كسب السيناتور الأمريكي الافريقي باراك أوباما معركة انتخابية أخرى ضد منافسته هيلاري كلينتون، وجاء فوزه هذه المرة في ولاية ميسيسيبي حيث كان الاستقطاب العرقي بين البيض والسود واضحاً. كما دارت المعركة في هذه الولاية وسط جدل حاد بين فريقي أوباما وكلينتون حول العنصرية. فقد فاز أوباما (46 عاماً) السيناتور الأسود الوحيد في الولايات المتحدة ب91% من أصوات السود في ميسيسيبي بحسب شبكة التلفزة الأمريكية "سي إن إن". في المقابل صوت 69% من الرجال البيض و74% من النساء البيض لكلينتون بحسب شبكة التلفزة فوكس، وكذلك 56% من الناخبين البالغين 65 عاماً وما فوق بحسب "سي إن إن". وكشف هذا الاستطلاع الأخير أيضاً تدهور العلاقات بين الفريقين. فمن جهة عبر انصار السيدة الأمريكية الأولى السابقة كلينتون (60 عاماً) بنسبة 72% عن "عدم رضاهم" عن ان يصبح أوباما مرشح حزبهم لسباق البيت الأبيض، فيما عبر 55% من انصار أوباما عن "عدم رضاهم" عن فوز كلينتون بالترشيح. وقال أوباما رداً على سوال بعد فوزه على شبكة سي ان ان "حرصت على القول ان السيدة كلينتون تملك القدرة وانها إن فازت بالترشيح فإني سأدعمها، لكني لست متأكداً ان فريق حملة السيدة كلينتون لديه الموقف نفسه". وقد حصل أوباما على 54% من الأصوات مقابل 44% لكلينتون. والانتخابات التمهيدية في ولاية ميسيسيبي يفترض ان تسمح بتوزيع 33 مندوباً وفق النظام النسبي، وقد جرى في موازاة جدل حاد حول تصريحات ادلت بها حليفة لكلينتون تنطوي على تلميحات عنصرية. وقالت جيرالدين فيرارو وهي مرشحة سابقة لمنصب نائب الرئيس الأمريكي وتنتمي اليوم إلى فريق كلينتون المالي "لو كان أوباما رجلاً أبيض لما وصل إلى حيث هو الآن (...) ولو كان امرأة (من أي عرق) لما وصل إلى حيث هو الآن. فهو محظوظ كونه كذلك". أما كلينتون فاكتف من جهتها بالقول انها "لا توافق" فيرارو الرأي، فيما رأت مديرة حملتها ماغي وليامس في استياء فريق أوباما "هجمات خاطئة شخصية ومحسوبة سياسياً عشية انتخابات تمهيدية". وقال أوباما في حديث صحافي انه لا يعتقد ان "تعليقات ماغي وليامس لها مكانها في السياسة ولا في الحزب الديمقراطي". من ناحيتها اعتبرت كلينتون "من المؤسف ان يقول انصارنا في هذه الجهة أو تلك أموراً تتحول إلى مسائل شخصية فيما ينبغي علينا مواصلة التركيز على مواضيع الحملة". وطالب ديفيد اكسلرود مخطط حملة باراك أوباما بعزل فيرارو عن مهامها في فريق كلينتون وقال "عندما تقومون بطرفة عين أو ايماءة رأي أمام تصريحات مهينة فهذه إشارة إلى ان كل شيء مسموح". وأضاف اكسلرود ان ملاحظة فيرارو أتت تتمة لحوادث عدة سبق وأثارت شبهات بالعنصرية لدى أوساط السيدة الأمريكية الأولى السابقة. ومع نجاحه في ميسيسيبي بات في رصيد أوباما 29 فوزاً مقابل 15 لكلينتون التي حسنت موقعها في السباق بعد فوزها في 3 ولايات الأسبوع الماضي. وبعد فوزه في ميسيسيبي يحصد أوباما دعم 1606 مندوبين في مؤتمر الحزب الديمقراطي المكلف رسمياً بتسمية مرشحه في آب/أغسطس في دنفر بولاية كولورادو (غرب). اما كلينتون فتحظى بتأييد 1484 مندوباً. (وكالات)