الدراما اليمنية ظلمت كثيرا جدا ولم يلتفت اليها يقول مدير إدارة الإخراج بالفضائية اليمنية مجاهد السريحي متحدثا عن واقع الدراما اليمنية التي تبحث عن الخطوة الاولى في الملتقى الاول لكتاب الدراما.ويضيف السريحي: كان في السابق لا يوجد كوادر انما الآن الكوادر موجودة ومؤهلة، ومنهم حاصلين على شهادات متخصصة في الدراما من جامعات اكاديمية. لكن الاشكالية تنحصر في قضية التمويل فهي العائق الاساسي لتطور المنتج الدرامي ونامل من خلال هذا الملتقى تبادل الخبرات والاعمال المشتركة باعتبار ذلك هدف رئيسي.ويطالب السرحي الابتعاد عن الروتين وعدم التدخل في كل مجالات الابداع من الجانب الاداري خاصة الجانب المالي التي اعتبرها السبب الرئيسي والعائق امام الانتاج الدرامي لانه كان هناك مسلسلات صرف عليها مبالغ كبيرة ولكنها لم تظهر الى النور الى هذه اللحظة بسبب هذا العائق والتدخل الاداري في الجانب الفني والاستحواذ على المال العام. وعن المواهب الجديدة يقول السريحي إن الفنانين السابقين ظلموا في الظهور لان اعلامنا لا يلمع نجومنا. في حين ان هناك نجوم بذلوا حياتهم وجهدهم لكننا ظلمناهم ولم نعطهم الاهتمام الكافي كما في البلدان الاخرى عندما يكتشفون موهبه بسيطة يعملون منها هاله كبيرة. ويعتبر ان الفنان اليمني هو مضحي اكثر من غيره لان من يلتصق بهذا العمل يكون مظلوم لانه لا يجد الدخل الكافي للقمة العيش .. فالمنتسب لهذا العمل الان هو مظلوم لانه يعتمد على عمل واحد او عملين في السنه وليس لديه اعمال دائمة وعندما يكون قطاع خاص بالانتاج الدرامي ويكون هو الذي يشرف فنيا وماليا وموضوعيا على انتاج هذه الاعمال سترى الفنان يعيش في حالة معيشية جيدة ومناسبة وايضا سترى الاعمال النور ويمكننا تصديرها الى السوق العربية و لن تقل على مثيليها من الناحية الموضوعية والجودة الفنية والعمل الابداعي. دعم وتشجيع اما الممثل والفنان يحيي السنحاني والذي يعتبر من الجيل الاول للدراما اليمنية فيقول: ان الدراما تحتاج الى اهتمام اكبر ودعم وتشجيع كوادرنا الدرامية. لانه لا يمكن ان تبدع بدون تشجيع او دعم. والدراما اليمنية تمتلك مواهب جيدة لكنها لا تلقى الاهتمام والدعم المناسبين. فنحن لا نعاني من ازمة كوادر "وابصم بالعشر ان هناك كوادر ومواهب في كل محافظة لكنها تفتقد الى الاستيعاب والدعم". ويرى السنحاني انه يمكن لليمن ان ينافس دراميا ويقول: لدينا القدرة على المنافسة اذاما توفرت الامكانيات لكننا للاسف نعاني من نقص في بعض العناصر الاساسية للدراما. اضافة الى موسمية الانتاج وهو عائق كبير في وجه الدراما اليمنية لانه اذا استمر الانتاج على مدار السنة فانه يمكن نقلل من اخطاءنا ونتطور دراميا. ويدعو نقيب الفنانين اليمنيين للمهن التمثيلية محمد الحرازي الى تكلبف منتجين منفذين من خارج الاطار الحكومي الدراما لان القطاع الخاص اصحاب الريادة فيه كما يقول.ويضيف: القطاع الحكومي يمكن ان يطلب من منتجين منفذين اعمالا درامية ونحن نعلم ان القطاع الخاص يحرص على انتاج اعمال درامية منافسة وبشروط دقيقة.ولابد من الاهمام بالسيناريو بالكوادر الدرامية الآخرى من مصوريين وفنيين وغيرهم .لان تطوير الدراما يحتاج الى عوامل عديدة اولها تحرره من المال العام لان القطاع الخاصهو قادر على انتاج عمل مميز عبر اختياره لنص جيد وممثل جيد ومخرج جيد لانه يهدف في الاول والاخير الى ان ينجح معنويا وتجاريا. وتقول الممثلة ذكرى أحمد علي ان الدراما بشكل عام تحتاج الى مناخ حر بعيدا عن العوائق الاجتماعية او كوابح الابداع لان الدراما هي انعكاس للواقع الذي تعيش فيها فاذا عملت عوائق لاي عمل درامي فانت تستهدف المجتمع بذاته. فالدراما تستطيع ان تغير من اسلوب حياة الناس فهي الصورة الاعلامية الكاملة. وتضيف:اليمن تمتلك كوادر درامية مؤهلة وجيدة ومع ذلك فهناك نقص في هذه الكوادر لكن بشكل عام يمكن القول انه اذا توفرت العناصر الاساسية للاعمال الدرامية من صوت وصورة..