استبقت تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض في اليمن يوم الاثنين، انعقاد الدورة الثانية للمؤتمر العام السابع للحزب الحاكم الذي من المتوقع أن يحدد تفاصيل رؤيته لأجندة الحوار المتفق عليها مع المعارضة وبضوءها اجلت الانتخابات البرلمانية لعامين، بانتقادات شديدة لتعامله مع ما يجري في المحافظات الشرقية مالجنوبية، وتحديداً في الضالع، ولحج . المشترك وفي بيانه الذي أعلنه في مؤتمر صحفي طالب الشراكة في الثروة والحكم ليس لمحصلة لحوار سياسي، بل لضرورة تقتضيها ظروف المرحلة، محملا السلطة وحزبها الحاكم مسؤولية المشاكل الراهنة، لكونها محصلة تراكم لأخطاءها القاتلة وإصرارها على السير في نفس الطريق مع التصميم على تيئيس الشعب من بناء دولة الشراكة الوطنية، منوها الى ان الحراك في المحافظات الجنوبية تعبير موضوعي عن حاجة الشعب إلى هذه الشراكة في الحكم والثروة . واعتبر المشترك ان هناك قواسم مشتركة بين السلطة وبين من وصفها بالأصوات المطالبة بالانفصال، وقال على لسان امين عام الاصلاح اكبر احزاب المشترك " إن السياسات المتطرفة للسلطة أنتجت تطرف آخر في الجنوب وفتحت الأبواب أمام صيحات ودعوات وحلول متطرفة تأتي على موضوع الوحدة الوطنية تماما ، فما يحدث في المحافظات الجنوبية هذه الأيام عبارة عن تطرف جهتين كلا منهما يغذي الآخر". وكان أمين عام المؤتمر الشعبي العام الحاكم ، نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي دعا اليوم في اجتماع لجنة المؤتمر الدائمة قبيل انعقاد مءتمر عام الحزب غدا الثلاثاء ، إلى حوار بين الأحزاب لتجاوز الظروف. وقال هادي : إن ما يحدث في بعض المحافظات الجنوبية والشرقية من دعوة إلى الوراء, أو الارتداد إلى عهود الانفصال والتشطير والتمزق, واستدعاء أوضاع ما قبل قيام ثورة 14 أكتوبر ومخلفات الماضي البغيض, إنما يمثل نكوصا عن قيم الثورة والجمهورية, والوحدة, وهو عودة ممقوتة إلى ماضٍ تجاوزته الأحداث, وسمت فوقه الإرادة الوطنية في الثاني والعشرين من مايو المجيد بتحقيق وحدة اليمن أرضا وشعبا وتاريخا. واكد دعوة حزبه المؤتمر الشعبي العام لكافة القوى الوطنية بتياراتها السياسية والاجتماعية والثقافية المختلفة للالتفاف حول المصالح الوطنية العليا, كما وجه الدعوة إلى القوى التي قال انها "تقف في المناطق الرمادية" للانضمام إلى صفوف الشعب بقواه الحية والديمقراطية للدفاع عن الوحدة"..واعتبر هادي أية مواقف من شأنها دعم تيارات الانفصال والتمرد ضد الوحدة هي جريمة كبرى في حق الوطن والشعب لا يجوز السكوت عليها, بل يجب فضحها وتعريتها وكشف رموزها. أحزاب المشترك المعارضة وخلال مؤتمرها الصحفي اتهمت السلطة باستهداف قرى ردفان والضالع بعمليات عسكرية وحملات الاعتقالات في مختلف المحافظات الجنوبية إلى جانب شن حملات دعائية تضليلية تقوم على التخوين ونشر مشاعر الكراهية الوطنية والدينية. ورفضت ما أسمتها سياسات السلطة القائمة على فرض سياسة الأمر الواقع والتفرد بشئون الوطن وقضاياه، وفي مختلف الظروف والمراحل ، ودعت إلى إيجاد الحلول الحقيقية والواقعية لمجمل القضايا والمشكلات بروح المسئولية الوطنية وفي إطار المؤسسات وبعيدا عن الحسابات القصيرة النظر والآنية . ولم يعد من خيار إزاء ما يجري -بحسب المشترك- سوى البحث الجاد عن الحلول الجذرية لبناء دولة الشراكة الوطنية الديمقراطية والتخلي عن نهج الحرب والقوة والتمسك بخيار الديمقراطية قولا وعملا بعيدا عن المناورات. وقالت أحزاب اللقاء المشترك إنه لا خيار أمام القوى السياسية والاجتماعية سوى الحوار والحوار الجاد والمسئول ، وعلى السلطة أن تتخلى عن غطرسة القوى وعن مواصلة إنتاج التطرف الذي يشوه الحياة السياسية ظنا منها أن ذلك هو الطريق الذي سيقوض المشروع الوطني الهادف إلى التغيير وبناء اليمن الجديد !! ورغم كل الروح التشاؤمية التي صقل بها بيان المشترك، قال البيان: إن الوضع السياسي وتجلياته البارزة على الصعيد الاجتماعي والأمني والوطني عموما ، على الرغم مما آل إليه من أخطاء وأمراض ، لا زال التاريخ يقدم فرصا من الحل تجنب بلدنا الانزلاق نحو الكارثة ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نرى وطننا يتجه نحو المجهول وفي الطريق الذي تقود إليه غطرسة القوة والتطرف السياسي ونصمت".