العدوان الأمريكي يستهدف الحزم بالجوف ب15غارة منذ الصباح    مجلس القيادة يؤكد دعم الحكومة لإنهاء التشوهات النقدية ويشدد على انتظام عملها من الداخل    الرهوي يناقش مع الوزير المحاقري إنشاء منصة للأسر المنتجة    بمتابعة من الزبيدي.. إضافة 120 ميجا لمحطة الطاقة الشمسية بعدن    الزعوري يبحث مع الأمم المتحدة تعزيز حماية وتمكين المرأة في اليمن    الكثيري يبحث مع فريدريش إيبرت فتح آفاق دعم دولي للجنوب    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    عطوان ..لماذا سيدخل الصّاروخ اليمني التّاريخ من أوسعِ أبوابه    مؤسستي الكهرباء والمياه بذمار تحييان الذكرى السنوية للصرخة    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    إلى رئيس الوزراء الجديد    كيف أصبح السيئ بطلاً؟    أرواحهم في رقبة رشاد العليمي.. وفاة رجل وزوجته في سيارتهما اختناقا هربا من الحر    القسام توقع قوة صهيونية بين قتيل وجريح بكمين مركب في خانيونس    الأرصاد تتوقع أمطاراً رعدية بالمناطق الساحلية والجبلية وطقساً حاراً بالمناطق الصحراوية    من أين تأتي قوة الحوثيين؟    تفاصيل جديدة لمقتل شاب دافع عن أرضه بالحسوة برصاص من داخل مسجد    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    تشيلسي يضرب ليفربول ويتمسك بأمل الأبطال    تدشين برنامج ترسيخ قيم النزاهة لطلاب الدورات الصيفية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة    وسائل إعلام غربية: صدمة في إسرائيل..الصاروخ اليمني يحرق مطار بن غوريون    نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يعزي في استشهاد عمر عبده فرحان    بدء تنفيذ قرار فرض حظر على الملاحة الجوية لمطارات الكيان    رسميًا.. بايرن ميونخ بطلًا للبوندسليجا    ورطة إسرائيل.. "أرو" و"ثاد" فشلا في اعتراض صاروخ الحوثيين    تدمير المؤسسة العسكرية الجنوبية مفتاح عودة صنعاء لحكم الجنوب    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    وزير الصحة ومنظمات دولية يتفقدون مستشفى إسناد للطب النفسي    قدسية نصوص الشريعة    فيما مصير علي عشال ما يزال مجهولا .. مجهولون يختطفون عمه من وسط عدن    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    تطور القدرات العسكرية والتصنيع الحربي    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    مرض الفشل الكلوي (3)    التحذير من شراء الأراضي الواقعة ضمن حمى المواقع الأثرية    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    صنعاء .. طوابير سيارات واسطوانات أما محطات الوقود وشركتا النفط والغاز توضحان    العشاري: احراق محتويات مكتب المعهد العالي للتوجيه والارشاد بصنعاء توجه إلغائي عنصري    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    نصيحة لبن بريك سالم: لا تقترب من ملف الكهرباء ولا نصوص الدستور    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    لاعب في الدوري الإنجليزي يوقف المباراة بسبب إصابة الحكم    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    "ألغام غرفة الأخبار".. كتاب إعلامي "مثير" للصحفي آلجي حسين    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أخطاء السلطة والمعارضة.. وخيارات الحل!!
نشر في الوطن يوم 05 - 04 - 2008

عباس الضالعي - ما تشهده بعض المحافظات الجنوبية من فوضى وشغب وإنفلات أمني ، وفعل وردة فعل يجعلنا نقف وقفة صادقة وأهمية وضع النقاط على الحروف بغية الوصول إلى المعطيات التي تؤسس وتؤجج المشكلة بإعتبار أن نتيجة الأحداث في عمومها عبارة عن أخطاء وممارسات متبادلة بين السلطة والمعارضة ، التي عادة ما تبدأ بتراشق كلامي وضجيج إعلامي بين الطرفين ويستفيد منه الطرف الآخر ( المتسلل ) الذي يسعى لتوظيفة توظيفا فعليا وهدا الطرف المتسلل قد يكمن في عناصر أو تنظيمات داخلية أو خارجية ، المهم هنا أن هدا الطرف المتربص أستفاد من العملية التي وفرت له أرضية يتحرك عليها وهنا تكمن الأخطاء المشتركة بين السلطة والمعارضة .
