رويترز - من المقرر ان يقدم المعسكران السياسيان المتناحران في لبنان ردهما يوم الاثنين على مقترحات رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لإنهاء الأزمة السياسية التي دفعت البلاد الى حافة حرب أهلية. وترعى جامعة الدول العربية المحادثات التي تجري منذ يوم الجمعة الماضي في قطر بين الائتلاف الحاكم الذي تدعمه الولايات المتحدة والمعارضة التي يقودها حزب الله بدعم من ايران وسوريا لمحاولة انهاء مواجهة استمرت 18 شهرا. وقدم رئيس وزراء قطر مقترحات مفصلة للطرفين ليل الأحد بشأن الشكل المقترح للحكومة الجديدة واصدار قانون انتخابي جديد. وسيمهد الاتفاق الطريق أمام البرلمان اللبناني لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للبلاد ليشغل المنصب الخالي منذ نوفمبر تشرين الثاني الماضي. وتدخلت الجامعة العربية الاسبوع الماضي لإنهاء أسوأ قتال داخلي في لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت فيما بين عامي 1975 و1990 حين استعرض حزب الله عضلاته العسكرية ليحبط محاولة من جانب الحكومة لتقليص قوته. وسيطر مقاتلو حزب الله لفترة وجيزة على المناطق التي تقطنها غالبية مسلمة في بيروت في قتاله مع مسلحين موالين للحكومة الأمر الذي أدى الى مقتل 81 شخصا على الاقل ثم أعاد تسليم المناطق للجيش. وليس هناك جدول زمني لمحادثات قطر ولكن بعد مرور أربعة أيام يقول مندوبون ان الوقت ينفد. ومن المقرر ان يتوجه الشيح حمد للسعودية يوم الثلاثاء لحضور اجتماع مجلس التعاون الخليجي. وقال عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية انه لا يسعه تحديد موعد لانتهاء المحادثات ولكنه أضاف انها قطعت نصف الطريق. ويبدو ان النقطة العالقة الأساسية تتعلق بتشكيل الحكومة. واقترح الشيخ حمد تشكيل مجلس وزراء مؤلف من 30 وزيرا يكون للائتلاف الحاكم فيه 13 مقعدا وللمعارضة عشرة مقاعد ويعين رئيس لبنان الجديد الوزراء السبعة الباقين. وقال مندوبو المعارضة انهم لن يقبلوا الا باقتراح يضمن لهم حق النقض (الفيتو) في مجلس الوزراء أي ما يعادل 11 وزيرا. وفي حالة فشل التوصل لاتفاق يقول مندوبون ان الطرفين المتناحرين ربما يفضلان تشكيل حكومة مؤقتة من خبراء أو ساسة لا ينتمون لأي منهما. وفيما يخص قانون الانتخابات تضمنت المقترحات إحالة قانون للانتخابات العامة لعام 2009 وضعت مسودته لجنة من الخبراء القانونيين شكلتها الحكومة الى البرلمان. ويجمع ذلك القانون بين نظام الاقتراع المباشر القائم والتمثيل النسبي. ولم يوضح المندوبون ما اذا كان القطريون قدموا أي قتراح محدد بشأن طلب الائتلاف الحاكم ضمانات واضحة تحول دون ان يوجه حزب الله اسلحته ضد اللبنانيين مرة أخرى. وتنحى واشنطن باللائمة على سوريا وايران في الهجوم الذي شنه حزب الله على خصومه هذا الشهر.