بعد أن كان الأمل يراودهم لدخول مهرجان المسرح التجريبي الذي انطلقت فعالياته بداية الأسبوع المنصرم في نسخته ال(10) بالقاهرة، حيث شاركت اليمن رسميا بفرقة محافظة عدن بعرض مسرحية (المزاد) وذلك في تاريخ 19- 20 من شهرنا الحالي.. كما شاركت فرقة جمعية عدن للمسرح الأهلية بعرض مسرحي (مولانا الوالي عاش عاش) بتاريخ 11- 12 وكلتا المسرحيتين شاركتا على هامش المهرجان ولم تدخلا المسابقة كما كانوا يعتقدون. وذكرت بعض الصحف اليمنية أن هناك خلافا اشتعل واحتدم بين الفرقتين في مصر أثناء المشاركة.. وكانت جريدة الراية لها سبق اللقاء بفرقة عدن المسرحية وتحدثوا لنا قبل المشاركة بعنفوانية الواثق من نفسه لحصد الجائزة. لكن كما يبدو أن الآمال تبخرت وكست الوجوه الأسى ورسمت تجاعيد تجاهل مع سبق الإصرار.. بدورنا ذهبنا وكعادتنا لاستقصاء الحقيقة ماذا حدث وكيف؟ هذه الأسئلة يجيب عنها المشاركون أنفسهم في فرقة عدن. ثناء على الإعلام القطري في بداية اللقاء تحدث إلينا المخرج قاسم عمر وهو يتحسر بقوله: شاركنا على هامش المهرجان وتم استبعادنا كمتسابقين.. وأرجع أسباب الأفول إلى (عدم إرسال الوثائق، جهاز الفيديو، نسخ من النص). وأكد أن المسرحية أرسلت في وقت متأخر.. في هذا الوقت تكون لجنة المشاهدات قد أغلقت أبواب استقبال النصوص ولا مجال لاستقبال أي نصوص بعد الوقت المتعارف عليه. وهنا حمل قاسم عمر سفارة اليمن في مصر وكذا وزارة الثقافة المسؤولية وأكد أن المسرحية (المزاد) التي تم عرضها على هامش المهرجان لاقت استحسان المشاهدين والنقاد العرب وابدوا أسفهم الشديد لعدم دخول هذا العمل للمشاركة في المهرجان وأكدوا بقولهم (إذا دخل هذا العمل المسابقة فلن يمر مرور الكرام) وشكر المخرج قاسم عمر الإعلام القطري لاسيما جريدة الراية التي غطت وواكبت مشاركتهم وما زالت. وعلل بطل المسرحية فؤاد هويدي سبب ما أشيع بأن هناك خلافات بين الفرقة الوطنية والأهلية وقال: طبيعة الخلافات ليست شخصية وإنما كان الخلاف عن المقاييس الفنية بمعنى أن أي مشاركة لأي فنان عربي أو أجنبي يجب أن تكون لديه من المرجعية الفنية كرصيد يعمل عليه خلال هذه المشاركات.. وانتقد وزارة الثقافة بأنها تسير بسرعة السلحفاة وبأن اختيار أعمال واختيار الطاقم المشارك في أي مهرجان لا يتم إلا في الأوقات الحرجة وبرأ لجنة المهرجان من استقصائهم في المشاركة كمتسابقين وضرب دليلا على ذلك تأخر المراسلات ووصولها في اللحظات الأخيرة بعد أن تكون لجنة مشاهدة الأعمال المشاركة في المهرجان قد انتهت من فرز الأعمال التي وصلتها في وقت مبكر ويتم الفصل بين ذلك الذي يستحق المشاركة من ذاك الذي يستحق أن يكون على هامش المهرجان. وأوضح أن عرض مسرحية المزاد لاقى ردود أفعال ايجابية بالعرض من جهد إبداعي وتجريبي ووصف وقعها بالثورة على لجنة المهرجان بعد العرض لعدم مشاركتنا واختيارنا كفائزين.. وأكد أن الأعمال التي تم إشراكها في المهرجان وعددها 14 عملاً لا ترقى حتى للأعمال التقليدية العادية وبعيدة عن سياق وأهداف المهرجان. البطل يتحدث وتحدث إلينا بطل المسرحية أحمد عبدالله حسن قائلا: ليست هذه المرة الأولى التي تشارك اليمن على هامش المهرجان على الرغم من أن أغلب الأعمال التي قدمت باسم اليمن في المهرجان المسرح التجريبي الدولي أعمال قوية وكان يمكن أن تحصد الجوائز إلا أنها كانت خارج نطاق المسابقة وعندما نتساءل لماذا ونضع هذه التساؤلات على الجهات المختصة في شؤون المهرجان بمصر تكون الإجابة دائما وأبدا أن الخلل من اليمن إما من وزارة الثقافة أو من وزارة الخارجية أو من سفارتنا في القاهرة.. أي أنها المشكلة (يمنية). وعندما نسأل ذوي الشأن والاختصاص بمهرجان المسرح التجريبي عن ماهية الشروط والمقومات