أثارت قضية اختطاف نجل رجل الأعمال توفيق الخامري ضجة عارمة في الساحة اليمنية وصولاً إلى اعلي المستويات ومجلس النواب وهدد مجلس رجال الأعمال بعقد مؤتمر وطني للوقوف على تداعيات القضية ، فيما لم يحظى المواطن اليمني جمال عبد القادر الذي اختطفت بنته "سوسن 19" من قبل مجهولين بمحافظة تعز بأي تفاعل يذكر حتى من السلطات المحلية . وفي الوقت الذي قامت الدنيا ولم تقعد تجاه قضية اختطاف (عمر ) نجل رجل الأعمال الخامري وصدرت العديد من التوجيهات لوزارة الداخلية وأمهل مجلس النواب الحكومة حتى غد الأربعاء لتحرير الطفل المختطف من قبل مجاميع مسلحة من بني ضبيان بمحافظة صنعاء ، ناشد والد الطفلة الحكومة ومجلس النواب وكل السلطات بالإفراج عن بنته المخطوفة منذ (15/7 /2008م ) . وقال جمال "لا أعداء لي.. لا أتهم أحد.. أناشد رئيس الجمهورية، وزير الداخلية، النائب العام، أعضاء مجلس النواب، وكل شريف في هذا البلد، أناشدكم إنقاذ بنتي". وعلى الرغم من توجيهات محافظ تعز حمود الصوفي بالبحث عن الفتاة قابل مسئولو البحث الجنائي والد المخطوفة بان بنته مختفية ، رغم أن المتهمين معروفون وهم يشكلون عصابة للسرقة وقضيتهم في المحكمة". أما والد المختطف (توفيق الخامري) الذي من حقه بذل الغالي والنفيس لتحرير ولده فعبر عن شكره للرئيس الذي قال إنه " اتصل بي وأعطاني أمرا بمحاكمة الخاطفين ومعاقبتهم كونهم خارجين عن الدولة والقانون". وأكد الخامري أن الدولة "قائمة بواجبها حتى الآن وهي واقفة معي ووعدونا ألا يقصروا وهي عندها ظروف ونعطيها فرصة لنراها ما تعمل"، متمنيا منها " أن تزيل هذا العمل"، شاكرا لجميع المسئولين في الدولة لوقوفهم معه. لكن شكر والد المخطوفة لم يتجاوز أبناء الحارة حيث يقول "الناس في الحارة واقفين معي، كل يوم يواسوني.. الناس طيبين، لكنه يتعاطى حبوب منوم عشان أقدر أنام في انتظار سوسن إلى أن ترجع بكرة ". وشهدت قضية اختطاف نجل الخامري تفاعلاً مشتركاً بين كتل الأحزاب السياسية في البرلمان حيث طالب الشيخ سلطان البركاني وزارة الخارجية بإقامة علاقات دبلوماسية مع جمهورية بني ضبيان وقال منتقداً الأداء الأمني :" إننا كنا نعتقد أن مستوى الأمن ارتفع خلال الأسابيع الماضية على الأقل في أمانة العاصمة بحيث لا نتحرك إلا بالهوية"، متسائلا عن كيفية اختطاف شخص من داخل العاصمة باتجاه بني ضبيان دون تمكن أجهزة الأمن من إطلاق المختطف والقبض على الخاطفين ، وأضاف أن البنك المركزي هو من يأتي بالمخطوفين. من جانبه النائب زكريا الزكري تساءل إلى متى ستظل القبيلة عموما وبني ضبيان خصوصا فوق الدستور والقانون والمواطنة المتساوية مشيرا إلى أن الخامري اختطف نهارا من شارع رئيسي في العاصمة بالقرب من سيارة تابعة لشرطة النجدة. وقال النائب صخر الوجيه :" بأن حوادث الاختطاف ستظل تتكرر طالما ولم يطبق القانون في حق الخاطفين، وتساءل عن مصير خاطفي السدعي، وأبناء الكميم ومهندسي الأشغال من ذات القبيلة". ولازال النقاش سارياً في أروقة مجلس النواب حول ظاهرة الاختطاف حيث طالب البرلماني أحمد الكحلاني اليوم الثلاثاء الحكومة بتقديم كشف لمجلس النواب يشتمل على حالات الاختطاف عقب صدور قانون الخطف قبل سنوات وحتى الآن . وكان بيان لمجلس رجال الأعمال الذي يشغل توفيق الخامري نائباً فيه قال:" لقد تكررت أعمال الاختطافات بصورة مقلقة لرجال الأعمال وتسببت في عزوف الشركات والمستثمرين ورجال الأعمال المحليين والأجانب عن الاستثمار في البلاد خوفا من هذه الظواهر التي رفعت من معدل مخاطر العمل والاستثمار في البلاد، غير مدركين حجم الآثار السلبية التي تترتب عليها حتى أصبحت سمعة البلاد سيئة بكل معنى العبارة وتسببت في إخافة الاستثمار والمستثمرين من القدوم للاستثمار في بلادنا. تكرر حوادث الخطف في اليمن على الرغم من صدور قانون يجرم الخطف ويحدد العقوبات على مرتكبيه إلا أن الأنباء تضاربت حول مكافأة خاطفين من الجوف ومأرب لتحرير رجل الأعمال " محمد سالمين بن يمين الذي تم حرر من الاختطاف في (12) يونيو الماضي ". وشدد المصدر المسئول آنذاك بأن الأجهزة الأمنية سوف تتعامل بحزم وقوة مع كل الخارجين على النظام والقانون وكل من تسول له نفسه العبث بالأمن والاستقرار والسكنية العامة في المجتمع . وفيما لا يزال والد المخطوف الشاب (عمر) ينتظر على أحر من الجمر الإفراج عن نجله ومعاقبة الخاطفين ، يصف الكاتب فكري قاسم حالة والد المخطوفة "سوسن" في تقرير نشره موقع نيوز يمن :" وحيد إلا من تعاضد ومواساة أهل الحارة في مقيل عصر كل يوم، ينتظر اتصالاً يمطئنه .. ينتظر صوتاً يمكن الاتكاء عليه في محنة كهذه، ولا شيء يرن .. عليه هو أن يطلب الأرقام، واحد مشغول .. وآخر اتصل به بعدين، وثالث، ورابع، وخامس، يحاولوا إقناعه بأن ابنته مختفية أو تشتعل دورته الدموية بما يمكن اعتباره جلباً للفضيحة وللعار!!...