فالأخطاء بدأت منذ وقت مبكر كانت بداياتها الأولى الإنتخابات البرلمانية السابقة التي جاءت نتائجها لصالح المؤتمر الشعبي العام وذلك ما أعتبره حزب الإصلاح أن المؤتمر يحاول القضاء عليه بإسلوب ديمقراطي وعبر الصناديق ، ما جعل حزب الإصلاح يقطع الشعيرات التي تربطه بالمؤتمر ، فعمل على تجميع الأحزاب التي تناصب المؤتمر العداء والخصومة السياسية وتقريباأن الإصلاح وجد ضالته في الحزب الإشتراكي اليمني المبعثر والمقطع أوصاله منذ حرب صيف 94 الذي يعتبر فيها الإشتراكي نفسه أنه خسر موقعه في السلطة وسلبت منه مناطق نفوذه، فكونا معا أحزاب اللقاء المشترك التي تضم أيضا بعض الأحزاب التي لها أساليب إعلامية تخدم أهداف المشترك أكثر من شعبيتها الجماهيرية ، لأن الجماهير قضية يتكفل بها الإصلاح والإشتراكي ، وأجتمعوا جميعا ضمن اللقاء المشترك رغم العداء التاريخي والآيدلوجي بين هده التيارات وبعضها لكن كلا له هدفه من وجوده في هذا اللقاء ،، هنا كانت البداية لرسم سياسة للصراع الإعلامي كمقدمة والتكتل أمام الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام ورئيسه الدي ربما هو العامل المشترك بين المتحالفين ضد المؤتمر لأن كل طرف من أطراف المشترك تعتبر شخص الرئيس علي عبد الله صالح هو من يمكن الثأر منه أو البحث عن رد الإعتبار .
وبما أن المؤتمر الشعبي العام هو الحزب الحاكم وصاحب الشعبية الأكثر والأغلبية البرلمانية وصاحب تجربة طويلة في الحكم ويضم تقريبا في عضويته كل ألوان الطيف السياسي ولا يلتزم بمنهجية أيدلوجية معينة وما يفاخر به المؤتمر الشعبي العام أن أيدلوجيته وطنية ولا توجد له أي إرتباطات خارجية ببرامج سياسية وأيدلوجية معينة ، وهدا الجانب محل إتفاق بين جميع الأطراف ، وعلى العكس تماما من الإرتباطات الأيدلوجية التي يتمتع بها أحزاب اللقاء المشترك الني هي عبارة عن فروع لتنظيمات معروفة دوليا ، وبمزحة سياسية غير مقصودة أقول أن المؤتمر الشعبي العام متحرر من الإملاءات الخارجية والإستشارات التنظيمية التي يسلكها أحزاب المشترك أو بعضها وتأتي نتيجة هذه الإستشارات غير متوافقة من الناحية العملية نظرا للبعد الجغرافي وغياب الخصوصية بين طرفي الإستشارة ، فالمؤتمر يتصرف مع القضايا بحرية ذاتية ويعالجها وفق رؤيته الخاصة .
هده مقدمة موجزة لخلفية تأسيس مرحلة الحرب الكلامية بين أطراف السلطة والمعارضة ، والتي زاد من حدتها أثناء مرحلة خوض الإنتخابات الأخيرة ( المحلية والرئاسية ) والتي شاركت فيها الأحزاب دون مقاطعة من أي من أطراف المعارضة الرئيسية موحدين رايتهم تحت مظلة المشترك ، وهنا – حقيقة - كانت بداية الهزة التي حاولت أن تودي بالمؤتمر الشعبي العام وزعيمه التاريخي إلى خانة المعارضة لولا أن المعارضة قدمت لنفسها نماذج متعددة من الإرباكات التي جاءت نتائجها في صالح المؤتمر الشعبي العام الذي عرف كيف يوظفها توظيفا دقيقا وعمليا لصالح برنامجه الإنتخابي ، والجميع يتذكر تلك الإرباكات المتمثلة في طريقة الأداء الغير محسوب للخطاب الإعلامي والتصرفات الفردية من قيادات المشترك وغيرها من التفاصيل التي لا مجال لذكرها هنا ، غير أنه يجب التدكير فقط أن المشترك خاض الإنتخابات الرئاسية وعينه على كرسي الرئاسة دون العمل بالمعطيات والمسببات التي توصله إليه ، وتجاهل قدرات خصمه ( المؤتمر الشعبي العام ) وتناسى مفردات سجلاته التاريخية.
