رويترز - رفضت إسرائيل يوم الجمعة اقتراح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إعلان هدنة مشروطة مدتها ستة أشهر في قطاع غزة مصحوبة برفع للحصار الإسرائيلي عن القطاع واصفة إياه بأنه خدعة تهدف إلى تمكين حماس من التعافي من المعارك في الآونة الأخيرة. وكانت حماس اقترحت يوم الخميس خلال محادثات مع وسطاء مصريين تهدئة لمدة ستة اشهر بين اسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة مع امكانية تمديدها لتشمل الفلسطينيين في الضفة الغربية. وفي هذا تراجع عن مطلب سابق لحماس بأن يسري وقف اطلاق النار في قطاع غزة والضفة في ان واحد وهي الاراضي التي يريد الفلسطينيون اقامة دولتهم المستقبلية عليها. وفي تجدد لاعمال العنف قال مسؤولون عسكريون اسرائيليون ان مسلحا فلسطينيا قتل حارسين اسرائيليين في منطقة صناعية على حدود الضفة الغربية يوم الجمعة. وقالوا انه تجري عمليات تفتيش عن المهاجم حول منطقة نتساني عوز الصناعية على الجانب الاخر للحدود من مدينة طولكرم التي يسيطر عليها الفلسطينيون. وأعلنت حماس والجهاد الاسلامي المسؤولية عن الهجوم. كما أطلقت حركة الجهاد الاسلامي أربعة صواريخ من غزة على اسرائيل دون ان تحدث اصابات. وتحجم اسرائيل عن الدخول في اي اتفاق رسمي مع حركة حماس الاسلامية قد يدعم موقفها في مواجهة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي تقلصت سلطته الان الى الضفة الغربية المحتلة منذ ان سيطرت حماس على قطاع غزة في يونيو حزيران بعد اقتتال مع حركة فتح التابعة لعباس. وأبدى ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي بعض المرونة الشهر الماضي حين قال ان الهجمات العسكرية على غزة ستتوقف اذا أوقف قادة حماس الهجمات الصاروخية الفلسطينية عبر الحدود على اسرائيل. وقال المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية دافيد بيكر "اسرائيل معنية بالسلام. لكن لسوء الحظ حماس تتلاعب. حماس تشتري الوقت من اجل أعادة التسلح وتجميع قواها. ولن تكون هناك حاجة الى الاعمال الدفاعية من جانب اسرائيل لو كفت حماس وامتنعت عن ارتكاب هجمات ارهابية على الاسرائيليين." وفي اشارة واضحة الى الغارات الجوية الاسرائيلية وهجمات الكوماندوس في غزة قال بيكر "ستستمر اسرائيل في التصرف لحماية مواطنيها." وأعلنت حماس يوم الخميس ان الوسيط المصري الوزير عمر سليمان سيبحث اقتراح الهدنة في غزة مع باقي الفصائل الفلسطينية الاسبوع القادم ثم يحمله لاسرائيل. وقال محمود الزهار القيادي بحركة حماس بعد اجتماع مع سليمان في القاهرة ان التهدئة يجب ان تتضمن نهاية للحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع. وقال الزهار ان فصائل فلسطينية اخرى منها حركة الجهاد الاسلامي وجماعات يسارية مقرها دمشق اعلنت موافقتها المبدئية على المقترحات. وأضاف انه لا يوجد بعد موقف اسرائيلي واضح وقال "الكرة الان في ملعب المحتل". وصرح بأن حماس مستعدة لكل الخيارات السياسية والعسكرية لانهاء الحصار الاسرائيلي. وسحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها من غزة عام 2005 لكنها أبقت سيطرتها على المعابر الحدودية وشددت الحصار منذ أن هزمت حماس قوات فتح التابعة لعباس في يونيو وسيطرت على القطاع. ويقول بعض الاسرائيليين ان هذا الحصار يهدف الى الضغط على حماس لوقف الهجمات الصاروخية كما يهدف على المدى البعيد الى انهاء حكمها لنحو 1.5 مليون فلسطيني يعيشون في قطاع غزة ويعتمد غالبيتهم على المساعدات الاجنبية. لكن المتحدث باسم أولمرت يقول ان الحصار يرجع الى مخاوف امنية في اشارة الى امكانية تغيير السياسة الاسرائيلية اذا توقفت الاعمال القتالية من جانب حماس. وقال بيكر دون اسهاب "قضية الحدود مرتبطة بالموقف الامني السائد." وأوضح الزهار ان حماس سترفض هذا الربط. وقال الزهار انه اذا رفعت اسرائيل الحصار واعادت فتح المعابر كما اشترطت الحركة الاسلامية فهذا شيء جيد والا سيكون لدى حماس خياراتها "فعدونا هو اسرائيل وهدفنا" كسر الحصار فيما بدا كتهديد بالعنف. واستطرد ان التهدئة لن تكون بلا مقابل. وطبقا لحماس وفي حالة سريان التهدئة في قطاع غزة ستعمل مصر على مدها الى الضفة الغربية حيث تتواصل اعمال العنف الفلسطينية الاسرائيلية وان كانت أقل شدة من غزة. ورغم ان عباس يرفض الحوار مع حماس الى ان تتخلى عن غزة اولا الا ان حكومته أبدت تأييدا حذرا لمبادرة التهدئة. وأعرب نمر حماد مساعد عباس عن أمله في ان يكون الاقتراح جادا وان تأخذه اسرائيل مأخذ الجد.