وكالات - لم يحسم "الثلاثاء الكبير" نتيجة السباق نحو البيت الأبيض لا على المستوى الديمقراطي، ولا على المستوى الجمهوري، حيث تسبب انقسام التيار الديني المحافظ في الحزب الجمهوري في تفتيت الأصوات الدينية المحافظة ما بين تأييد مايك هوكبي ومات رومني، فحصد السيناتور الجمهوري والمعروف بعدم تشدده الديني جون ماكين إجمالي 613 من أصوات المندوبين محققاً فوزاً في 12 ولاية مقابل 269 حققها مات رومني في 11 ولاية، وفاز هوكبي بأصوات 190 مندوباً و6 ولايات.أما على صعيد الديمقراطيين، ورغم الفارق البسيط بين باراك اوباما وهيلاري كلينتون بالنسبة لأصوات المندوبين حيث حصدت هيلاري كلينتون إجمالي 845 صوتاً من أصوات المندوبين عن 12 ولاية منها 4 ولايات كبرى أهمها كاليفورنيا، مقابل 765 من أصوات إجمالي المندوبين حصل عليها اوباما في 12 ولاية فاز بها، فإنه لايزال أمامهما منافسة للحصول على 2835 من أصوات المندوبين في 24 ولاية أخرى أهمها ولاية تكساس التي من المتوقع أن تفوز بها هيلاري. وكان السباق في الثلاثاء الكبير والمصمم أصلاً ليكون يوم الحسم قد أتى بنتيجة عكسية حولته إلى يوم اللاحسم على الصعيدين الجمهوري والديمقراطي، ورغم هذه النتيجة فإن بعض الجوائز الانتخابية في الثلاثاء الكبير والتي حصل عليها كل من هيلاري ديمقراطياً وماكين جمهورياً مهدت الطريق أمامهما نحو الفوز، فالسيناتور ماكين أصبح أكثر اطمئناناً على مصيره رغم إعلان منافسيه استمرارهما في السباق معتمدين على الرهان على أصوات المحافظين، ويعتقد المراقبون في واشنطن أنه إذا قام ماكين بخطوة لاجتذاب أصوات المحافظين لربما يتأكد فوزه على مدى الأسابيع المقبلة من ترشيح الحزب الجمهوري. أما هيلاري كلينتون فإن موقفها يظل هو الاكثر ثباتاً، لا سيما أن الفوز الذي حققته في ولاية كاليفورنيا إضافة إلى ولاية ماساشوستس على الرغم من تعضيد ممثلي هذه الولاية بالكونجرس وكبار ساستها لأوباما وهما السيناتور المخضرم تيد كينيدي وزميله جون كيري ويشير إلى أنها وهذا هو الأهم مازالت تحظى بتأييد النخبة السياسية في الحزب الديمقراطي، أو ما يطلق عليهم قيادات وحكماء الحزب. إضافة إلى احتفاظها بتأييد متزايد من النساء وكبار السن، وهم عادة ما يتفوقون في نسبة الناخبين الذين يمارسون التأييد، لذا يبقى الخطر الذي يواجه هيلاري محصوراً بفئة الشباب وفئات الأمريكيين من أصول افريقية ولاتينية، والذين يفضلون تأييد اوباما، ولربما كان ذلك سبباً رئيسياً في نتيجة الثلاثاء الكبير الذي أسفر عن فارق ضئيل في مجموع الأصوات (أصوات المندوبين) الذين حصدتهم هيلاري امس فقط (وصل إلى 582 مندوباً لهيلاري مقابل 562 مندوباً لاوباما، ليصل إجمالي ما حصلت عليه على مدى الانتخابات التمهيدية كلها إضافة للثلاثاء الكبير 845 مقابل 765 لباراك اوباما). على أية حال يبقى لهيلاري هدف أخير وهو ضم الأصوات المؤيدة للمرشح المنسحب جون ادواردز والذي ارجأ تأييده لأي من أوباما أو هيلاري مؤقتاً، وهو ما حدا بمؤيدين لها إلى نصحها باختيار جون ادواردز كنائب لها تعزيزاً لهذه الفرصة.