(البيضاء) - في خطوة حضت باهتمام حكومي مركزي ومحلي و مساعي خيره بذلها مسؤولون ومشائخ وشخصيات اجتماعية، استجابة للدعوة التي أطلقها الرئيس علي عبد الله صالح لإنهاء قضايا الثأر نظرا لما لها من آثار سلبية عديدة باعتباره تعيق التنمية، فضلا عن كونها تشكل بؤرة للنزاعات وسفك الدماء وزعزعة الأمن والاستقرار في اليمن ، أنهت قبيلتا آل العروي وآل الحداد بمحافظة البيضاء قضية ثار عويصة بينهما استمرت حوالي 30 عاما وراح ضحيتها العديد من القتلى والجرحى من الجانبين ، بموجب اتفاق توصلت إليه القبيلتين ووقع من قبلهما. وتضمن الاتفاق -الذي وقعه أمس الخميس مشائخ ووجهاء القبيلتين وبحضور محافظ البيضاء محمد ناصر العامري وعدد من المسئولين وقيادات السلطة المحلية ووجهاء المنطقة- إنهاء الثأر بينهما، والتعهد بطي صفحة الخلاف بين القبيلتين نهائيا. وفيما بارك محافظ المحافظة رئيس السلطة المحلية إنهاء قضية الثأر بين القبيلتين، شاكرا من بذل مساع الخير للتوصل إلى اتفاق إنهاء الثأر بين القبليتين ، تعهد أن تكون قضايا الثأر في المحافظة من ضمن أولويات مهام السلطة المحلية خلال الفترة القادمة ، معربا عن أمله في تعاون الجميع في المحافظة من مشائخ وشخصيات اجتماعية وفعاليات سياسية من أجل إنهاء قضايا الثأر لما لها من آثار سلبية على الأمن والاستقرار والتنمية في المحافظة. ويقول باحثون اجتماعيون ان اليمن بحاجه الى ثورة ضد الثأر ويحذرون من ترك قضية الثأر خارج دائرة الاهتمام الفعلي باعتبار انها تهدد بشدة الامان الاجتماعي في اليمن. وكانت دراسة ميدانية حديثة أظهرت وجود علاقة وثيقة بين ظاهرة النزاعات القبلية وتعثر عملية التنمية المحلية في المشاريع الخدمية والتنموية والاستثمارية التي تقيمها الدولة في تلك المناطق محل النزاعات. وأكدت الدراسة التي نفذها الدكتور عبده عثمان أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء ، والباحث احمد صالح الجبلي ، باحث بمركز الدراسات والبحوث اليمني بالتعاون مع مركز الدراسات الاجتماعية وبحوث العمل والمعهد الوطني الديمقراطي للشؤون الدولية.. اكدت ان النزاعات القبلية تؤثر سلبا على عملية التنمية المحلية في المناطق والمحافظات محل النزاعات، وكذا على حياة الافراد والجماعات ومجالات التنمية وخاصة التعليم والصحة والتنمية البشرية ، اضافة الى الأضرار المادية في تدمير القرى والطرق وإهدار الثروة الحيوانية ومصادر العيش الاخرى. وتمكنت الدراسة التي استطلعت أراء 422 فرادا من القيادات المحلية والمشائخ والشخصيات العامة في محافظات الجوف ومأرب وشبوة- تمكنت من تحديد ( 149) من مشائخ القبائل الداخلة في النزاعات القبلية خلال الخمس السنوات الأخيرة ، يمثلون 35 مديرية في المحافظات الثلاث مجال الدراسة، بنزاعات قبلية بلغت 158 نزاعا قبليا في 221 قبيلة ( رئيسية وفرعية )تمثل ما نسبة 35 % من مجموع عدد النزاعات التي تطرقت إليها الدراسة في المحافظات الثلاث، واعتبارهم بمثابة عينة المبحوثين من مشائخ القبائل والمديريات مجال الدراسة . وأوضحت الدراسة ان الآثار السلبية المترتبة على النزاعات القبلية تصدرتها ظاهرة الثأر.. منوهة الى ان 75 % من عدد 612 من الرجال والنساء والأطفال فقدوا حياتهم في مناطق قبائلهم خلال الفترة 2000-2005م بسبب النزاعات الثأرية.. حيث افاد 77 % من المبحوثين في محافظة الجوف ، و64 % من المبحوثين بمحافظة مأرب و71 % بمحافظة شبوة بوجود حوادث قتل في قبائلهم بسبب النزاعات القبلية . بالمقابل فقد اكدت الدراسة ان الاثار السلبية للنزاعات القبيلة على حياة المواطنين شملت عدد من الجوانب ، حيث افاد 47 % من اعضاء المجالس المحلية من عينة المبحوثين بانه حدث عمليات نزوح من مناطقهم بسبب النزاعات القبلية، كما حرم التلاميذ من مدارسهم إضافة الى أضرار أخرى لحقت ببعض المرافق الخدمية وأعاقت الحملات الصحية وتنفيذ بعض المشاريع التنموية . الى ذلك افاد 75 % ان اثار النزاعات القبلية امتدت لفترة زمنية متفاوتة بعد حدوثها.. مشيرين الى ان نزاعات قبلية منعت افراد القبلية من الذهاب الى حقولهم الزراعية او الخروج لرعي حيواناتهم لمدة تراوحت بين 7-12 شهرا بعد حدوث النزاع .