رغم مرور خمس سنوات على سقوط النظام العراقي، ما يزال العديد من سكان بلدة العوجة، مسقط رأس الرئيس السابق صدام حسين، يزورون قبره وفاء لذكراه وحنينا إلى زمن غابر يتحسرون عليه مؤكدين أن الحكومة تجعلهم «ضحايا». وتقول أم عبد الله وهي جالسة قرب القبر في البلدة التي يقطنها معظم أفراد عشيرة البيجات التي ينتمي إليها صدام «اشعر بارتياح داخلي عندما اجلس هنا، كان دواء بالنسبة لي، دواء لروحي». وتضيف والدموع تنهمر من عينيها «لم يعطني شيئا، ولم اخذ منه شيئا لكن الم يضمن الأمن لنا جميعا؟ لم نشعر أبدا بالذل كما نحن الآن». وفي 30 ديسمبر 2006، تم إعدام صدام حسين أثر إدانته بقضية قتل 148 شيعيا في بلدة الدجيل أثر تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة هناك صيف العام 1982. ودفن صدام داخل قاعة بنيت ابان حكمه البلاد، وخصصت لإقامة جلسات العزاء من أفراد عشيرته آنذاك. وتتولى مجموعة من الرجال الذين يسكنون على مقربة من القاعة رفع صورة لصدام والإعلام العراقية، ويزور المكان أحيانا بعض الأشخاص الذين يضعون باقات من الزهور على قبر الرئيس الراحل. كما دفن في الحديقة التابعة للقاعة نجلا صدام عدي وقصي بعد مقتلهما في معركة مع الجيش الأميركي في يوليو 2003 في الموصل شمال بغداد إلى جانب اثنين من ابرز معاونيه شقيقه برزان التكريتي وعواد البندر. وقال عبد السلام محمد الضابط السابق في الحرس الجمهوري الخاص المسؤول عن حماية الرئيس الراحل والذي يتولى اليوم الاهتمام بقبر صدام مع آخرين «منذ خمس سنوات وحالنا يرثى لها بسبب الاعتقالات اليومية والمداهمات والبطالة». وأضاف فيما كان واقفا أمام صورة كبيرة لصدام بالزي العربي التقليدي «تخلت عنا الحكومة العراقية التي لا نعرف إلى من تنتمي، إيران أم أميركا». وتابع محمد الذي ارتدى دشداشة تقليدية سوداء اللون أن «حياتنا أصبحت اعتقالات ومداهمات» وتساءل «من لم يكن يعمل في الأمن أو حزب البعث؟ كل العراقيين كانوا في حزب البعث. لماذا يطاردون أهل العوجة فقط؟ هل لأنهم أقرباء صدام؟». بدوره، يقول محمد قادر «كنت اعمل سابقا في الحرس الجمهوري الخاص واعتني اليوم بالحديقة هنا». وأضاف «منذ مجيء الحكومة الجديدة لم نحصل على شيء. لا احد يهتم بنا، لا ينظرون إلينا بعين الرضا لأننا نحب صدام (...) لكننا سنواصل خدمته حتى آخر العمر». (ا ف ب)