( الوطن ) - أعلنت قيادة حزبي البعث الاشتراكي والبعث القومي في اليمن اتفاقا مشترك فيما بينها يفضي إلى تشكيل لجنة عليا دائمة برئاسة نواب الأمناء في الحزبين بهدف التواصل المستمر لتوحيد المواقف والرؤى والتنسيق في كافة القضايا الحزبية والوطنية والقومية وصولاً إلى وحدة الحزب. وجاء الاتفاق بعد تواصلات ثنائية وحوارات تمت خلال الفترة الماضية بين قيادتي حزب البعث العربي الاشتراكي-قطر اليمن/وحزب البعث العربي الاشتراكي القومي-قطر اليمن، حيث اجتمعت القيادتان للوقوف أمام ما يسمى بالدعوة لتوحيد الحزب من قبل عدد ممن انقطعت علاقاتهم بالحزبين منذ سنوات لأسباب مختلفة بل وانخرط العديد منهم بأحزاب أخرى داخل الساحة اليمنية. وخلص الاجتماع المشترك برئاسة د. عبد الوهاب محمود و د. قاسم سلام الى التأكيد على أهمية التمسك بالثوابت الوطنية والقومية والعمل المتواصل على حماية المنجزات الوطنية في الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة وترسيخ وتعزيز الوحدة اليمنية وحمايتها والتصدي لكل من يحاول المساس بها أو التآمر عليها باعتبارها المدخل الطبيعي لتحقيق الوحدة العربية الشاملة . كما أكدت على التمسك بالانتماء القومي والإسلامي للجماهير العربية في قطر اليمن باعتباره يمثل هويته الحضارية أمام كل محاولات الاستلاب الحضاري والثقافي والتصدي لكافة أشكال التواجد الأجنبي والمطامع الأمريكية التي تسمى إلى إحكام السيطرة وتعزيز تواجد قواعدها العسكرية في البحر الأحمر والعربي، وبالذات باب المندب وخليج عدن وجزيرة سقطرى حتى يسهل السيطرة الفعلية على خليج العقبة وباب المندب ومضيق هرمز إلى جانب البحر العربي، خدمة للكيان الصهيوني وانتهاكا صارخا للأمن القومي العربي تحت ذريعة مكافحة القرصنة والإرهاب الدولي. وخلص الاجتماع المشترك إلى التأكيد على أن ما يحكم حزبينا البعث الاشتراكي والبعث القومي في تحديد نوعية العلاقة مع الأحزاب والتنظيمات السياسية والوطنية والقومية العاملة في قطر اليمن في السلطة أو المعارضة هو بالقدر الذي تقترب أو تبتعد تلك الأحزاب والتنظيمات السياسية من قضايا أمتنا على المستويين الوطني والقومي، منطلقين من الترابط الجدلي القائم بين النضال الوطني والقومي وقواه في الساحة اليمنية وبقية ساحات الوطن العربي، ومن أن صراع الأمة العربية اليوم مع أعدائها التاريخيين الممثلين بالتحالف الصهيوني الأمريكي وحلفائهما من المحتلين للعراق وفلسطين والجولان ومزارع شبعا اللبنانية هو صراع حضاري وسياسي واقتصادي وثقافي يستهدف الهوية والتاريخ كما يستهدف الهيمنة على "النفط" والممرات المائية والأسواق والثروات العربية. ووقفت القيادتان أمام قضية الانتخابات القادمة، وبعد التحليل والمناقشة توصلنا إلى دعوة كافة الأطراف إلى المحافظة على التوازن بالتعامل مع الدستور والقوانين والحرص على إجراء الانتخابات في موعدها المحدد دون الإنفراد بها من أي طرف كان . وشددت على أهمية أن تتوفر كافة الضمانات القانونية والأمنية والإجرائية حتى تتأكد الشفافية للخروج بانتخابات حرة ونزيهة تحقق لشعبنا خطوة نوعية في اتجاه المستقبل، تترسخ من خلالها التجربة الديمقراطية وتتسع ساحة التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية. وعلى المستوى القومي اكد الاجتماع المشترك لقيادتي البعث على على أهمية اعتماد منهج المقاومة والجهاد المتواصل كحل عملي ومنطقي وشرعي في ظل انفراد الإمبريالية الأمريكية وحلفائها في التحكم بمقدرات الأمم والشعوب في سبيل تحرير الأراضي العربية المحتلة في العراق وفلسطين والجولان العربي السوري وجنوب لبنان وفي مختلف الأراضي والجزر العربية المحتلة في الخليج العربي وإدانة ورفض ما سمي بالاتفاقية الأمنية بين الاحتلال الأمريكي وحكومته المنصبة في بغداد، تلك الاتفاقية المشئومة التي تبقي شعب العراق محتلا ومقيدا بقيود أمريكية وثروته وكافة إمكانياته رهينة تستغل وتبتز من قبل الاحتلال الأمريكي وفقا لهذه الاتفاقية الجديدة التي تعتبر أخطر من الاحتلال نفسه. ووقفت القيادتان على الغارة التي نفذتها الطائرات الأمريكية على منطقة البوكمال (مزرعة السكرية) في الأراضي السورية المحادة للأراضي العراقية التي استهدفت مبنى مدني قيد الإنشاء وقتلت ثمانية مواطنين أبرياء وجرح آخرين ، وأدانت القيادتان الانتهاكات الأمريكية للأجواء السورية وتلك الجريمة البشعة التي تأتي في إطار الهجمة الأمريكية على المنطقة. ووقفت القيادتان أمام كل ما يدور داخل الساحة الفلسطينية من صراعات مؤسفة بين الأخوة على سلطة وهمية هي من صنع الاحتلال