أكدت المحامية لينا العظم – ضابط الجندر في المفوضية السامية للاجئين -قسم الحماية، ان عدد قضايا العنف الاجتماعي التي تعرض لها اللاجئون إلى اليمن من القرن الإفريقي حتى نهاية العام الماضي 2008 إلى (132) قضية عنف ، في حين بلغت خلال الفترة من (يناير – مايو) من العام الجاري 2009م (80) قضية ، وتوزعت كلها مابين قضايا اغتصاب ، وتحرش جنسي ، وعنف منزلي ، وتمييز ، ومنع الحصول على الفرص والخدمات العامة ، والاعتداء الجسدي ، وتعنيف عاطفي ونفسي، وغيرها. وأوضحت في اختتام ورشة الخاصة بالإعلاميين حول قضايا اللاجئين والنازحين والتي تنظمها المفوضية على مدي يومين : ان تلك القضايا التي تعرض لها اللاجئون لم تقع كلها داخل المدن اليمنية فقط بل في مناطقهم أيضا قبل بداية لجوئهم إلى سواحل اليمن ، وأثناء سفرهم ، وذلك من قبل مهربين و قراصنة و ذئاب بشرية أخرى اعتدت على بعضهم أثناء سفرهم ، وقبل وصولهم إلى شواطئ اليمن . وأكدت العظم إن منظمة (unhcr) تعمل مع كل دول العالم في تقاسم المسئولية لحماية الأشخاص الذين يقعون تحت دائرة الاهتمام من العنف الجنسي والعنف البدني. ويقول مسئولون في الحكومة اليمنية ان البلاد تواجهه الكثير من التحديات الناجمة عن مشكلة اللاجئين ، فالإضافة للتداعيات الاقتصادية التي يضعها اللاجئون على كاهل اليمن أفرزت الظاهرة مشاكل أخرى اجتماعية وصحية وأمنية تلقي بظلالها السلبية على البلاد وتؤثر على مختلف نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية فيها". وعلى الرغم أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة والمتواضعة لليمن والتي فاقمتها الأزمات الدولية الراهنة التي تعصف بالعالم إلا أنها اضطلعت بمسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية واستقبلت هؤلاء اللاجئين وكفلت لهم جميع الحقوق مثل حرية التنقل والعمل والحصول على الرعاية الصحية وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية بالأمم المتحدة" . ومن جانبه قال فرانسيسكو اوتيرو فيلار – رئيس بعثه منظمة أطباء بلا حدود في اليمن : انه منذ بداية شهر يناير من العام الجاري 2009 وحتى ابريل من نفس العام قدمت فرق أطباء بلا حدود الرعاية الطبية لحوالي خمسة ألف نازح ممن وصلوا إلى الشواطئ اليمنية . مؤكدا أنها تعكس الزيادة في وجود معضلة لا ينبغي السكوت عليها والتي تواجه المسافرين الذين يحاولون بطريقة يائسة ان يخرجو من الحرب والاضطهاد والحرمان في بلدانهم من خلال ركوب قوارب تفتقر لأدني مستويات السلامة باتجاه مستقبل مجهول. وأضاف ان للإعلاميين دور مهم في نشر الوعي حول قضايا اللاجئين وحقوقهم وتبني برامج إعلامية لحشد الدعم والمساعدة للاجئين. وتابع فرانسيسكو انه المنظمة تقوم عند وصول اللاجئين إلي الشواطئ اليمنية وهم في حالة جسيمة ونفسية يرثى لها بتشغيل عيادة بداخل مركز تابع للمفوضية السامية في مدينة أحور الساحلية كما تقوم المنظمة أيضا بتقديم الاستشارات النفسية للاجئين . وقال ينبغي معالجة هذه القضية من مصدرها حيث أن معظم القوارب تأتي من بونتلاند والتي تملك حكومة إقليمية تتمتع بالحكم الذاتي ، داعيا الأمم المتحدة إلى السعي لإيجاد سبل لتوسيع عملياتها هناك لاستقبال وحماية الناس الذين يفرون لحماية أنفسهم . من جهته حثت ممثلو المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في اليمن الإعلاميين على تحري المصداقية ونقل المعلومات الحقيقية والواقعية في قضايا حقوق الإنسان بشكل عام واللاجئين بشكل خاص. وأعلنوا عن استعداد المفوضية في يوم (20) من شهر يونيو القادم لإقامة احتفالية خاصة باليوم العالمي للاجئن ، تقيم خلالها مسابقات ، وفعاليات ثقافية واجتماعية ومعارض صورة متنوعة بمشاركة الكثيرة من المنظمات الدولية والمحلية في اليمن . وهدفت الورشة التي أقيمت على مدى يومين إلى تزويد أكثر من (20) إعلامياً يمثلون مختلف الوسائل الإعلامية الرسمية والأهلية والحزبية بمعلومات حول تنسيق قضايا اللاجئين ودور اللجنة الوطنية لشؤون اللاجئين والهجرة المختلطة، وكذا القضايا والتحديات والتعامل مع التقارير الإنسانية والمقالات والتقنيات الإعلامية. كما تضمن برنامج الورشة أوراق عمل حول مهام المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والإطار القانوني للعمل ومساعدة اللاجئين في المناطق الحضرية والموجودين في المخيمات ومفهوم اللاجئين والشركاء الرئيسيين مع المفوضية وخدمات المفوضية في مساعدة اللاجئين وغيرها.