إعلان نتائج الإنتخابات الرئاسية والمحلية وقعت على المشترك كالصاعقة المدوية حين جاءت مغايره تماما لما كان مرسوم لها من قيادات المشترك ، فالمشترك - كما هو معروف - راهن على أوراق خاسرة مثل ورقة الولايات المتحدة الأمريكية ( من خلال الزيارات المتتالية للسفير الأمريكي وباقي الدبلوماسيين فيها لمقرات ومنازل قيادات المشترك الأمر الذي جعلهم يتأكدون أن البيت الأبيض صار في جيوبهم ) وورقة التزوير ( التي تعودت عليها أحزاب المعارضة بقصد توفير بعض المعطيات والمؤيدات لتدويل القضية على غرار ما يحدث في لبنان ) وورقة المنظمات الدولية ( التي غازلها المشترك وهو من جلب غالبيتها بقصد دعمه دوليا وتمكينه حقوقيا لكن شهادتها وتقريرها هو الدي زاد من الصعقة التي نزلت عليهم وجاءت لصالح خصمهم المؤتمر الشعبي العام ) ، هذه كانت أوراق أساسية يعتبرها المشترك من الأوراق التي ستودي بخصمه إلى الخسارة وما حدث هو عكس ذلك تماما فاز المؤتمر الشعبي العام ومرشحه وبشهادة دولية على نزاهة العملية وببصمات ممثلي المعارضة في الصناديق ، وما أتذكره أن أحد قيادات المشترك في مؤتمر صحفي قبل الإنتخابات بيوم أو يومين طالب من رئيس الجمهورية أن يقدم لهم الكيفية والآلية والضمانات التي سيتم من خلالها تسليم السلطة لمرشح المشترك ( بن شملان ) كما طالب من الأمم المتحدة التدخل في الموضوع وكأن الأمر شيء واقع لا مفر منه .
الحرب المستعرة بدأت من هنا بين السلطة والمعارضة ، فالسلطة تكشف عن وثائق وحقائق عن المعارضة وشخصياتها وتستخدم وسائل الإعلام الرسمية فغي تنفيذ هذا وفتحت المجال لكل من هب ودب المهم أن ينال من المعارضة وهنا كانت واحدة من الأخطاء التي جلبتها السلطة ، وبالمقابل عملت المعارضة على تبني وكشف كل ما هو سيئ عن السلطة مستخدمة وسائلها المشروعة كلها وأقحمت كل شيء في سبيل النيل من السلطة .
