اتهم الدكتور ياسين سعيد نعمان أمين عام الحزب الإشتراكي المعارض من وصفهم ب" المنتفعين في السلطة"على تعميق الأزمة بالجنوب لضمان بقاء مصالحهم. وقال " إن هناك قوى لها رجل في السلطة، وأخرى في الحراك، وتعمل مع الحراك بشكل مغاير لتعميق الأزمة في البلاد، لأن من مصلحتها أن يبقى الجنوب مضطربا لضمان مصالحها وبقاءها في السلطة". كما لم يستبعد نعمان- خلال محاضرة له في ندوة عن القضية الجنوبية نظمها مساء الخميس قطاع حزب الإصلاح بهيئة التدريس في جامعة صنعاء - تدخل ما أسماه العامل الخارجي في إثارة الأزمة بالجنوب لإعادة بناء المعادلات السياسية الداخلية، وتصفية ما أسماه ب" المشروع الوطني" وإحلال المشاريع الصغيرة محلها. وتحدث عن أن النظام الحاكم يصر على التمسك بمعالجات القوة، وينظر للجنوب كساحة فيد وغنيمة، وأنه يداوم على إنشاء ما يسمى نظام الولاءات من خلال تعيين مجموعة من الناس باعتبارهم ممثلين للجنوب، معتبرا أن كل ذلك يكرس القضية الجنوبية ويخرجها من المعادلة الوطنية. وبشأن السيناريوهات المتوقعة للأزمة الراهنة، قال نعمان " إن النظام يبحث عن تسوية، لكن مع بقائه حاكما للأسف، والبحث عن حل للقضية الجنوبية خارج الإطار الوطني، وبعيدا عن المعارضة الوطنية". ولفت إلى النظام الحاكم يبحث حاليا عن واجهات أخرى ليتفق معها على حل قضية الجنوب، على أساس بناء الولاءات، ومن ضمنها الأصوات التي ترتفع مطالبة بالانفصال ليكونوا بديلا للمشروع الوطني". وقال أمين الحزب الإشتراكي إن السلطة تعمد إلى تفكيك الحل الوطني بحلول جزئية ترقيعية مؤقتة لتبقى كألغام أمام الوطن، وهو ما ينبغي رفضه. ومضى قائلا " السلكة تبحث عن حلول جزئية وسطحية لمشكلة الجنوب، وتتعامل مع شخصيات جنوبية خارج المعادلة السياسية"، وأكد أن الجنوب لن يقبل بشراكة تقوم على أساس الولاءات وإيجاد جيوب تمثل الجنوب في النظام. وأضاف" أشعر أن هناك محاولة ساذجة يقودها المؤتمر الشعبي الحاكم وبعض المثقفين والمنتفعين، الهدف منها تبسيط القضية الجنوبية وتبرير ما يمارسه النظام". وأكد ياسين نعمان على ضرورة أن تتجه القضية الجنوبية نحو مسار الحل الوطني ولن يتم ذلك - برأيه – إلا من خلال تسوية تاريخية تنطلق من قاعدة إقامة دولة الشراكة الوطنية في السلطة والثروة والقرار، وإعادة بناء هيكلة الدولة على أسس وطنية". من جهته طالب الدكتور عبدالرحمن بافضل رئيس كتلة حزب الإصلاح المعارض في مجلس النواب بضرورة البحث عن حلول للأزمة الوطنية في إطار الوحدة والديمقراطية. وقال " إن النظام القائم مرفوض تماما لأنه فاشل وعاجز، ولن ينتج شيئا مفيدا سوى المزيد من الأزمات"، واعتبر بافضل أن " حكم الفرد وغياب المؤسسات وإفراغها من مضمونها، وإطلاق يد الفساد والنهب والفقر والبطالة من من مسببات الأزمة الراهنة". وشدد على سرعة إقامة الحكم المحلي كامل الصلاحيات، ليتولى معالجة مشكلة المحافظات الجنوبية دون تدخل المركز في صنعاء، وأيضا إقامة انتخابات حرة ونزيهة، ودون تدخل الجيش والأمن فيها". كما دعا القيادي الإصلاحي إلى استئناف الحوار بين أحزاب اللقاء المشترك وحزب المؤتمر الحاكم، وقال محذرا " إذا استمر الحزب الحاكم في غطرسته وعناده وعدم احترامه للاتفاقات الموقعة معه لإجراء إصلاح سياسي وانتخابي، وهو ما تم الاتفاق عليه مع أحزاب المشترك والمؤتمر لتأجيل الانتخابات، فإننا سنعمم الحراك في كل مناطق اليمن لإسقاط هذا النظام الفاسد". وفيما يتعلق بخطاب علي سالم البيض في ظهوره الأخير مطالبا بفك الارتباط مع دولة الوحدة والانفصال، قال بافضل " لقد اقشعر بدني وأنا أسمع البيض والعطاس يتحدثان عن الانفصال، وما كنت أتمنى أن أسمع مثل هذا الكلام، وأما وقد طلقوا الوحدة فنحن نطلقهم"، ودعا البيض والعطاس للاعتذار للوحدة والشعب اليمني.