عندما تقابل فنانا يصنف من عمالقة الفن الحضرمي ك «كرامة مرسال» الملقب ب «بوصبري» لابد من ان مئات الاستفسارات تدور حول الفنان اليمني واسباب هضم حقه ولماذا لا يملك مغنو هذا الفن ألسنة كالسلاطين تطالب بحقوقهم ولماذا تسرق ألحانهم واغانيهم وهم صامتون فهل هذا ما يحتم عليهم العطاء؟ او حبا واجلالا لهذا الفن العظيم. كل هذا تناوله حوار شيق وممتع مع أبي الفن الحضرمي و«المتيم» الذي «ربا الحسن» ب «حنانية» كرامة مرسال. لماذا الفنان اليمني مظلوم؟ فعلا الفنان اليمني مظلوم.. لانه يعتمد على نفسه في كل شيء ولا يوجد من يدعمه.. فعلى سبيل المثال، انا اغني منذ 54 عاما وكل ما قمت به مجهود شخصي دون ان أتلقى دعما من أي شركة انتاج او وزارة اعلام او اي شخص. لكن سكوت الفنان اليمني على ما يجري من انتقاص للاغاني اليمنية يجعله المسؤول عن تردي مستقبله الفني. نحن لم نسكت.. ولكن لمن نشتكي فلا توجد جهة تدعم الفنان او تحل مشاكله وتنصفه من الظلم الواقع عليه. لماذا اكتفيت باعتذار انغام عندما غنت «صادق النية» على الرغم من ان الشاعر نسب الاغنية اليه؟ «متيم» سرقت مني ونسبها الشاعر له وانا واقف أتفرج «ولم اشتك» لا بالاذاعة ولا بالصحف لانه لا حياة لمن تنادي. لماذا؟ الكل اصبح يغني أي اغنية تعجبه ويقول تراث أو فلكلور وهو بهذا يتجاهل صاحب الاغنية وكل هذا حتى لا يدفع تكاليف العمل فيطمسه وهذا ما نعانيه. اذن كيف تحافظون على اصالتكم وتراثكم؟ الفنان أبو بكر سالم له دور كبير في انتشار الاغنية اليمنية الى يومنا هذا وهو اكثر واحد يدعم الفنانين اليمنيين. اذن لماذا لا نرى أبو بكر سالم يدعمكم؟ هذا يعود له، لا.. اذا اراد ان يعمل من نفسه فليعمل واذا ما اراد ذلك فله ذلك. ما زال هناك فنانون كويتيون يحتضنون هذا التراث فإلى أي مدى ترى هذا التعاون؟ انا اعرف الكثير من الفنانين الكويتيين امثال نبيل شعيل وعبدالله رويشد وعادل الماس ولكن الفنانين الكويتيين لا يحبون ان يكون هناك تواصل فيما بيننا!! ما الأسباب بنظرك؟ لا يوجد شيء مهم ولكن يبدو انهم لا يحبون التقارب والتعارف وانا اتمنى ان يكون بيننا وبين الفنانين الكويتيين تواصل. الكليب اصبح لغة الانتشار في هذا العصر. الى الآن لا املك فيديو كليبا واحدا ولا افكر في ان اصور كليباً ابدا. ما الاسباب؟ ما احبه من ربي.. اشعر بأن فيه طمساً للمعاني والتأثيرات.. ما نراه من فيديو كليب ما هو الا رص وصور متحركة سريعة أي الكليب يصل للمشاهد ولكن الاغنية لا تصل. والكاسيت؟ الكاسيت قلّ.. وشركات ومؤسسات الانتاج تعمل ما تريده لمن تريده. ما رؤيتك لمستقبل الاغنية اليمنية؟ ربما تتطور الامور مع الوقت والتطور في المنطقة واذا وجد من يدافع عن مستقبل الاغنية اليمنية. الآن اصبح عددكم كمغنين يمنيين لا بأس به فلماذا لا تشكلون رابطة لكم؟ الفنان اليمني لا يملك هذه السيولة كي يدعم نفسه فكيف اذا اراد ان يعمل رابطة؟!. ألا ترى ان الفنان اليمني يحتضر؟ اجل الفنان اليمني يحتضر لأنه لا يوجد من ينتشله ويتبناه ويعطيه الفرص. ربما الأوضاع السياسية بالمنطقة اثرت؟ اليمن خرج من بؤرة، كان عبارة عن شعبين منفصلين عن بعض وتم توحيدهما وربما التوحيد تخلله بعض الاخطاء البسيطة ولكنها مع الوقت ممكن ان يصلحها الانسان وان شاء الله تنصلح الامور. يقال ان كرامة مرسال حكومي؟ هذه هي طبيعتي رجل هادئ احب الامان والسلام ولا اتدخل في امور لا تخصني ولا تعنيني.. فانا لست مع الحكومة ولا مع شخص ثان انا مع الحق. يلقبوك بوحش العود. «يرد ضاحكا».. حرام عليك «آنا عازف على باب الله ولا وحش ولا شيء ثاني». تربطك علاقة وطيدة مع البحر. صحيح فانا صياد سمك ماهر واعرف كيف اصيد.. واهتم في الامور المتعلقة بالبحر وافهم فيها. ألم تغن للبحر؟ مع الأسف لا.. لايوجد كتّاب كتبوا كلاما جميلا عن البحر لان القول في البحر كبير. لماذا تظهر عندك ردة فعل كلما قلنا الاغاني العدنية.. أليس هذا اسمها؟ الاغنية العدنية اسمها اصلا الاغنية الحضرمية ولكن الناس في الكويت اطلقوا عليها اغاني عدنية نسبة الى بلدة عدن المشهورة وهذا خطأ فهي بالاصل اغان حضرمية وصنعاتية لحجية ويمانية. *الوطن الكويتية