، يمكننا حينئذ ان نبدأ دراميا بشكل صحيح. ويمكن في البداية ان ننافس انفسنا ثم بعد ذلك يمكن ان ننافس خارجيا. البداية فيما يركز مخرج مسلسل "كيني ميني" الدكتور فضل العلفي على اهمية ان تكون البداية لاي تطور درامي من النص الدرامي. ويقول :النص الدرامي هو اساس العمل الدرامي ومن خلالها يمكننا ان نؤسس للبنية التحتية للدرما. ويمكن ان نختار عدد من كتاب القصة ويتم تاهيلهم في الكتابة التلفزيونية ثم بعد ذلك يمكن ان يتم تدريب المخرجين والفنيين. ويتفق العلفي مع إيكال الانتاج الدرامي الى القطاع الخاص ويقول: يمكن ان يسلم القطاع الحكومي انتاج الاعمال الدرامية الى منتجين منفذين لانتاج عمل ابداعي بالمواصفات والشروط الدرامية المعروفة. كما يمكنا ان نقوم يتاهيل الممثلين عبر دورات في الالقاء التلفزيوني وكيفية نطق القفلات. ويطالب العلفي بتفعيل المسرح بشكل اكبر لانه الرافد الاساسي للدراما ومن خلاله يبرز مواهب جديدة. ويقول:انا في مسلسل كيني ميني اكتشفت مواهب شابة عن طريق المسرح وقمنا بتاهيلهم وتدريبهم على التمثيل التلفزيوني وتمكنوا من الظهور بشكل جيد في المسلسل.ودائما ما ياتي الينا كثير من المواهب ولهذا فسوف نحاولنا هذا العام اشراك مواهب من كل المحافظات وابراز وجوه جديدة حتى وان كان هناك تعب في البداية. الدكتور احمد عقبات عميد كلية الإعلام السابق فيرى ان تطوير العمل الدارمي اليمني يحتاج الى معرفة طبيعة التركيب الدرامي القصصي واساليب الاخراج واداء الممثلين بصورة عامة ، والجانب المهني والحرفي في هذا الجانب يستدعي تطويره الى الدخول في المنافسة الحقيقية مع الدراما العربية والاجنبية. لان الدراما العربية والاجنبية اصبحت تسير بشكل متوازي مع التدريب المستمر وتنفيذ الاصول العلمية المهنية من أجل اداء افضل هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى ينبغي ان ينظر الاداريين المسؤولين في الجانب الانتاجي بمصداقية وواقعية وبصورة دقيقة الى طبيعة سير عملية الانتاج الاذاعية والتلفزيونية بقدر كبير من الواقعية وبقدر كبير بمعرفة طبيعة هذا الفن الرفيع الذي يدخل من ضمن الفن السابع ، لانه مقتبس من الدراما السينمائية والتلفزيونية والمسرحية بحيث يتم النظر لهذه الامور بنظرة علمية متكاملة تخضع لاصول الانتاج الدرامي الحقيقي ابتداء من الفكرة مرورا بسير عملية الانتاج لمرحلة قبل الانتاج واسس عملية الاعداد للانتاج وما ينبغي عمله بصدد الانتاج واهمية استقطاب اراء المستمعين والمشاهدين لمعرفة راجع الصدى عليهم. ويضيف: نحتاج الى الاستعانة بالخبرات العملية الجيدة سوء في داخل اليمن وخارجه لإجراء عملية تقييم شامل ومحاولة تطوير الاداء على كافة الاصعدة. ويعتبر عقبات قطاع الانتاج من اهم القطاعات الموجودة في المؤسسة العامة وهو من أهم القطاعات التي يفترض ان تولي الاهتمام الكبير بحيث يتم تفعيله بشكل موسمي ويفترض ان يكون هو الرائد في المؤسسة العامة اليمنية للاذاعة والتلفزيون. وعلينا ان نبدأ بحسب عقبات بصناعة درامية حقيقية في اليمن ثم من خلالها نستطيع ان نستكشف افاق المستقبل وانشاء مدينة اعلامية مصغرة في حالة تطوير الانتاج وتحسينه واستمراره.(السياسية)