الأساسية لقبول فرقة في المسابقة أو عدم قبولها لا نجد إجابة صريحة بل بعض الأعمال التي دخلت المسابقة كانت أقل مما يمكن أن يقال عنها أنها (تافهة) باستثناء بعض الأعمال التي تستحق الجوائز.. بعبارة توضيحية أخرى وتعريف آخر.. أن المسرح التجريبي يجب أن تظل فيه روح المسرح والشروط الأساسية لمقوماته منها (الكلمة- الفعل ورد الفعل - الصراع على الخشبة) لكن معظم الأعمال المسرحية التي دخلت المسابقة تفتقر تماما إلى مثل هذه الشروط.. على سبيل المثال قد تجد مسرحية أوروبية كلها غنائية من الألف إلى الياء أو راقصة.. فهذه ليست مسرحية وإنما ينطبق عليها شروط الاوبريت أو الباليه أو السيرك وهذا بالتأكيد لا يمت للمسرح الدرامي بأي صله منذ وان كان تجريبيا. وبالأخير كلمة شكر للأخوة القطريين الذين حضروا العرض المسرحي وشاركونا مشاركة فاعلة بطرح ملاحظاتهم وإعجابهم الشديد بالعمل وبالتأكيد اشكر الفنان حمد الرميحي للتواصل والتفاعل مع أشقائه اليمنيين.ٍٍ لا تحترم المسرح ووصفت الممثلة شروق محمد فشل دخول مسرحية المزاد في مسابقة المهرجان التجريبي العشرين بعدة أسباب أهمها بأن الجهة التي أخرت العمل لا تحترم المسرح وأن الأمر بالنسبة لهم مشاركة عادية. وكيلة وزارة الثقافة تعترف بدورنا توجهنا إلى الجهة ذات العلاقة والتقينا بوكيلة وزارة الثقافة لقطاع المسرح د. نجيبة حداد والتي أجابت عن سؤالنا (من المسؤول عن تأخير وثائق مسرحية المزاد إلى لجنة المشاهدة في مهرجان المسرح التجريبي بالقاهرة؟). فأجابت دون إقناعنا بالقول: من ناحية قانونية وبروتوكولية وسياسية حرف الياء - وهو الحرف الأول للفظ يمن- يأتي آخر الحروف الهجائية وهذه دائما إشكالية نواجهها وهناك دول تتقدم حتى لو كان مستوى العمل ضعيفاً وهذا نظام يجب أن نحترمه.. قاطعناها بالقول: (إن المشاركين رأيهم آخر فما ردك؟) أجابت: هذه وجهة نظر لكنني أتحدث من موقعي كمسؤولة عن واقع تعايشنا معهم في كثير من المحافل وطبيعي جدا أن يكون لكل منا رأيه.. ولكنها أشارت إلى أن المبادرة في إرسال الوثائق كانت سريعة لا سيما عندما أتت الموافقة من قبل لجنة المهرجان فتم تقديمها إلى معالي الوزير فأكدها ووجه الكادر المختص بذلك. يبدو أن وكيلة وزارة الثقافة كانت تتهرب من السؤال لكننا طلبنا إجابة كافية وشافية وصريحة. (من هي الجهة التي وقفت وراء تأخير إرسال الوثائق المطلوبة إلى لجنة المشاهدات بالقاهرة؟) فكان الرد من قبلها اعترافا ضمنيا حيث قالت: ربما يكون لدي الشجاعة لأن أقول لك عدة جهات ولكني أتحفظ عن التحديد لكي لا أخسر الزملاء. مدير المسرح يتهم المالية من جانبه قال مدير المسرح بوزارة الثقافة اليمنية عبد الحكيم الحاج رئيس الوفد المشارك: إنه قد تم الإرسال من قبل وزارة الثقافة بالوقت المحدد ولكن اتهم بالقصور جهتين وهما وزارة الخارجية اليمنية وسفارة اليمن بالقاهرة. وأضاف: كنا حريصين على إرسال الوثائق في الوقت المحدد إلى اللجنة لأنه من خلال الشريط يتم اختيار العمل هل سيشارك أم لا.. ويستطرد حديثه بالقول: ليس الغرض من المشاركة أخذ الجوائز بقدر التعرف إلى ما هو جديد وقد سبق أن طرحت ذلك في نشرة التجريبيين وأبديت رأيي بأن الذي يهمني رأي النقاد العرب.. قاطعته بالقول: ولكن نقاد العرب قالوا كلمتهم إنه لم يتم إشراك مسرحية المزاد اليمنية في إطار المسابقة فما ردك؟ فأجاب وكانت اجابته صريحة جدا وبمثابة الخروج عن الصمت بقوله وقد طفح الكيل به (اتهم وزارة المالية وهي بحاجة إلى شريعة). وهكذا كانت جريدة الراية منذ الوهلة الأولى تتابع القضية بدءا من المشاركة وانتهاء بعودة الوفد وكانت السباقة بطرق وطرح قضية كهذه بحد ذاتها في غاية الأهمية ولم تتطرق إليها الصحف اليمنية. (الراية القطرية)