تعهد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري اثر تسميته امس السبت تشكيل حكومة تمثل "الكتل النيابية الرئيسية" وتكون "قادرة على العمل بعيدا عن الشلل والعرقلة". واذ توقع الا يكون الطريق الى ذلك سهلا ، اعتبر ان القضية "مصيرية" و"اكبر من توزيع حصص وحقائب". وقال الحريري في بيان تلاه امام الصحافيين في القصر الجمهوري اثر تكليفه تشكيل الحكومة انه ملتزم "بحكومة وحدة وطنية تتمثل فيها الكتل النيابية الرئيسية ، تكون متجانسة وقادرة على العمل والانتاج ، تكون حكومة للانجاز بعيدا عن اي عرقلة او شلل". واضاف ان "القضية الراهنة اكبر من تشكيل حكومة وتوزيع حصص وحقائب ، القضية الراهنة تتعلق بمصير وطن في لحظة اقليمية تكاد تكون الاخطر والاكثر دقة في تاريخ المنطقة". وقال انه يعي ان "الطريق الى هذا الهدف لن يكون سهلا والعراقيل قد تكون اكثر من الظاهر علما ان الظاهر منها كثير". واعلن انه سيبدأ مشاورات مع الكتل النيابية لتشكيل حكومة ، مشيرا الى "مخاطر حقيقية وخطيرة يواجهها لبنان" ، مقابل "فرصة مفتوحة امامه اكبر" ، وداعيا الى اقتناص هذه الفرصة. وقال الحريري انه اعتبر فوز قوى 14 آذار التي يعتبر ابرز اركانها بالغالبية في مجلس النواب في انتخابات السابع من حزيران "تكليفا واضحا بالحفاظ على ثوابت الدستور والمؤسسات والسيادة والاستقلال ومشروع بناء الدولة اللبنانية وتعزيز السلم الاهلي والاستقرار والاهتمام بالاقتصاد والتنمية والشان المعيشي". واضاف "من هنا قرارنا مد اليد الى شركائنا في الوطن وتعهدنا للذين لم يصوتوا لنا اننا سنسمع اصواتهم وسنضع هواجسهم ومصالحهم في مصاف مصالح وهواجس الاكثرية". واكد ان همه "ابعاد الفتنة واعادة اللحمة الى الوطن لمواجهة التحديات الخطيرة التي تتهدده على الصعيدين الخارجي والاقتصادي". واعلنت رئاسة الجمهورية بعد ظهر أمس تكليف سعد الحريري ، رئيس اكبر كتلة نيابية في البرلمان ، تشكيل اول حكومة بعد الانتخابات النيابية الاخيرة ، وذلك بناء على نتيجة الاستشارات التي اجراها رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع النواب. وافاد نواب من الاكثرية ان 86 نائبا من 128 سموا الحريري لتشكيل الحكومة. وفي علامة على الصعوبات التي قد تواجه الزعيم الشاب في تشكيل حكومة مقبولة من جميع الاطراف امتنع حزب الله وحليفه المسيحي ميشال عون عن ترشيح الحريري. وحصل الحريري على تأييد 15 نائبا من اصل 57 نائبا فقط من المعارضة بعد يومين من المشاورات النيابية. وانفردت كتلة رئيس المجلس النيابي نبيه بري في قوى 8 آذار (الاقلية) بتأييد تسمية الحريري. وكانت كتلة المستقبل صوتت بغالبيتها العظمى لبري في انتخابات رئاسة المجلس الخميس. واعلنت كل الاطراف موافقتها على تشكيل حكومة وحدة وطنية ، الا ان الاكثرية ترفض تكرار تجربة الحكومة الحالية التي تملك فيها الاقلية ما يسمى ب"الثلث الضامن" او "المعطل" ، اي ثلث الاعضاء زائدا واحدا ، ما يسمح لها بالتحكم بالقرارات الرئيسية.