ليس هناك من يمني يفرح لسوء سمعة بلاده في الخارج، سواء كانت هذه السمعة عن طريق الأشخاص أم الفرق الرياضية، لكن هزيمة منتخب الشباب من المنتخب الياباني أول من أمس بخمسة أهداف لصفر تستفز أي شخص حتى ولو كان غير مهتم كثيراً بالرياضة؛ لأن "الاكتساحات بالأربعة وبالخمسة وبالثمانية" صارت صفة لصيقة بالفرق اليمنية التي تلعب في الخارج سواء على مستوى منتخب الشباب أم المنتخب الوطني أم حتى على مستوى الأندية، هذا إذا ما استبعدنا النجاحات التي حققها منتخب الناشئين في مناسبات متفرقة. لا أدري من هو المسؤول عن هذه الإخفاقات الرياضية، أو بالأصح "المرمطة" التي تلحق بنا عندما نلعب في الخارج، فنحن كثيرو الكلام قليلو الفعل، فلو فزنا في أية مباراة وليس بطولة، نحول لاعبي الفريق إلى أبطال ونستنفر إعلامنا كما لو أن الفوز في مباراة هو انتصار ما بعده انتصار. والأدهى من ذلك أن أي انتصار في مباراة لأي فريق كان-الناشئين أو الشباب أو الفريق الأول- يتحول بقدرة قادر إلى مجد عظيم، وتجد مسؤولي اتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضية يسارعون لإهداء هذا الانتصار إلى القيادة السياسية، وكأن القيادة السياسية ينقصها مثل هذه الانتصارات. نحن بحاجة إلى البحث عن أسباب الإخفاقات المتعددة والكثيرة التي تلازمنا في ملاعب كرة القدم، فنحن لا نحتاج إلى مزيد من السمعة السيئة لليمن بسبب هذه الإخفاقات، نريد فِرَقاً تشرف البلد في الخارج وتزيد من رصيد سمعته عوضاً عن هذه "المرمطة" التي تتعرض لها سمعة البلاد عند الآخرين. نحتاج إلى مراجعة ووقفة حقيقية لأوضاعنا الرياضية، عوضاً عن الحديث عن انجازات على الورق، فطوال 18 عاماً من قيام دولة الوحدة، ونحن نتحدث عن انجازات تحققت للرياضة والشباب، ونحن ليس لدينا سوى ملعبين صالحين للعب ويلعب بهما الجميع. وطوال ال 18 عاماً الماضية لم نر سوى الهزائم تلاحقنا، سواء في ملاعبنا أم في ملاعب غيرنا، وفي كل إخفاق يطلع علينا المسؤولون بتصريحات يؤكدون فيها أن الكرة اليمنية تسير في الطريق الصحيح. نسمع منذ أن وعينا على هذه الدنيا أن المشاركات اليمنية في البطولات القارية والدولية هي بهدف الاحتكاك ولاكتساب مزيد من الخبرة، لكن هذا الاحتكاك طال أمده وأدمى عقولنا قبل أجسام لاعبينا. اليوم نحتاج إلى وقفة حقيقية لمعالجة إخفاقاتنا في ملاعب كرة القدم، وليس من العيب أن لا نشارك في أية بطولات، طالما نشعر أننا سنراكم من سمعة اليمن السيئة في الخارج في مجال كرة القدم، لنتوقف عن هذه المشاركات ونعيد بناء قاعدة رياضية من الصفر عوضاً عن إهدار الإمكانيات دون فائدة، علينا توفير بنية تحتية حقيقية للرياضة من ملاعب ومنشآت رياضية عوضاً عن إهدارها على مشاركات لا تجلب لنا سوى المهانة عند الآخرين. * صحيفة السياسية اليمنية