وكالات - اثناء مروري في ميدان الجيزة المعروف بكثافته السكانية والمرورية في مصر، اعجبني قميص كان معروضا في احد المحلات الكثيرة الواقعة هناك، فدخلت علي الفور لشرائه. وعند الخزينة اشهرت ورقة من فئة المئتي جنيه مصري، فإذا بالصراف يخبرني بعدم وجود ما يكفي لديه لاعطائي الباقي، لان الوقت كان متأخراً، وكان صاحب المحل قد انصرف لتوه حاملا معه حصيلة البيع لهذا اليوم. وبعد عملية بحث سريعة في جيوبي، اخبرته بأني لا املك من "الفكة" ما يكفي سداد ثمن القميص. هنا استدعي الصراف احد البائعين الموجودين بالمحل وطلب منه البحث عمن يفك الورقة المالية الي عملات اصغر. وبعد دقائق عاد البائع بخفي حنين وقد فشل في المهمة التي ذهب من اجلها. عندئذ فوجئت بالصراف يسأله: ولماذا لم تذهب الي عم سيد؟. فابتسم البائع الشاب ابتسامة من تذكر شيئا مضحكا. فابتسمت انا الآخر، لاسأل بفضول الصحفي: ولماذا الابتسام علي ذكر اسم عم سيد هذا؟. فإذا بالصراف يغادر مكانه ليصحبني الي باب المحل ويشير لي الي متسول مصاب باعاقة في قدميه ويفترش الارض علي أحد جانبي شارع الجيزة الرئيسي، بالقرب من عمارة يطلق عليها "عمارة شفيقة". ثم قال: هذا عم سيد!.. فضحكت ظانا منه انه يمزح، فما علاقة متسول بورقة من فئة المئتي جنيه؟!. لكن الرجل اخبر البائع بان يذهب لفك الورقة منه امام سمعنا وبصرنا. وبالفعل ذهب البائع الي المتسول "عم سيد" وألح عليه ان يفك المئتي جنيه، حتي لا تضيع علي المحل صفقة بيع القميص. فإذا بالعم سيد يخرج كيسا من القماش من صدره وقد ربطه بحبل في عنقه. وفتحه واخرج منه ورقة من فئة المئة جنيه، واخري من فئة الخمسين، وورقتين من فئة العشرين، واخري من فئة الجنيهات العشرة. كان الامر بالنسبة لي غير مصدق، رغم ما اعتدنا سماعه عن ثراء المتسولين من حين لآخر. ساعتها ظل الصراف يقسم لي بأغلظ الايمان ان عم سيد هذا يملك عمارتين فاخرتين في محافظة الشرقية (شرق الدلتا)، فضلا عن انه يعمل مهندسا في دولة الكويت!