هبط المكوك الفضائي الأميركي اتلانتيس أمس في فلوريدا بسلام، فيما ستجري البحرية الأميركية اليوم محاولة لتفجير قمر صناعي مخصص للتجسس ( شارد) لم يعد بالإمكان السيطرة عليه . وهبط المكوك وعلى متنه رواد الفضاء السبعة في مركز كينيدي الفضائي في الوقت المقرر له في الساعة( 07 .14 ت غ ) مختتماً مهمة من 13 يوماً في الفضاء التحم خلالها لمدة ثمانية أيام بمحطة الفضاء الدولية لتسليم وتركيب المختبر الأوروبي كولومبوس. وقد بدا اتلانتيس مرحلة الهبوط قبل ذلك بساعة بعد أن اشعل مساعد القائد الان بواندكستر المحركين المداريين الصغيرين للمكوك لمدة دقيقتين و44 ثانية لتخفيف سرعته بنحو 25 كلم في الساعة. وكانت سرعة المكوك أسرع بمقدار 25 مرة من سرعة الصوت أي أكثر من 27 ألف كلم في الساعة. وعلى الأثر بدا اتلانتيس هبوطه إلى فلوريدا الذي استغرق 63 دقيقة. وبلغت حرارة بعض مناطق بطن المكوك وانفه وجناحيه أكثر من 1500 درجة نتيجة الاحتكاك بالطبقات الكثيفة للغلاف الجوي اعتباراً من ارتفاع 130 كلم. في السياق قال جيف موريل الناطق باسم البنتاغون إن عودة المكوك اتلانتيس يسمح «للعسكريين الأميركيين بإسقاط القمر الاصطناعي للتجسس الذي يصيبه التلف بسرعة كبيرة». وانتشرت سفن حرب أميركية في المحيط الهادئ في محاولة لتدمير قمر اصطناعي أميركي للتجسس شرد عن مداره، لتجنب أن ينشر فوق مناطق آهلة الوقود السام جداً الموجود في خزاناته. وكلفت سفينة «يو اس اس ليك ايري» المجهزة بصاروخين اعتراضيين إسقاط القمر فوق المحيط الهادئ . ولا يعرف أي شيء عن القمر الاصطناعي هذا غير انه بحجم حافلة وهو يجنح حالياً وان خزاناته مليئة بالهيدرازين وهي مادة كيميائية سامة جداً تستخدم وقوداً لمحركات الأقمار الاصطناعية. وتتلف مادة الهيدرازين الجهاز العصبي المركزي لدى الإنسان ويمكن أن تكون قاضية إذا ما أخذت بجرعات عالية لكنه يتبخر سريعاً بفعل الحرارة والأشعة فوق البنفسجية. ووجود الهيدرازين يبرر اعتراض القمر لكن الولايات المتحدة حرصت رغم ذلك على أن تنفي أي محاولة منها لكي تحذو حذو الصين التي أسقطت في يناير 2007 بواسطة صاروخ قمراً اصطناعياً صينياً قديماً للأرصاد الجوية. وقد تشارك في العملية إذا ما اقتضت الضرورة المدمرة الأميركية «ديكاتور» المجهزة بصاروخ اعتراضي ثالث. أما المدمرة الأميركية «راسل» فلا تزال راسية في الوقت الراهن في بيرل هاربور. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى في سلاح البحرية طالباً عدم الكشف عن اسمه «أنا على ثقة انها ستتمكن من القيام بشيء ما. ما ان يأخذ احد هذه الصواريخ مساره فإن الأمر مضمون». وستكلف العملية دافعي الضرائب الأميركيين 40 إلى 60 مليون دولار وستستخدم فيها صواريخ مضادة للصواريخ من نوع «اس-ام3» التي عدلت برمجياتها «للتعرف على القمر الاصطناعي». وسيوجه الصاروخ أولاً من الأرض وبعدها سيستخدم مجساته التي تعمل على الأشعة تحت الحمراء لإصابة الهدف على ارتفاع حوالي 150 ميلاً بحرياً وبسرعة أربعة كيلومترات في الثانية على ما أفاد مسؤولون في البنتاغون. وفي حال اخطأ الصاروخ هدفه الذي يتنقل بسرعة عشرة كيلومترات في الثانية يجب على الأرجح انتظار 24 ساعة قبل إطلاق صاروخ آخر. ويطرح القمر الاصطناعي مشاكل غير مسبوقة للقيادة العسكرية الأميركية. وقال المسؤول في سلاح البحرية «نحن أمام جسم بارد في الفضاء جسم جامد منذ فترة لا تنبعث منه الحرارة التي تصدر عادة عن صاروخ باليستي». لكن مسؤولاً في البنتاغون أضاف ان «النظام دقيق جداً ونعتبر اننا سنتمكن من إصابة الخزان». ويعود إلى وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إصدار الأمر بإطلاق الصاروخ. وترى روسيا في هذه العملية تجربة سرية على صاروخ مضاد للصواريخ. وشددت فرنسا الثلاثاء على ضرورة «اتخاذ كل الإجراءات لضمان سلامة كل الأجسام الفضائية الاصطناعية الأخرى. وكالات