كشفت مصادر عربية مسؤولة في دمشق عن قيام مسؤولين عرب مشاركين في القمة العربية ومسؤولى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية باجراء اتصالات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) من أجل إقناعه بتبني القمة العربية للمبادرة اليمنية التي أسفرت عن التوقيع على اتفاق بين «فتح» و«حماس» فيما يعرف بإعلان صنعاء، لكنه أصر على تراجع حركة حماس عن الانقلاب، في وقت أعلن رئيس المكتب السياسي ل «حماس» خالد مشعل استعداد الحركة التخلي عن السلطة إذا توافرت لها ضمانات بأن من سيتولى السلطة سيتمسك بالمقاومة. وقالت المصادر إن «أبومازن أبدى رفضه لهذه الفكرة مطالبا بعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه في غزة قبل الإنقلاب كشرط أساسي قبل الجلوس وعقد أي حوار مع حماس». وأوضحت المصادر أن الجامعة العربية والمسؤولين العرب أنفسهم قاموا أيضا باتصالات موازية مع خالد مشعل لمعرفة وجهة نظره تجاه تبنى القمة للمبادرة ومقترحاته في هذا الشأن. وألمحت المصادر إلى أنه «حتى الساعات القليلة التي سبقت افتتاح قمة دمشق فإن الجهود تصب في اتجاه عدم تبنى المبادرة ولكن سيتم الإشارة إليها ضمن الجهود المبذولة لرأب الصدع بين حركتي فتح وحماس». وقالت المصادر إن «الرئيس علي عبدالله صالح تغيب عن القمة العربية في دمشق بعد أن تأكد من رفض أبومازن لإعلان صنعاء بعد التوقيع عليه ووضعه لشروط جديدة في الإعلان يمكن أن تتسبب في عرقلة البدء في أية خطوات جادة لعقد هذا الحوار بين فتح وحماس. وأكدت المصادر أن «أسباب حضور أبومازن إلى القمة وتأجيل لقائه مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس يعود إلى رغبته في عدم تبنى القمة للمبادرة اليمنية. من جهته، طالب خالد مشعل القمة العربية بتوفير غطاء سياسي ومادي للمقاومة. ونفى مشعل في لقاء مع الوفد الإعلامي العربي المشارك في قمة دمشق «وجود أية اتصالات بين حركة حماس ومسؤولين في الإدارتين الأميركية والإسرائيلية»، غير أنه أشار إلى أن «هناك شخصيات أميركية غير رسمية تقوم بزيارة مسؤولي حماس». وردا على سؤال عما إذا كانت حماس لديها استعداد للتهدئة مع إسرائيل، قال مشعل إن الحركة «لديها استعداد للتهدئة مع إسرائيل في حال إذا كان هناك التزام إسرائيلي واضح بتهدئة شاملة متزامنة تشمل غزة والضفة الغربية مع وقف العدوان على غزة وإنهاء الحصار». وكشف عن «طلب إسرائيل من مصر القيام بوساطة حيث نقل الأفكار الخاصة بالتهدئة المسؤول السياسي بوزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد للمسؤولين في القاهرة وقامت مصر بعرض الأفكار علينا وأبلغناهم بضرورة التهدئة الشاملة والمتبادلة إلا أن إسرائيل رفضت التهدئة على هذا الأساس وطلبت التهدئة فقط في غزة أولا ثم يترك لها الأمر في اتخاذ القرار». وقال مشعل إن «حماس أبلغت مصر برفضها للشروط الإسرائيلية للتهدئة وعدم قبولها الدخول في مناقشة أية تفاصيل في هذا الشأن حتى يتم الإتفاق على التهدئة الشاملة وقد تم ابلاغنا إنهم سيواصلون الإتصال مع تل أبيب لمتابعة الموقف». وألمح إلى أن «البعض في السلطة وحركة فتح يحاول التنصل من اتفاق صنعاء والمبادرة اليمنية ولا يريد عرضه على القمة العربية معربا عن أمله ألا يؤثر غياب الرئيس اليمنى عن القمة العربية في إعطاء غطاء عربي لإتفاق صنعاء». وأكد مشعل «استعداد حماس لإجراء انتخابات مبكرة في الأراضي الفلسطينية رغم قلقها ووجود يقين لدها بعدم إجراء انتخابات نزيهة ولكننا نثق في الشعب الفلسطيني وقدرته على الإختيار وتطبيق القواعد الصحيحة للعبة الديمقراطية». وأعلن «استعداد حماس التخلي عن السلطة إذا توافرت لنا ضمانات بأن من سيتولى السلطة سيتمسك بالمقاومة والحقوق الفلسطينية المشروعة لأن السلطة لا مغنم فيها إلا للفاسد »،مشيرا إلى أن حماس لا تسعى للسلطة لأنها لوسعت إليها لدفعت الثمن منذ فترة وأرضت الرباعية الدولية والأميركان وإسرائيل. وأشار مشعل إلى أن «حماس لا تسعي إلى أيجاد منظمة بديلة عن منظمة التحرير الفلسطينية ولكنها تسعى إلى جمع كل الفصائل الفلسطينية للتأكيد على الوحدة والمصالحة عبر الحوار والتمسك بالحقوق غير القابلة للتصرف في الشعب الفلسطيني». واعترف خالد مشعل بوقوع بعض الأخطاء من قبل حركة حماس خلال النزاع الفلسطيني الداخلي غير أنه اعتبرها أنها كانت ردود فعل لما تعرضت له من حصار وتضييق للخناق.