة، ذمة الاسلام والمسلمين ولا يجوز البتة، استباحة دمائهم ، فلم يأتوا محاربين، وإنما زائرون وهذه الأفعال المشينة أثّرت على سمعة الوطن، هذا الوطن المضياف ، بذنب يقترفه مثل هؤلاء المندسّين على الاسلام، إذ لا يمثّلون إلا أنفسهم وانتهاجهم للغيّ ، وثقافة العنف مذهبهم ، واعتقادهم خطر يهدد الشعوب والأوطان. فهل في قتل الأبرياء إعادة المجد ورفع الظلم، لأن من يفكر بهذه العقلية يكون كالذي أباح لنفسه كل محرّم وجهل حقيقة وجوده واستمد أفكاره من إرشاد لا عقل ولا علم أو من الذين يخادعون الله ورسوله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون. إن الاسلام حثّ على احترام الأديان الأخرى وحثّ على حُسن التعامل مع الأعداء قبل الأصدقاء لأنه دين سلام ومحبة وخروج من أزمة التجنّي على الآخرين الى الاحترام المتبادل. إن الذين أقدموا على قتل السياح سابقاً وفي الهجرين حضرموت لا يمثّلون سوى أنفسهم ولا يمثّلون الاسلام أو المسلمين لأن الاسلام والمسلمين لا يقبلون مثل هؤلاء أن يكونوا ممثلين لهم وقد بشّر القرآن بضلالهم وحذّر منهم في آيات عدة. إن السياح الأبرياء جاءوا الى اليمن يحملون غصن السلام، لا قنبلة ذريّة، أرادوا أن ينقلوا تاريخ وحضارة وتراث مجتمعنا اليمني ومجتمعنا اليمني بطبعه، يحب الزائرين ويحتفي بهم ويكرّمهم، وهذه الشرذمة التي عشقت شرب الدماء ليست من مجتمعنا السامي وإنما أتت من غياهب الضلالة لتفسد الأرض والانسان، ليس قتل الأبرياء طريق الى الجنّة ولا نهج قويم يسعى لاقامة امبراطورية في الأرض وإنما خلقت عزماً وإرادة على وجوب محاربتهم لأنهم داء خطير وجب استئصاله لإضراره المجحف بالوطن والمواطن وإقلاق السكينة وخلق القلاقل لوطن ينعم بالأمن والاستقرار. على ضوء تعاليم القرآن والهدي النبوي أن هؤلاء أشد خطراً من أعداء الاسلام نفسه يتحدث القرآن أنهم مفسدون ويصرّون على أنهم مصلحون ويخاطبهم بالرشاد فيصرو على غيهم والاستهتار بالنفس البريئة، هذا هو الاسلام من أين لنا أن نأتيكم بدين يبيح النفس البشرية دون وجه حق؟! وزعزعة أمن الوطن واستقراره وإرهاب قاطنيه بفعلكم المشين، هل هي لغة عقل أو طريق هداية؟! أيها القتلة بمنظور الكتاب والسنّة وجب القصاص منكم ووجبت عليكم الحدود طاعة لخالقكم واتباعاً لهدى المصطفى. وعلى المجتمع أن يحذّر من مثل هؤلاء وحذار من منافقين طليقي اللسان، فهؤلاء ضالّون خارجون عن الاسلام والقرآن والسنّة، وعليهم ستدور الدائرة، وهم لا شك الخاسرون، والله خير الشاهدين. * رئيس منتدى نخلان الثقافي بالمكلا