اغتيل الليلة قبل الماضية القيادي العسكري البارز في المقاومة الإسلامية التابعة لحزب الله عماد مغنية في تفجير سيارة مفخخة في دمشق، في حادث ابتهج به جهاز المخابرات "الإسرائيلية" (الموساد) "كثيرا على الرغم من نفي حكومة الكيان المسؤولية عن ارتكابه، بعد إعلان حزب الله أن مغنية قضى شهيدا على يد "الإسرائيليين"، واعتبرت أمريكا "أن العالم أفضل من دونه"وأجمعت فاعليات في المعارضة والموالاة في لبنان على استنكار جريمة الاغتيال، ودعت إلى توحد اللبنانيين في سبيل حماية وحدتهم الوطنية. وتشهد بيروت اليوم حشدا كبيرا في إحياء الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، يلي ذلك تشييع مغنية في ضاحية بيروت الجنوبية. وأفيد بأن عماد مغنية (46 عاما) توفي إثر التفجير الذي استهدفه تحديدا، وتعرضت له سيارة رباعية الدفع في حي كفر سوسة في دمشق في نحو الحادية عشرة الليلة قبل الماضية. وتختتم الجريمة محاولات "إسرائيلية" وأمريكية عديدة وطويلة سعت إلى القضاء على الرجل الذي طالما اعتبر عقلاً أمنياً وعسكرياً استثنائياً وبارزاً في المقاومة الإسلامية، ونجح في التخفي والمناورة في تنقلاته وحركته، وحملته مصادر استخبارية عديدة مسؤوليات عمليات خارجية وأخرى في لبنان منذ الثمانينات، وخصصت الولايات المتحدة لذلك جائزة بملايين الدولارات للوصول إليه والقضاء عليه، وهي الجائزة التي قالت شخصيات أمنية ونيابية وسياسية وحزبية في الكيان إن رئيس جهاز المخابرات "الإسرائيلي" مئير داغان يستحقها، في تلميح واضح إلى مسؤولية "إسرائيل" عن جريمة الاغتيال، وإن نفى مكتب رئيس الوزراء إيهود أولمرت التورط فيها. وقال موقع "ديبكا" "الإسرائيلي" المتخصص بالشؤون الأمنية إن طريقة اغتيال مغنية بتفجير سيارته في دمشق شبيهة جدا بأساليب اغتيالات نفذها "الموساد" من دون أن يتبنى المسؤولية عن ذلك في السنوات الثلاث الماضية في بيروت ودمشق، وهو التسلل إلى عمق المجموعات الأكثر سرية وتصفية قادتها بزرع مواد ناسفة في سياراتهم. وبالتوازي مع إحياء قوى الموالاة في تكتل "14 آذار" اليوم ذكرى اغتيال رفيق الحريري، يتم اليوم في بيروت أيضا تشييع جثمان مغنية قبل نقله إلى مسقط رأسه في قضاء صور. وأرخت جريمة الاغتيال تهدئة في الأجواء السياسية التي كانت محتدمة بين فريقي الموالاة والمعارضة، لا سيما أن الأمانة العامة لقوى "14 آذار" أعلنت تعزيتها بمغنية. وتقدم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بالتعزية أيضا إلى قيادة حزب الله، وعشية إحياء ذكرى رفيق الحريري، ألقى كلمة قال فيها إن لبنان لا يزال يبحث عن العدالة وعن الأمن والاستقرار وعن الدولة القوية والحامية والديمقراطية، ودعا لمشاركة كثيفة في حشد المناسبة، وشدد على أن اللبنانيين لا يريدون النزاع الداخلي، ولا العودة إلى التقاتل ولا مصلحة لهم في ذلك على الإطلاق، حيث إن اختلافهم وتقاتلهم هو حتما لمصلحة العدو "الإسرائيلي". وأضاف أن اللبنانيين يريدون علاقات وثيقة ومتوازنة تقوم على الاحترام المتبادل بين كل الأشقاء العرب، وفي ذلك مصلحة لهم ومصلحة لكل العرب، وفي مقدمتهم الشقيقة سوريا. (الخليج)