النتائج التي ترتبت على هذه الحملات الإعلامية والتراشق والتسريبات والتقارير لم تؤتي ثمارها كما هو مخطط لها ، فاضطرت المعارضة للعب بالأوراق كلها بما فيها الخطوط الحمراء والثوابت وكل ما سيأتي عليها في المحصلة النهائية وإرباك السلطة ، فالمعارضة فضلت السكوت عن قضية صعده بإعتبار أنها قضية تمس الأمن والسيادة وحاولوا إقناع الجاهير أن القضية شخصية بين الحوثي والرئيس ، كانت هده من الأوراق التي سقطت ولم تستفد منها المعارضة ( وهده واحدة من أخطاء المعارضة ) حتى جاء الشيطان لهم بقضية المتقاعدين الجنوبيين من أبناء القوات المسلحة والأمن والموقوفين على ذمة حرب صيف 94 وهده القضية أخدت أبعاد أخرى وخرجت عن كونها قضية وظيفة وحقوق فكانت القضية التي أجمع عليها أطراف المعارضة في الداخل والخارج وصارت ورقة سياسية تلوح بها جهات خارجية كثيرة محلية وإقليمية ودولية ومنظمات ومتربصين وباحثين عن مصائد ومكائد ومرتزقة ، قضية قام الكل بتوظيفها كل حسب هواه ومصالحه ضد اليمن حكومة وشعب ،
وحقيقة أن قضية المتعاقدين في الأساس صناعة سلطوية بإمتياز والسلطة أول من اكتوى بنارها ، قضية المتقاعدين والمسرحين وخليك بالبيت التي كانت واحدة من أسوأ نتائج ومخلفات حرب 94 شريحة واسعة من أبناء المحافظات الجنوبية خاصة في السلك العسكري والأمني والأجهزة التابعة للأمن ، وهنا يجب أن لا ننسى أن العرابين لهذه الأفعال هي أيادي جنوبية أتخدت منها فرصة للثأر الناتج عن أيام الصراعات الدموية فسعت أطراف جنوبية محسوبة على السلطة للتخلص من هؤلاء المتقاعدين والمسرحين وغيرهم ، فسلط عليهم تطبيق قانون الخدمة العسكرية ( قانون التقاعد ) الذي أدى تطبيقه للتخلص من العناصر الغير مرغوب فيها من وجهة نظر السلطة ، فكانت النتيجة أن آلاف العسكريين والأمنيين والديبلوماسيين والإداريين وجدوا أنفسهم في البيوت عاطلين عن العمل فضاقت بهم السبل متعشمين بوعود كان يصدرها فخامة الأخ رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح لمعالجة أوضاعهم وكان عنق الزجاجة التي لا يمكن الخروج منها هو الجهات المعنية والأشخاص النافذين الذين كانوا يؤثرون على مسارات المعالجة حتى تفشل وأعيدت المحاولات مرارا لكن دون فائدة ، حتى طفح الكيل وخرج المولود من القمقم ووصل الأمر اليوم أن لا أحد يستطيع إرجاعه إلى وضعه بالطرق التي يتم بها معالجة الأمور .
فخطأ السلطة أنها تمادت كثيرا وتلددت بتعميق سياسة التجويع والإهانة لآلاف العسكريين والأمنيين من أبناء المحافظات الجنوبية وخالفة الوعود والأوامر والتوجيهات التي صدرت بحقهم ومنها قرار العفو العام الذي يفترض أن يعود كل شخص منهم إلى عمله ويعامل الجميع سواسية ، لكن ما حصل عكس هذا تماما ، ومن الناحية الإنسانية وحفاظا على كرامتهم تعاطف معهم الكثير ومثلوا نقطة العبور إلى عالم الفوضى الدي تشهده اليوم محافظات الضالع ولحج وعدن وشبوة وغيرها ، ولا يخفى أن الرقم الذي تحدث به رئيس الجمهورية عند مطلع الأزمة كان رقما مخيفا وقد أعترف به رئيس الجمهورية حينها أنه لم يكن على علم بالعدد إلا حين طلب من الجهات المعنية بموافاته بكشوفات عن المتقاعدين والمسرحين وغيرهم وقد نشرت الصحف الرسمية آلاف منهم من من تمت معالجة أوضاعهم .
هذا الخطأ ليس من المعقول أن يكون خطأ غير مقصود أو سهوا وإنما خطأ مقصود المفترض أن محاسبة المتسببين فيه والقائمين عليه يقدمون إلى المحاكمة أيا كانت مواقعهم لتمثل أن هناك جدية في تصحيح الخطأ ومن باب رد الإعتبار لآلاف العسكريين والأمنيين وغيرهم من أبناء المحافظات الجنوبية .
