إرتفعت حصيلة انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري جنوب مدينة كركوك، شمال العراق، في وقت سابق من اليوم السبت الى 34 قتيلا وأكثر من 150 جريحا، بحسب حصيلة لشرطة المدينة. ووقع الحادث بعد ساعات من دعوة رئيس الوزراء نوري المالكي العراقيين الى عدم فقدان الثقة اذا ما أدى انسحاب القوات الامريكية الى وقوع مزيد من الهجمات من قبل المسلحين. وسيغادر جميع الجنود الامريكيين تقريبا المراكز الحضرية بحلول 30 يونيو حزيران بموجب اتفاق أمني موقع بين بغداد وواشنطن العام الماضي فيما يتعين أن تغادر كافة القوات التي غزت العراق عام 2003 بحلول عام 2012. وطالب المالكي العراقيين في اجتماع لقادة أقلية التركمان العرقية بألا يفقدوا الامل اذا ما وقع حادث أمني هنا أو هناك مكررا التحذير بأن المسلحين سيحاولون على الارجح استغلال الانسحاب الامريكي ليشنوا المزيد من الهجمات. وحذر محللون أيضا من احتمال تزايد أعمال العنف من قبل مسلحين من المسلمين السنة بما في ذلك تنظيم القاعدة وغيره من الجماعات العنيفة قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في يناير كانون الثاني المقبل. وبعد ساعات من حديث المالكي فجر انتحاري شاحنة ملغومة بينما كان المصلون يغادرون مسجدا شيعيا بالقرب من مدينة كركوك الشمالية وهي مدينة يتنازع عليها العرب والتركمان والاكراد وتضم احتياطات كبيرة من النفط. ووفقا لوكالة رويترز فقد أسفر التفجير عن مقتل 34 شخصا بينهم نساء وأطفال كما أصيب نحو 150 مدنيا وتهدم عشرات المنازل في المنطقة ويخشى أن يكون العديد من الاشخاص حوصروا تحت الانقاض فيما يتوقع أن ترتفع محصلة القتلى. ودبت الفوضى في مستشفى أزادي الرئيسي في كركوك حيث تعالت أصوات صفارات سيارات الاسعاف فيما هرع العاملون بالمستشفى بالمدنيين الغارقين في دمائهم ومن بينهم الكثير من الاطفال نحو غرف المستشفى. وفي الخارج لوح مسؤولو الامن بأسلحتهم لوقف المرور بينما تسابقت سيارات النقل الصغيرة عبر بوابة المستشفى حاملة المزيد من ضحايا الانفجار الذي وقع قرب مسجد (الرسول). وأدت مثل هذه الهجمات ومن بينها سلسلة من التفجيرات المدمرة في أبريل نيسان الى اثارة الشكوك في قدرة قوات الامن العراقية على تولي المهام الامنية بعد مغادرة القوات الامريكية. وانخفضت معدلات اراقة الدماء بشدة في مايو أيار كما شهد يونيو حزيران عددا قليلا من الهجمات الكبيرة. ولم يتبين بعد اذا ما كان ذلك يرجع الى جهود الشرطة والجيش العراقيين أو اذا ما كان يعني أن الجماعات المتمردة التي هزمت على مدار العامين الماضيين أصبحت تفتقر الان للتنظيم والدعم اللازمين لاحتفاظها بزخمها لفترة طويلة. وقال اللواء عبد الكريم خلف المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية ان تنظيم القاعدة يدفع أموالا للناس كي تقاتل من أجله كما اتجه الى أنشطة اجرامية لجمع المال. ووصف خلف ذلك في تصريحات للصحيفيين بأنه تطور هام جدا ويظهر أن تنظيم القاعدة بدأ في فقد تأثيره مضيفا أنه بدلا من أن يقوم التنظيم بتجنيد الاشخاص عبر العقيدة والفكر كما كان في السابق فأنه يقوم حاليا بدفع الاموال لتجنيد الناس. ووصل العنف الطائفي والتمرد الذي أطلقه الغزو الى ذروته في عامي 2006 و2007 لكن المدن المضطربة التي يوجد بها مزيج من الجماعات العرقية مثل الموصل وبعقوبة مازالت خطيرة. ولا تزال بغداد تشهد معدلا ثابتا من التفجيرات وحوادث اطلاق النار فيما ينظر لكركوك كنقطة محتملة لصراع أوسع نطاقا بين العرب والاكراد. وقال المالكي وهو مسلم شيعي ان بدء الانسحاب الامريكي من العراق انتصار كبير للعراق على الاحتلال الاجنبي. وقال انه على يقين بان هناك كثيرين لا يريدون للعراقيين النجاح والاحتفال بهذا الانتصار وانهم يعدون أنفسهم للتحرك في الظلام لزعزعة الاستقرار واضاف ان العراق سيكون لهم بالمرصاد.