وصفت أجهزة الأمن البريطانية، امس، روسيا، أنها ثالث أكبر خطر في العالم يتهدد أمن وسلامة بريطانيا، بعد تنظيم «القاعدة» بقيادة أسامة بن لادن، والبرنامج الإيراني لتخصيب اليورانيوم. وتزامن هذا الإعلان مع الكشف صباح أمس عن العثور على اليكس ألان، رئيس أجهزة الأمن المشتركة، الذي يطلق عليه اسم «الجاسوس الرقم واحد» والذي يشارك في اجتماعات مجلس الوزراء، مغشياً عليه في منزله في لندن في ظروف غامضة، دفعت بعض وسائل الإعلام للتشكك في إمكانية تعرّضه لعملية تسميم من النوع الذي تشتهر به أجهزة الاستخبارات الروسية، فيما لم تستبعد صحيفة «دايلي ميل» أن يكون ألان تعرض لهجوم محكم من تنظيم «القاعدة»، بزعامة أسامة بن لادن. وأعلنت شرطة اسكوتلنديارد أنها علمت عن طريق الصدفة بحادث الان الذي نقل إلى أحد مستشفيات لندن الثلاثاء الماضي من دون علمها، حيث اكتشف ضباط لها كانوا في المستشفى نفسه لمعاينة ضابطين يتلقيان العلاج وجود ألان، فتم إبلاغ قيادة الشرطة ولاحقاً رئيس الوزراء غوردون براون، وسارعوا إلى اتخاذ إجراءات أمن خاصة، وفي الحال طلبوا من الأطباء في المستشفى إجراء فحوصات على عينات من دم ألان للتأكد من عدم تعرضه لعملية تسميم. وذكرت تقارير إعلامية أن الان (56 عاماً)، المعروف بلياقته البدنية العالية، كان أبلغ في نهاية الأسبوع الماضي بعض أصدقائه أنه يشعر بوعكة صحية غير واضحة المعالم. وكان فقد زوجته الاسترالية كايتي العام الماضي نتيجة إصابة بمرض السرطان. وأثبتت تحقيقات الشرطة أن ألان كان يتمتع بحالة صحية جيدة من خلال الرسائل الإلكترونية التي أرسلها بواسطة الانترنت خلال عطلة الأسبوع الماضي. وكان ألان رُقّيَ قبل نحو عام لمنصب رئيس اللجنة المشتركة لأجهزة الأمن المشرف على عمل جهاز الأمن الداخلي «إم أي 5» والخارجي «إم آي 6» ومركز التنصت الرئيسي في تشيلتنهام، بعد ما شغل مناصب حكومية مختلفة في الماضي، من ضمنها منصب السكرتير الخاص لرئيسي الوزراء السابقين جون ميجور وتوني بلير. وبحكم منصبه تمتع بعلاقة مباشرة مع رئيس الوزراء وقدم له باستمرار تقارير استخبارية حول الوضع الأمني في بريطانيا والتهديدات الأمنية والإرهابية التي تواجهها. وذكرت مصادر أمنية أن ثلاثة أجهزة استخبارات روسية مختلفة بدأت في تركيز أنشطتها داخل بريطانيا وأغرقتها بالعملاء الذين يحاولون الحصول على أدق المعلومات عن المنشآت العسكرية والصناعية المتطورة. وتربط أجهزة الأمن البريطانية الاستخبارات الروسية بعملية تسميم العميل الروسي الهارب ألكسندر ليتفننكو في لندن بمواد مشعة أدت لمقتله قبل عامين. ويعتبر جهاز الاستخبارات الروسي الجديد «إف إس بي» وريث «كي جي بي» الأكثر خبرة في العالم في عمليات التسميم. ونقلت وسائل الإعلام عن خبراء أمن بريطانيين أن حساسية المنصب الذي يشغله ألان تفرض على مسؤولي الأمن الأخذ بالاعتبار احتمال أن يكون «الجاسوس الرقم واحد» قد تعرّض لعملية تسميم، إذ إنه بحكم منصبه يقع دائماً في أعلى قائمة الأشخاص المستهدفين من قبل أجهزة الاستخبارات المعادية. أما صحيفة «دايلي ميل» فذكرت في تقرير ظهر أمس على موقعها الإلكتروني نقلاً عن خبير الأمن البريطاني المعروف كريس دوبسون، أن تنظيم «القاعدة» هو متهم آخر في قضية ألان. وقال ان التنظيم «يرى في موته نصراً كبيراً، وتحقيقاً للتهديد الذي أطلقه أسامة بن لادن بضرب العدو «الكافر» في الصميم. فأي هدف أفضل من الرجل الذي كرّس جهده للقضاء عليهم»؟ غير أن أجهزة الأمن البريطانية تستبعد أن يكون ألان وقع ضحية هجوم خبيث من جانب نشطاء تنظيم «القاعدة» في أوروبا. وكان ألان تعرّض الشهر الماضي لانتقادات شديدة على اثر الكشف عن أن مجموعة ملفات أمنية حساسة وجدت متروكة في أحد القطارات في لندن. ووجهت له أسئلة من جانب الحكومة حول الموضوع وجرت مطالبته بتقديم تفسير للحادث الذي اعتبر «خطيرا». (عواصم ووكالات)