ومن أخطاء السلطة أيضا التصرفات والآليات التي تتعامل من خلالها في مواجهة الإخلالات الحاصلة والسماح للمتهورين أن يتحدثوا عن المعالجة كردود أفعال على هذا الغضب فالقضية اصبحت حقيقه لا مجاز وهذا ما يجب على السلطة فهمه وبالتأكيد هي فاهمه للأمر وتفهم أبعاده أيضا ،، فالقضية ليست قضية متقاعدين أو عاطلين أو قضية مناكفة أو غيرها القضية أبعادها أكبر من هذا كله وأصبحت هناك قضية جنوبية يجب معالجتها بإسلوب جدي ومنهجي وإزالة كافة المسببات .
فالسلطة يجب أن تقف عند القضية كقضية جنوبية وتنظر بأبعادها كاملة وأن تترك للعقلاء من أبناء الجنوب ان يقدموا وجهة نظرهم والحلول وطرق المعالجة دون تجريح أو تسفيه ، وأن تعمل السلطة على إسكات الأشخاص العبثيين الدين بأفعالهم وأقوالهم يزيدون من تأجيج المشاعر المحتقنة ، وتوفير إرادة سياسية والإبتعاد عن المنهجية الإنتقامية ومعالجة أثار حرب 94 كخطوة أساسية في القضية ، هده بعض الأخطاء التي جاءت وفق سياسة بعض أجهزة السلطة ورجالها .
أما الأخطاء التي أرتكبتها المعارضة أنها قامت بمناصرة القضية وتبنت إحداثياتها الأولى وكأن القضية واحدة من منجزات المعارضة حتى تبين الخيط الأبيض من الأسود حين خرج مسار قضية المتقاعدين عن أهدافه وتحول من قضية حقوقية وإدارية إلى قضية سياسية حتى وصل الخطاب الإعلامي بهم إلى أن القضية هي قضية شمال وجنوب وإحتلال ومحتل ومقاومة وكثير من المسميات التي أصبح لها وسائلها ورجالها ، ووصل الأمر إلى النيل من الثوابت الوطنية بل أهمها وهي الوحدة الوطنية والدعوة إلى العودة إلى ما قبل 22 مايو 1990 م وهدا يعتبر تجاوزا للدستور والقوانين وخروجا على الثوابت الوطنية التي يعبر الجميع عن مستوى نضاله من أجلها .
فالمعارضة اليوم الممثلة باللقاء المشترك كانت ترى أن من يحركون القضية وينتهكون الثوابت هم من زعمائها وقيادتها وأن صمت القيادات الكبيرة هو عامل قوي لدفع القضية لما هو أكبر وأخطر ، حتى صار ما كان يخشى منه وهو عدم قدرة المشترك على مسك زمام القضية والسيطرة عليه بل أصبحت الفوضى غير مقدور عليها من أحد ، فأخطاء المعارضة يكمن في صمتها وترك الباب مفتوحا أمام الغوغاء الذين لا يفرقون بين النيل المؤتمر الشعبي العام وبين النيل من الوحدة والأمن والسكينة .
وأحداث الضالع ولحج والطريقة التي خرجت بها والمعالجة التي قوبلت بها نشعر أن الخطر قد وصل إلى طريق مسدود ، لكن ما يجب التأكيد عليه هو من حق أجهزة الأمن والجيش ممارسة صلاحياتها كاملة ومواجهة الأفعال الضارة بالسكينة العامة والممتلكات فلا يوجد مظاهرة في العالم تخرج وتلتهم كل شيء وتقابلها أجهزة الدولة بالورود وضرب التحية بما فيها الدول التي نبعت منها الديمقراطية والدليل على ذلك مظاهرات الشغب التي حدثت في باريس قبل فترة ولندن وغيرها ، لكن لا ننسى أن هناك أحيانا تهور في المعاملة من قبل السلطة وأجهزتها الأمنية، المهم اليوم أن المشكلة تفاقمت وصار الجميع على فوهة بركان فكيف يمكن المعالجة من قبل السلطة والمعارضة .