الصهيوني واتفاقياته المشئومة في أوسلو ومدريد وكامب ديفيد وشرم الشيخ ... الخ، مهيبة بكل القوى الفلسطينية المجاهدة إلى توحيد صفوفها على قاعدة المقاومة الرافضة للاحتلال ولكافة المشاريع الصهيونية الأمريكية، الموصلة إلى تحرير فلسطين .. كل فلسطين من البحر إلى النهر وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. وقفت القيادتان أمام محاولات التدخل الأجنبي في شئون السودان ومحاولة تمزيقه أرضا وإنسانا، فأدانت هذا التدخل في شئونه وترفض كافة المحاولات التي تستهدف تفتيت السودان وانتهاك سيادته التي حاولت المحكمة الدولية أن تنصب نفسها وصياً على شعب السودان. كما وقفت القيادتان أمام استمرار النزيف الدموي المخيف في أرض الصومال الشقيق فوجدنا من المناسب هنا تذكير كافة الأنظمة العربية بالدور المسئول الذي تنتظره الأمة منها كي يتكاتف الجميع لوضح حد لهذه المأساة التي لا تعني شعب الصومال وحده ولكنها تعني كل أبناء الأمة العربية والإسلامية، مما يدفع القيادتين إلى التذكير، مهيبتان بأصحاب الجلالة والفخامة والسمو من الملوك والرؤساء والأمراء بأن يعطوا هذا الأمر ما يستحقه من الاهتمام المسئول والجاد وتناشدان جماهير الأمة بممارسة الضغط في هذا الاتجاه حتى يتحرر الصومال وتحقن دماء أبنائه ويصان الأمن القومي في البحر الأحمر والبحر العربي وتقطع دابر المخططات الأجنبية التي ترمي إلى تدويل البحر الأحمر والعربي وتفرض الهيمنة الكاملة على هذه المنطقة الاستراتيجية العظيمة الأهمية. تابعت وتتابع القيادتان مواقف سورية الصامدة و المدافعة عن حقوق الأمة العربية وكرامتها، وما يدور على أرض الرافدين من صراع بين شعب العراق ممثلا بالمجلس الأعلى للجهاد والتحرير وقوى الاحتلال الأجنبي، الذي يسعى لتدمير العراق وتمزيقه أرضا وإنسانا بعد أن دمر كل بناه التحتية، وهي تتابع ما يدور لتعلنان وقوفهما إلى جانب سورية والمقاومة العراقية مدينة كافة الاتفاقيات الموقعة بين الاحتلال ودُماه المنصبة في بغداد، والتصدي لكل أشكال الاحتلال والتواجد العسكري الأمريكي والتدخل الإيراني المتواجدين على أرض العراق، في سياق رفض الأمة للوجود الصهيوني ونفوذ الحلف الأطلسي في المنطقة العربية، المتمثل في القواعد العسكرية في البر والبحر، لما يمثله ذلك الاحتلال والعدوان والقواعد من أخطار حقيقية على وحدة الأمة وحريتها واستقلالها وأمنها القومي بكل أبعاده، وترفضان كافة التدخلات الأجنبية التي تتعامل مع الاحتلال ، وتناشدان الجماهير العربية بالوقوف إلى جانب المقاومة العراقية والفلسطينية التي تمثل الشعب الواحد الموحد في خندق المواجهة التاريخية من أجل التحرير والاستقلال لفلسطين والعراق والأراضي العربية المحتلة. ثالثا: على المستوى الدولي: وقفت القيادتان أمام سياسة القطب الواحد والعبث الأمريكي الصهيوني الذي تجاوز كل الحدود، كما وقفت أمام الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية وتداعياتها الخطيرة التي طالت اقتصاديات كافة الدول بشكل عام وأوروبا بشكل خاص، وتسببت بردود أفعال خطيرة تهدد بأزمات دولية اقتصادية تطال الشعوب والأمم بشكل عام والعرب بشكل خاص، لما يمثلونه من الموقع الاستراتيجي في حسابات القوى الدولية والموقف الاقتصادي لما يمثله الوطن العربي في مجال الطاقة وعلاقتها بالأسواق والصناعات الكبيرة في أمريكا والغرب بشكل خاص واليابان بشكل أكثير خصوصية، وامتداد ذلك التأثير والتأثر على الدول الأخرى التي تعتمد على النفط العربي والغاز. وقد توصلت القيادتان إلى التأكيد على أهمية تطوير الخطوات الاقتصادية واتفاقية منطقة التجارة الحرة وتوسيع آفاق السياسة الاقتصادية بين أقطار الأمة، وصولا للسوق العربية المشتركة والتكامل الاقتصادي العربي، باعتبار ذلك حلا عمليا وموضوعيا لمواجهة إخطبوط العولمة ومخاطرها الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية على الوطن العربي وهويته الحضارية، والسعي الحثيث لترسيخ مفهوم الوحدة العربية ووحدة الاقتصاد العربي والسوق العربية الواحدة، ومواجهة الأزمة الاقتصادية التي تكاد تعصف بالعالم كله بمزيد من التنسيق والتوحد والخروج بسياسة اقتصادية عربية تحمي الثروة العربية والاقتصاد العربي والمستهلك العربي والمستقبل العربي. وفي ختام اللقاء توجهت القيادتان برسالة إلى كافة البعثيين في البعث العربي الاشتراكي والبعث العربي القومي بأن يتنبهوا إلى خطورة المؤامرات المحيطة بالبعث والبعثيين في هذا الظرف الصعب والمعقد على الصعيدين الوطني والقومي وأن يجابهون المؤامرات بالوعي والصمود والصبر .