اليوم بين يدي القارئ العدد (50) من صحيفة "الغد" التي تحتفل باكتمال عامها الأول، حيث كان صدور العدد رقم (1) في 2 إبريل العام الماضي.. وخلال السنة الأولى عمل طاقم الصحيفة يومياً دون انقطاع رغم أن موعد الصدور أسبوعي كل يوم اثنين. و"الغد" ليس اسماً عابراً اخترناه لصحيفتنا، بل هدف نصبو إليه تيمناً بالمستقبل، كما أنه ليس اسماً يناهض الحاضر وما قبله، وإنما تمسك بالأمل وتفاؤل بما هو قادم كأفضل مما مضى.. في وطن يزدحم بكل شيء فيه كأفضل مشهد للحراك الإنساني يتطلع الناس كأهم شريحة وسط هذا الزحام إلى المستقبل، "والغد" حين يأتي يكون الخطوة الأولى باتجاه ذلك المستقبل الذي نصبوا إليه، وهنا يتوحد الناس في وجهتهم وإن اختلفوا في مواقفهم ومشارب فكرهم وتنوع وسائلهم وهمومهم ومتاعبهم . ذلك "الغد" هو هدفنا وبات مبلغ همنا لكي نصل إليه ولا نتجاوزه، غايتنا ثقة القارئ، ووسيلتنا الالتزام الصادق بمسؤولية المهنة ورسالتها في التعبير عن قضايا الناس والتعاطي مع الأحداث والمتغيرات بحياد ومسؤولية. في صحيفة "الغد" ثمة نجاحات نعتز بها، وأخطاء حسبنا أنها صنيعة العمل الدؤوب والإصرار على أن يتبع النجاح نجاح آخر، ولم تكن يوماً عن قصد أو دليل تراجعاً عن التزاماتنا ومسؤولياتنا المهنية والأخلاقية.. غير أننا جميعاً هيئة تحرير، ومحررين، ومراسلين، وإداريين، شركاء في كل شيء.. شركاء في كل نجاح وفي كل إخفاق، مثلما نحن على اتفاق كامل على أن كل خطوة نخطوها يجب أن يكون هدفها ثقة الناس واحترام القارئ، وبحيث لا يكون لها هدف آخر يبعدنا عن غايتنا النبيلة.. في هذا العدد حرصنا أن تتحدث عن "الغد" وهي تودع عامها الأول كوكبة من رجال السياسة والصحافة وعديد شخصيات تمثل نخبة الحراك الاجتماعي والإنساني في هذا الوطن الذي لا يهدأ أبناؤه ولا يستكين أو يتوقف عند محطة أو مرحلة من مراحل تاريخه وحاضره، وهو بالتأكيد يبغي مستقبلاً أفضل.. لا لشيء، وإنما ليشاركونا احتفالنا بالرأي والنصح والتقييم، وحسبنا أن هذه الكوكبة على تنوع مشاربها سجلت ل "الغد" شهادات تعتز بها أيما اعتزاز، فهي تحملنا مسؤولية السير قدماً نحو المستقبل دون توقف، وتعلمنا أن الالتزام بمسؤولية الكلمة والانتماء المهني لصاحبة الجلالة نجاح أكبر، ربما اجتهدنا لكي نصل إلى بعض منه، فليس كل نجاح كاملاً، وليس بالضرورة كل إخفاق يعكس الفشل. شكراً لكل هؤلاء الزملاء الذين بهم أكملت "الغد" عامها الأول دون توقف، وبجهودهم وصلت إلى قلوب قرائها في زحمة الصحف السيارة.. هناك زملاء شاركونا في مراحل التأسيس والانطلاق خلال عامنا الأول، منهم من بدأ معنا خطواتنا الأولى وغادرنا، غير أن قلوبهم لا تزال ترفرف بالحب بيننا، وزملاء لا يزالون في مربع الصمود والإصرار على المضي ب"الغد" قدماً نحو أهدافها، لهم جميعاً كل الشكر وكل التقدير وكل الحب، فلولاهم ما احتفلنا بعامنا الأول، وبهم نتطلع إلى مزيد من الأعوام لكي نحتفل بإصرارنا على المضي قدماً نحو غدنا الذي نريد. *رئيس تحرير صحيفة الغد