أجمع ممثلون عن منظمات المجتمع المدني على استهداف حزب التجمع اليمني للإصلاح (الاخوان المسلمين في اليمن ) وبالتحديد من سموهم ب" التيار المستنير" بدعوتهم لتحديد موقف من فكرة إنشاء هيئة الفضيلة والتصدي للمنكرات والتي أوكلت إليها مهمة حماية الأخلاق العامة عبر مراقبة الفنادق والشواطئ ويبلغ مجموع قوامها 25 عالما يتصدرهم قيادات من حزب التجمع اليمني للإصلاح وفي مقدمتهم رئيس جامعة الإيمان عضو الهيئة العليا لحزب الإصلاح (الشيخ عبد المجيد الزنداني) وعضو الهيئة (حمود هاشم الذارحي)، إضافة إلى وزراء الداخلية والأوقاف والعدل. وفي هذا الصدد دعا ( محمد علي سلاف) في الندوة التي نظمها مساء أمس منتدى ( عمر الجاوي) بمقر حزب التجمع الوحدوي حزب الإصلاح إلى إصدر بيان يحذر فيه قيادات حزب الإصلاح المشاركة في تأسيس الهيئة من أنهم يتحدثون بصفتهم الشخصية ولا علاقة لهم بالتوجه السياسي للحزب. واعبر( الدكتور عبد القادر علي عبده) أن المستهدف من فكرة إنشاء هيئة الفضيلة هو التيار المستنير داخل الإصلاح، داعيا الإصلاح إلى إصدر بيان يحدد فيه موقفه حتى لا تشوه قياداته المنضوية في قوام الهيئة سمعة الحزب حسب تعبيره، معتبرا موافقة الدولة وحماسها للفكرة تنصل لمؤسسات الدولة عن مسؤوليتها إزاء تلك القضايا. وفي حين قال رئيس مركز التأهيل وحماية الحريات الصحفية ( محمد صادق العديني) إن " الهيئة واحدة من الأفكار التي يتحفنا بها الحاكم بأمر الله الذي عودنا لكي نخرج من أزمة ندخل في أزمة"، اقترح تشكيل هيئة تنسيقية توكل إليها مهمة الإعداد لبرنامج عمل أشبه بحملة لتنفيذ فعاليات في جميع المحافظات تعارض إنشاء الهيئة. وأشار النائب ( أحمد سيف حاشد) إلى الخطورة التي يمثلها إنشاء الهيئة على هامش الحرية في اليمن والمجتمع المدني، وقال إن " تلك الجماعة تغتال القيم وتغتصبها وتغتال الدستور والقانون "، ملفتا إلى ممارسات للهيئة التي باشرت عملها في محافظات الحديدة وعدن وبدعم من السلطة حسب تعبيره. وأكد حاشد على وجود مآرب ومصالح للسلطة من وراء تشكيل هيئة الفضيلة، داعيا حزب الإصلاح إلى تحديد موقف من الهيئة وما تهدف إليه، منتقدا بعض نواب الإصلاح في البرلمان لعدم إعطاءهم الأولية لقضايا مهمة مثل تهريب الأطفال والزواج السياحي، مشيرا بذلك إلى سؤال قدمه النائب ( محمد الحزمي) عن الفساد الأخلاقي في المجتمع من بين أكير من 40 سؤال. أما القيادي الإصلاحي ( عبده سالم) والذي حضر الندوة من دون أن يعلم شيئا عن مضمون اللقاء، فأشار إلى حاجة القضية ( الهيئة) إلى نقاش كبير، ملفتا إلى أنه قد يكون المستهدف من إنشاء الهيئة هو حزبه، مؤكدا أن الإصلاح حزبا سياسيا ليس من مهمته إطلاق الفتاوى. وفي حين اعتبر سالم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو من مسؤولية الدولة تقوم به، أوضح عن اعتقاده أن مهمتهم في الإصلاح تقوم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، خاصة من ماسماها ب" المنكرات السياسية " التي ربط وجود المنكرات الأخلاقية بوجودها، موضحا أن " الهيئة لم تشكل بعد وإذا خرجت بقرار وخرج العلماء اللي هم فيها نقول لهم سيروا على بركة الله". من جانبه دعا الصحفي ( عبد الكريم الخيواني) إلى الإغراق في تفاصيل الهيئة، منتقدا التصريحات التي باشرت الهيئة عملها بها بأنه " لا يوجد ضدها إلا مجموعة الموالعة الدويثيين"، مطالبا بعدم القبول بالإنقسام، وذلك في إشارة منه إلى أصحاب الفضيلة وأصحاب الرذيلة، متهما المنضوين في الهيئة بأنهم " لا يدافعون إلا عن مناصب جديدة وصلاحيات مطلقة". ولفت الخيواني إلى أن السعودية العربية التي أنشأت فيها هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " قد بدأت تعطف واحنا بدأنا بتأسيس لجنة "، داعيا " للبدء بحماية اليمن وإخواننا في المحافظات التي بدأت فيها الهيئة بتنفيذ نشاطها ". وأشار تحرير صحيفة التجمع ( منصور هائل) إلى الخطر الذي تمثله الهيئة على مستقبل الأجيال، مشيرا إلى أن البلد مهددة بانقسامات أكثر، مؤكدا خطورة هيئة الفضيلة على الحياة، وحاجة الإصلاح إلى مسائلة في موقفه من العلماء المحسوبين عليه. وقال إن الهيئة جاءات حاضنة للنظام وهي جزء من تركة النظام في الجمهورية العربية اليمنية وهي واحدة من ابتكاراته الغرض منها شغل الشارع السياسي وإلهاء الناس. (نيوز يمن)