أحمد الشرعبي - قال الدكثور نزار محمد عبده غانم "أنه من الطبيعي أن يكون هناك رقصات وأغاني أفرويمنية،وطبيعي أيضاً أن يكون هناك رقصات وأغاني يمن أفريقية،فالتأثير والتأثر هو أحد العوامل التي ساعدت اليمن عبر موقعها الجغرافي في احتضان مثل هذه المظاهر الإبداعية كلها،وأعتقد أن هذه الرقصات كلها يمتد تأثيرها إلى منطقة الخليج العربي،وبعضها في البحر الأحمر لأن البحر أساس هذا التثاقف.. وأضاف في المحاضرة التي ألقها على قاعة مؤسسة العفيف الثقافية،" أن الصيرورة التاريخية لكثير من الرقصات الشعبية اليمنية تدين بأصولها إلى البر الزنجي المواجه لشبه جزيرة العرب،والذي ظل على مدى التاريخ المؤيد بالشواهد المادية التي تقدمها لنا علوم الآثار والعلوم الأخرى المساندة لعلم التاريخ مصدراً من مصادر التأثير والتأثر الثقافي لعرب شبه الجزيرة لاسيما القاطنين في سواحلها حيث نشطت حركة التجارة وتبادل السلع المختلفة ونشطت معها التحركات الديمغرافية على شكل هجرة للآخر أو احتلال له وكان من الطبيعي أن تكون الجسر الذي تمر عبره المؤثرات الثقافية،ومنها الفنون التعبيرية الأدائية..وأعتبر الرقص سلوك القوى الفخورة بالجسم،وبالذات عند الرجل،بينما المرأة يختلف الأمر لديها.. واكد غانم وهو يستعرض عدد من الرقصات الشعبية في اليمن،وأفريقيا على شاشة "داتاشو" ان الفنون الشعبية بطبيعتها قابلة للتتطبع بالبيئة التي تفد إليها،ومن هنا يحدث إعادة إنتاج للفن،بعد أن يتبيأ في المنطقة التي يفد إليها..مشيرا أن هذا النوع من كثير الرقصات لا يعرض على شاشات التلفزة في اليمن،ويعتمد التقديم في التلفزيون فقط على ما يعتقدون انه خلاصة الفن الراقي،وهذه أشياء شائكة على حد. و الدكتورغانم المهتم بالبحث في تاريخ الموسيقى في اليمن قال:"ليس هناك ما يمكن أن نعتبره نقاء عرقي خالص،وان كان هناك نقاء فإنه نقاء الروحي..وأشار وهو يفكك الرقصات اليمنية اليوم إلى أن جميع المجاميع الزنجية الأصل في اليمن فقدت مع الزمن رابطتها الأثنية بالقارة السوداء وتيمننت تماماً،وقياساً على ذلك كما قال فان ما تقدمه اليوم من فنون أجدادها قد طرأ عليها الحذف والإضافة تطبيقاً للمقولة الأنثروبولوجية المعروفة من أن الحضارات عندما تقتبس مكونات ثقافية خارجية تفد عليها فإنها في الآن ذاته تعيد إنتاج هذه المكونات وتلبسها حلة جديدة،وعناصر مستحدثة بحيث تتمكن في النهاية من إدماج الوافد كلية في المحيط الثقافي والوسط الاجتماعي الجديد على حد قوله..وتساءل وهو يشاهد مجموعة من الراقصين السوط "الأفارقة"،هؤلاء كيف نصنفهم دخلاء..ضيوف..لاجئين..و أعرف شخصياً أنهم يحملون الجنسية اليمنية..ولكن هناك من يرفض ذلك؟؟. وعلق على بعض الكلمات التي ترافق بعض الرقصات قائلاً"قد تكون هذه الكلمات ضعيفة أو ما شابه،ولكن الوظيفة الاجتماعية لهؤلاء الناس لا يريدوا أن يسمعوا سيمفونيات،والعقلية التي تحكم على هذا الشيء غير التي تحكم على أحمد قاسم أو الإرث الغنائي الصنعاني،وهذا سر الثراء في اليمن،بمعنى التنوع في ظل واحديتها ". أما بالنسبة للزار هنا في اليمن كشف غانم أن أكثر من يذهب إليه هن من النساء،وأكد أن 90% من مرضى الهستيريا هم نساء،وأصله عربياً"الروحام"،فالاهتمام الذي تلقاه المرأة،والذبح الذي يحدث لها وتقلد دور المريضة،وهذا يأتي نتيجة كما قال كبت اجتماعي،وأسري..والزار رقصة انتقلت أيضاً من أفريقيا لتجد لها متسعاً هنا للتطور..والتطبع..وأوضح أن كل زار طنبرة وليس كل طنبرة زار..والطنبرة للاستمتاع،وإذا تحولت إلى طقس زار..يصاحبها أشياء أخرى وهي ذات الرقصة،ولكنها عمل له أبعاده التجارية،وتحكمه أشياء أخرى،تتعدد الجلسات،ويكون في منطقة محدده. وغانم الذي قدم قبل سنوات كتابه "جذور الأغنية اليمنية في أعماق الخليج"،الكتاب الذي أثار كثير من ردود الفعل حوله،بإحالته جذور الأغنية اليمنية إلى الخليج،عكس ما كان يتوقع الكثيرين بأن الأغنية اليمنية هي أصل الفن في الجزيرة العربية،لامتداد تأثيرها على الأغنية الخليجية والعربية أيضاً..نزار غانم في محاضرته "الرقصات الأفرو يمنية..بحث في أفريقانية اليمن الموسيقية"..ومن خلاله مضى غانم يؤكد على التمازج الموسيقي في اليمن وأفريقيا..ومشكلتنا كما قال أننا لا نعرف كم لا نعرف..والمحاضرة التي ألقاها مساء الثلاثاء كانت ثرية بالكثير من المعارف الجديدة التي جاءت نتيجة بحث جاد من قبل غانم. يشار إلى أنه يقام مؤسسة العفيف الثقافية مساء الثلاثاء القادم معرض تشكيلي للفنان التشكيلي الشاب/عائض يحيى العاضي.,يحضره مجموعة من التشكيلين..والمهتمين بالفن التشكيلي في اليمن.