ماأود أستنتاجه من كل ما سبق أن طرفي السلطة والمعارضة يتحملان النتائج التي أدت إلى وصول القضية إلى هذا الحد الذي وصلت إليه الأحداث أخيرا في الضالع ولحج وما سيترتب عليها من تداعيات مماثلة وبحكم أنهما – السلطة والمعارضة - العامل الرئيسي في القضية فمعالجة القضية تقع على عاتقهما وذلك من خلال :
إعتراف السلطة بحجم القضية والإبتعاد عن التسويف والمماطلة والحلول الترقيعية والعمل بالحكمة التي تقول ( أهل مكة أدرى بشعابها ) وتعمل على تسهيل مساعي العناصر المؤثرة وإتاحة الفرصة لها
أن تدرك أحزاب المشترك بإعتبار أن العناصر الميدانية قيادية فيها خطورة اللعب بهده الورقة وأن الحماقات غير المحسوبة لبعض أعضائها التي تريد جر البلاد إلى نفق مظلم يجب أن توقفهم .
على السلطة مراجعة مواقفها وخطابها وطرق التعامل مع القضية ومحاسبة كل المتورطين عمدا او دون عمد في وصول القضية إلى هذا الحد ومحاسبة الأشخاص الدين أساءوا للأفراد المتقدمين للإنظمام للخدمة العسكرية أخيرا وبحسب توجيهات الأخ / رئيس الجمهورية .
أن يعلن المشترك براءته من التصريحات التي صدرت من بعض قيادات الحراك السياسي وهم أعضاء في أحزاب المشترك ومن قياداتهم يعلنوا براءتهم – لإثبات حسن النية - من الدعوات الإنفصالية الصريحة وتهديد الشركات النفطية في المحافظات الجنوبية بالتوقف عن نهب الثروة أو مطالبتها بالتعويض وهذه دعوة صريحة وخروج على الثوابت
على السلطة تطبيق قرارات العفو العام نصا وروحا
إعلان المشترك رسميا وبصراحة أن الثوابت خط أحمر
على السلطة إعادة النظر في الترقيات والتعيينات في أجهزة الدولة وكذلك في المستشارين المتخصصين في شؤن الجنوب وهم من أبناء الجنوب خاصة الذين يتمتعون بولاءات مغلفة ومحدودة
أن تسعى المعارضة لتقديم خيارات وطنية حقيقية بتجرد وشفافية وليس بدائل ضجيج ومناكفة إعلامية لحل القضايا المتعلقة وإزالة كل الآثار السلبية
أن يسلك طرفا القضية السلطة والمعارضة طريق الحوار الحقيقي دون النظر في الحسابات المسبقة وأن يسعى كل طرف لجعل همه الأكبر هو الوطن وليس الأفراد والشخصيات
أن تتخلص السلطة والمعارضة ( المشترك ) من الشخصيات المنفره والمؤججة للأزمة التي لا يستقيم حال مصالحها إلا بأوضاع متدهورة
أن تقدم السلطة عينة حقيقية – إثبات حسن النية – على تقديم الفاسدين للعدالة وأن تنزل عند مستوى ولو قليل وإحترام مشاعر الشعب في مسائلة شخصية من الشخصيات التي يسرب عنها الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وثائق تثبت تورطهم في نهب المليارات من أموال الدولة ويتم نشره على صفحات الصحف دون أن نرى أي ردة فعل مثل باقي دول العالم الفاسدة مثلنا ، ووضع حد للثراء الفاحش من وراء المناصب الحكومية أو الوظيفة العامة ولا يكفي الضحك على الذقون بإستمارة الذمة المالية التي سيعرف كل فاسد كيف سيتعامل معها حتى نصل إلى إحصائية أن كبار رجال الدولة والفاسدين هم من طبقة فقراء الشعب الدنيا ،، نأمل أن نرى – والشعب - ولو ( sample ) أو كبش فداء نزولا عند إثبات حسن النوايا
إبتعاد الطرفين على ترك الأمور للمزاجيات والمزاجيين !! والمداحين !! والباحثين عن الشهرة !!
هده بعض أهم النقاط التي يمكن أن تنقد الموقف المتأزم - من وجهة نظري - لإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي وأن يتبع منهج الحوار كوسيلة ضرورية وخيار حتمي لا بد منه وثقتي كبيرة أن صوت العقل هو الغالب في الأخير سعيا من الجميع لتجنيب هذا الشعب كل مكروه ،،،،،،،،،،، والله من وراء القصد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.