أعلن الجيش الأمريكي أنه سيسمح للسجناء في معتقل جوانتانامو الواقع على جزيرة كوبا بإجراء مكالمات هاتفية دورية، بعد سنوات كانت خلالها أجهزة الأمن تطبق على المعتقلين الموجودين فيه، بتهم على صلة ب"الحرب على الإرهاب" سياسة العزل التام. وذكرت شبكة "سي إن إن" الاخبارية الأمريكية ان هذه الخطوة تأتي في إطار إستراتيجية جديدة، تهدف إلى تخفيف القيود التي أدت إلى انتشار حالات التوتر والإحباط في صفوف المعتقلين بالمعسكر الواقع خارج الولايات المتحدة، في وقت قال فيه المحقق المختص بشئون ادعاءات التعذيب التابع للأمم المتحدة إن واشنطن ترفض السماح له بدخول السجون التي تديرها في العراق. وبالعودة إلى القرار المتعلق بمعتقل جوانتانامو اعتبر الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية، الكومندور في البحرية جيفري جوردان:" أن السماح للمعتقلين بإجراء اتصالات هاتفيه يظهر الالتزام بالحفاظ على صحة وسلامة المعتقلين، دون أن يحدد موعد بدء تطبيق القرار". وكان الجيش الأمريكي يحظر على المعتقلين كافة أشكال التواصل مع العالم الخارجي، باستثناء الرسائل المكتوبة التي كانت تنقل عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، غير أنه سمح بإجراء اتصالات في حالات نادرة، غالباً ما أعقبت وفاة أحد أفراد العائلة. ورحب بعض خبراء القانون بالقرار، إلا أنهم أبدوا خشيتهم من أن يتسبب الاتصال بالعائلات بالمزيد من الإحباط للسجناء المتمين بالانتماء إلى تنظيم القاعدة وحركة طالبان الأفغانية. وفي هذا السياق، قال مارك فالكوف، الذي يمثل 17 محتجزاً في المعسكر أن أحد موكليه يمني يبلغ من العمر 17 عاماً، وقد رُزق بطفلة قبل ستة أعوام غير أنه لم يشاهدها قط مضيفا:" في الواقع، لا اعرف ما إذا كان التحدث إليها عبر الهاتف سيخرجه من حالة الإحباط أم أنه سيمزقه تماماً". أما المحامي كاندانس جورمان فقد شكك في أن تقوم واشنطن بتطبيق القرار قائلا:" سأصدق ذلك عندما أراه" . وفي هذه الأثناء، قال مانفريد نوفاك المحقق الخاص بشئون التعذيب التابع للأمم المتحدة إن المسئولين الأمريكيين يرفضون السماح له بالوصول إلى السجون التى تديرها الولايات المتحدة في العراق، بالرغم من ورود تقارير موثوق بها تشير إلى تحسّن ظروف الاعتقال. وقال نوفاك إن مسئولين عراقيين وافقوا - من حيث المبدأ - على قيامه بزيارة البلاد في وقت لاحق من هذا العام، كما وافقت السلطات البريطانية على السماح له بزيارة المعتقلين في معسكرات تابعة لها. ولخّص نوفاك الوضع للصحفيين خلال لقاء عقده معهم في جنيف بالقول:" بريطانيا قالت نعم ، الولايات المتحدة قالت لا". وفيما رفض متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن التعليق رسميًا على ما جاء في حديث نوفاك، قال مسئول آخر في الوزارة رفض ذكر اسمه إن واشنطن رفضت طلب نواك "لأسباب عملية" وأكد أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر منحت إمكانية الوصول الكامل إلى المعتقلين بصورة حصرية. يذكر أن الولايات المتحدة كانت قد تعرضت في الماضي إلى فضيحة كبيرة تتعلق بسلوكيات بعض عناصرها في معتقل أبوغريب، حيث انتشرت صور عمليات التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان التي كانت تجري في المعتقل، والتي دفعت واشنطن إلى إغلاقه وفتح تحقيق واسع في القضية. يذكر أن نوفاك كان قد خاض مواجهة دبلوماسية شرسة مع الولايات المتحدة بسبب معسكر جوانتانامو الذي يضم أكثر من 275 سجيناً، حيث دعا إلى إغلاقه وإيقاف بعض أساليب الاستجواب المطبقة على المتهمين بالإرهاب.