من ياترى من أهل القمة العربية سيستجيب لنصيحة الادارة الامريكية بعدم حضور قمة دمشق التي ستأتلف في دورتها الاعتيادية السادسة مطلع الاسبوع بعد القادم؟! اعتادت الادارات الامريكية المتعاقبة واعتدنا منها ان تحاول قبل انعقاد أيّة قمة عربية في تقديم اي شيء بغرض التأثير على هذه القمة، تحذيرات ما أو نصائح أو مبادرات تربك الدول العربية.. لكنها فيما يبدو أنها المرة الأولى التي تنصح فيها الادارة الامريكية الدول العربية بعدم الحضور.. جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الخارجية الامريكية الاسبوع الماضي والذي دعا الدول العربية الى التروي قبل اتخاذ قرار المشاركة في قمة دمشق وذلك بسبب المشاكل التي تحول دون انتخاب رئيس جديد للبنان، واستدرك بدبلوماسية قائلاً:« لانريد السعي لأن نملي على المشاركين طريقة تصرفهم، إلاَّ انهم عندما يفكرون في المشاركة في اجتماع سوريا، من الواضح انه سيكون من مصلحتهم ان يبقى في ذهنهم الدور الذي قامت به سوريا حتى الآن لمنع العملية الانتخابية في لبنان من أن تمضي قدماً». كأن الإدارة الامريكية تريد بنصيحتها هذه من القادة العرب أن يغضوا الطرف عن القضايا العربية الكبيرة، فيما يجري من الاحتلال الاسرائيلي من حصار وعدوان مستمر وتوسع في بناء المستوطنات وقتل واغتيال ضد الشعب الفلسطيني واستمرار احتلال الدولة العبرية لاجزاء من سوريا ولبنان، كل هذا في نظر الادارة الامريكية لايهم، ومايجري في العراق الذي دخل عامه السادس في ظل الاحتلال الامريكي، ومايتهدد السودان واستمرار معاناة الصومال، لايقتضي ذلك ايضاً من القادة العرب ان يفكروا فيه وفق النصيحة الأمريكية التي تذهب الا ان انتخاب رئيس جديد للبنان هو قضية القضايا. ويبدو أنه غاب عن الادارة الأمريكية ان قمة دمشق هي قمة دورية، ويأتي انعقادها بحسب الترتيب الابجدي للدول العربية، ومعنى هذا انها لاتقدم أية ميزة للدولة المضيفة سوى ان قدراً من نجاح القمة أو فشلها يحسب للدولة التي تنعقد القمة فيها، كما ان قرار حضور الدول العربية أمر مفروغ منه في أية قمة دورية، ويبقى فقط هنا مستوى حضور كل دولة. ولا أظن انه بعد هذه النصيحة الأمريكية إلا أن كل القادة العرب سيحضرون قمة دمشق، وأن تخلف أي منهم عنها..تحت أي ذريعة وان بدت قوية سيقظي الى وسم من يغيب بالتخلي أو النكوص عن مسؤوليته القومية.