عزيز محمد - ثلاثة أشهر وأيام معدودة تفصلنا عن الموعد الدستوري لإجراء رابع انتخابات برلمانية في اليمن والأحزاب السياسية الرئيسية لازالت تراوح مكانها مكتفية بتبادل الاتهامات وتحميل كل طرف للأخر مسئولية عدم التوافق حول صيغة تدخل بموجبها الأحزاب الانتخابات . لم يعد هناك الكثير من الوقت كما ان الحلول التي تطرح من الطرفين لم تأتي بجديد مما يجعلنا نعيش امام حالة من العقم السياسي غير المسبوق في الساحة اليمنية بسبب تحجر المواقف وتبني خيارات لايسمح الوقت بتبنيها اذا ما اتفق عليها الطرفان. ورغم ان المؤتمر الشعبي العام الحاكم ملزم دستورياً وقانونياً بإجراء الانتخابات في موعدها سواء شاركت المعارضة ام لا فهو إلى ألان وبعد ان اعلن المشترك إغلاق باب الحوار والسير باتجاه مشروع اخر تحت مسمى تشاوري او وطني اكثر حرصاً ربما من الطرف الاخر على اجراء انتخابات تشارك بها مختلف القوى السياسية بما فيها المشترك. هذا الموقف عبر عنه مساعد امين عام المؤتمر الشعبي العام لشئون الإعلام الدكتور احمد عبيد بن دغر في اخر حوار صحفي نشر الاسبوع الماضي حيث دعا بن دغر أحزاب المعارضة الى ترك مواقفها المتشددة والمتزمتة من العملية الانتخابية القادمة،. بن دغر طالب أحزاب المشترك بأن تتفهم موقف حزبه المقيد بالدستور والقانون اللذان لا يسمحان باي تعديل دستوري او قانوني وان يكون الحوار الديمقراطي في إطار الدستور وليس خارجه. القيادي المؤتمري قال ان الزمن يضيق وتصبح الأمور أكثر تعقيداً وتمنى ان تتمكن المعارضة من تحديد موقف واضح للمشاركة في الانتخابات من عدمه او تطرح مطالب منطقية ومعقولة ليس من اجل ان ترتضيها هي او يقبل بها المؤتمر بل القوى الاجتماعية والسياسية المعنية بالعملية الديمقراطية في البلاد. عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام ونائب رئيس الكتلة البرلمانية ياسر العواضي اكد في مقيل سياسي جمع قيادات في المؤتمر والمعارضة بمدير برنامج الشرق الأوسط في "المعهد الديمقراطي الوطني الأمريكي ليس كامبل حرص المؤتمر الشعبي العام على مشاركة أحزاب المشترك في الانتخابات لكنه أكد أن الانتخابات ستجري في جو تنافسي بدون المشترك . العواضي رفض الحديث عن وساطة خارجية بين حزبه والمعارضة واشار الى ان من حق أي طرف أن يشارك في الانتخابات كما من حقه أن يقاطع، وقال العواضي أن المشاركة في الانتخابات حق شعبي وليست للأحزاب ودلل على ذلك بالقول إن عدد المتحزبين يشكلون (16%) من السكان وليس من المنطق أن نحرم (84%) من حقهم في المشاركة في الانتخابات كما أن ال(16%) المتحزبين يشكلون (28%) من الناخبين فقط . وابدي العواضي استعداد حزبه للتوصل إلى توافق مع المشترك وفقاً لما تم الاتفاق عليه بشأن تعديلات قانون الانتخابات وتشكيل اللجنة العليا إلا أنه تساءل عن كيفية إمكانية التوافق طالما وأن المشترك هو من قاطع الحوار مع المؤتمر. موقف المشترك من الانتخابات لم يكن محل رضى قيادي اشتراكي بارز هو أنيس حسن يحي الذي انتقد في محاضرة ألقاها في مقر حزبه في محافظة لحج الاربعاء الماضي ، بطء أحزاب اللقاء المشترك الشديد في اتخاذ القرارات ودلل على ذلك تباطؤها في اتخاذ القرار المناسب في انتخابات يونيو 2006م الرئاسية. يحي قال ان الحال يتكرر الآن من خلال بطء المشترك مرة أخرى في اتخاذ قرار واضح إزاء الانتخابات النيابية القادمة، معتبراً تصريحات قيادة المشترك القائلة بأنها:"لن نخوض انتخابات بشروط المؤتمر" تهربا من إصدار القرار المناسب، ووصف بعض التصريحات بالنزق. عبدالرحمن الجفري رئيس حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) دعا في حفل افتتاح المؤتمر العام التاسع للحزب جميع القوى في الساحة أن تتجه إلى حوار وطني إيجابي بعيداً عن المماحكات . وقال الجفري إن استمرار احتكار تحديد حاضر الوطن ومستقبله على جهات بعينها من المنظومة السياسية واعتماد معايير مخرجات انتخابات سابقة تمت في ظروف مختلفة وإقصاء قطاعات هامة وفاعلة لن يقود إلا إلى مزيد من التمزق.. وأعتبر الجفري قياس حاضر ومستقبل الوطن على معايير تلك المخرجات التي تمت إعادة إنتاجها على مدى أكثر من عقد ونصف من الزمن جمود وتجميد لحركة الحياة والزمن . الجميع متفقون اذا على ان الانتخابات يجب ان تشكل اضافة الى الرصيد الديمقراطي لدولة الوحدة ووجوب مشاركة الجميع فيها لكنهم لازالوا حتى اللحظة بعيدين عن اتفاق يفرز اليات تحقق هذه الغاية ومع ذلك يبقى هناك امل ان تلين المواقف لان عقد ونصف غير كافية لترسيخ تجربة ديمقراطية مكتملة المتطلبات خصوصا في بلد اكثر من نصف سكانه يجهلون القراءة وربما يجدون صعوبة في التأشير على صورة مرشحهم المفضل.