اعلن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في افتتاح قمة عربية مصغرة الثلاثاء 10-6-2008 في طرابلس, رفضه مشروع الاتحاد من اجل المتوسط على الاقل في صيغته الحالية، فيما قال مسؤولون في القاهرة إن الرئيس المصري حسني مبارك لن يشارك في القمة العربية المصغرة في ليبيا. وكان القذافي قد دعا للقمة المصغرة لبحث الاستجابة العربية لإنشاء تكتل استراتيجي دولي يتألف من دول أوروبية وشرق أوسطية واقعة في شمال القارة الإفريقية. وقال القذافي "نحن بلدان اعضاء في الجامعة العربية وكذلك في منظمة الوحدة الافريقية ولا نجازف باي حال من الاحوال بتمزيق الوحدة العربية او الافريقية وعلى شركائنا (الاوروبيين) ان يفهموا هذا جيدا". واضاف "اذا ارادت اوروبا ان تتعاون فلتفعل ذلك مع الجامعة العربية او الاتحاد الافريقي ولكن لا نقبل ان تتعامل اوروبا مع جزء واحد" من هذه الدول. وحضر اجتماع طرابلس قادة سوريا والجزائر وتونس وموريتانيا. ولم يحضر عاهل المغرب الملك محمد السادس ومثله رئيس الوزراء عباس الفاسي. واظهر المغرب وهو حليف وثيق لفرنسا الاستعداد الاكبر للمشاركة في الاتحاد. وقالت وزارة الخارجية المصرية ان الرئيس حسني مبارك دعي الى اجتماع طرابلس لكنه لم يتمكن من الحضور لان لديه ارتباطات اخرى ولم يخطر بالاجتماع قبله بفترة كافيه. وكان مسؤولون مصريون، رفضوا الإفصاح عن هوياتهم لأنه ليس مصرحا لهم الإدلاء بالمعلومات لوسائل الإعلام، صرحوا أن الرئيس مبارك لن يشارك في القمة المصغرة، كما أكد مصدر مصري آخر، للوكالة الفرنسية أن الرئيس المصري لن يحضر الى العاصمة الليبية, بعدما كان مصدر ليبي أفاد أنه سيشارك في القمة المصغرة. والقذافي الذي ارتدى لباسا تقليديا واعتمر شاشية حمراء, كان الوحيد الذي تحدث في افتتاح القمة المصغرة، ووصف المشاريع الاقتصادية التي وعدت بها الدول الاوروبية دول جنوب المتوسط بانها "طعم" معتبرا ان ذلك يشكل "اهانة" لهذه الدول. وقال "نحن لسنا جياعا ولا كلابا لترموا لنا العظام. الان يلوحون لنا بهذه المشاريع مثل الطعم. هذا يمثل اهانة". واكد الزعيم الليبي "نحن نلاحظ ان الاتحاد الاوروبي يحرص على تماسكه ولا يقبل تجزئته. وفكرة صديقنا العزيز (الرئيس الفرنسي نيكولا) ساركوزي رفضت باصرار من قبل اوروبا. والجامعة العربية لا ترضى ايضا بتفريق صفها وتحطيم تماسكها". من جهة اخرى وصف القذافي مشروع الاتحاد من اجل المتوسط بانه مشروع "استثنائي عابر" مآله الفشل كما حدث لمسار برشلونة او لسياسة الجوار التي اعتمدها الاتحاد الاوروبي تجاه جيرانه على الضفة الجنوبية للمتوسط. وقال "لا يمكن ان نضحي بالجامعة العربية ووحدة افريقيا من اجل مشاريع استثنائية عابرة" مضيفا "لم ينجح مسار برشلونة كما ماتت فكرة الجوار". وكانت فرنسا قبلت خلال القمة الاوروبية في مارس/آذار, ان يقتصر مشروعها بشأن اتحاد المتوسط على تفعيل مسار برشلونة المتعثر وان يطلق عليه "مسار برشلونة : الاتحاد من اجل المتوسط". وكان المشروع الاصلي للرئيس الفرنسي يقصر العضوية في مشروع الاتحاد من الجانب الاوروبي على الدول المطلة على المتوسط. واطلق الحوار الاوروبي المتوسطي (مسار برشلونة) في 1995 من قبل الاتحاد الاوروبي باتجاه دول الضفة الجنوبية للمتوسط. وهو يشمل اضافة الى الفلسطينيين تسع دول عربية. واثر خطاب القذافي دعا هذا الاخير المشاركين في القمة الى جلسة مغلقة. وتوقع دبلوماسي عربي في طرابلس ان تتبنى القمة موقفا مشتركا بشأن انضمام الدول العربية المشاطئة للبحر المتوسط الى مشروع الاتحاد من اجل المتوسط مضيفا مع ذلك "انها قمة تشاورية ومن غير المرجح ان تعلن نتائجها". وتبحث هذه القمة انضمام الدول العربية المتوسطية للاتحاد الجديد الذي اطلقه ساركوزي وينوي اعلان قيامه في 13 يوليو/تموز بباريس. وكانت الدول العربية طلبت "توضيحات" خلال منتدى لدول المتوسط الجمعة الماضي في العاصمة الجزائرية, بشأن انعكاسات انضمام اسرائيل الى مشروع الشراكة هذا بين ضفتي المتوسط الشمالية والجنوبية. وفي اليوم نفسه اعلن ساركوزي ان حضور اسرائيل "لا يطرح مشكلة" بالنسبة لدول عربية مثل مصر وتونس والمغرب. (وكالات)