جددت السلطات اليمنية تعهدها بحماية "المواطنين والنازحين من أعمال وتهديدات المخربين من عناصر التمرد الحوثية في محافظة صعدة ، وتقديمها كل التسهيلات للمنظمات الإنسانية بغية إيصال معوناتها إلى النازحين، وذلك في وقت تقاطرت قوافل الإغاثة الشعبية المقدمة من عديد من محافظات اليمن ،وأعلنت الحكومة الثلاثاء إعادة تشكيل اللجنة الاشرافية على جهود ايواء النازحين برئاسة نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية . وأشادت الحكومة بالاسناد الشعبي للنازحين الذي يجسد مدى التلاحم الاجتماعي بين ابناء الوطن ورفضهم وادانتهم للاعمال التخريبية والارهابية التي تقوم بها عناصر التخريب والارهاب في محافظة صعده. الحكومة أكدت على تشكيل لجان ميدانية لاستقبال المعونات الشعبية وعمل كشوفات تفصيلية بها وتجميعها ومن ثم ارسالها للنازحين ، كم شددت على تنظيم جهود الاغاثة الانسانية وتسهيل وصول منظمات الاغاثة المحلية والدولية الى النازحين للمساهمة في عملية الايواء بجوانبه الانسانية المختلفة . مخيمين جديدين لمفوضة اللاجئين من جانبها أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة الثلاثاء أنها تستعد لإقامة مخيمين جديدين للنازحين لاستقبال آلاف الأشخاص الذين يفرون من المعارك في شمال اليمن. وقال المتحدث باسم المفوضية اندريه ماهيسيتش خلال مؤتمر صحافي إن:" مخيمًا جديدًا يبعد 130 كلم جنوب غرب مدينة صعدة.. سيستقبل الجمعة دفعة أولى من مئتي عائلة.. ويستطيع هذا المخيم استقبال 500 عائلة أي 3500 شخص". وأضاف أنَّ هذه المخيم مخصص لتعويض النقص في المخيمات الحالية التي أمتلات تمامًا، علمًا أن 35 ألف شخص أجبروا على ترك منازلهم خلال الأسبوعين الأخيرين بسبب تصاعد أعمال العنف بين المتمردين الحوثيين والجيش في محيط مدينة صعدة . وتقدر المنظمات الإنسانية عدد النازحين الذين يقيمون في هذه المنطقة منذ 2004 ب119 ألف شخص. ونبهت اليزابيث بيرز المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة إلى أن "هذا الرقم قد يصل إلى 150 ألفا إذا أخذنا في الاعتبار الأشخاص الذين يفرون من المعارك في منطقة عمران (شمال صعدة)". وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان إن:" اللجنة الدولية والهلال الأحمر اليمني أبديا أيضا قلقهما حيال الوضع الذي ألت إليه المخيمات التي يديرانها، لافتة إلى صعوبة الوضع في صعدة كما في عمران. وأوضح المتحدث باسم المفوضية العليا أن مخيما أخر تديره المفوضية ومخصصا ل500 عائلة سيكون "جاهزا خلال أسبوع" في منطقة عمران. وأسفت وكالات الأمم المتحدة على غرار المفوضية العليا مجددا الثلاثاء لما تواجهه من صعوبات في الوصول إلى النازحين. وأوضحت بيرز أن "وزير الخارجية اليمني أوضح أن الحكومة تنوي إقامة ممر إنساني". عمال الإغاثة يواجهون تحديات صعبة وفيما تسعى قوات الجيش عبر معارك مع المتمردين ما بين محافظتي عمران وصعدة لتأمين فتح الطرقات كمرر انساني للمساعدات الى محافظة صعدة، يواجه عمال منظمات الإغاثة صعوبة متزايدة في مساعدة المدنيين بالمحافظة. وعن ذلك قال ممثل برنامج الأغذية العالمي في اليمن، جيان كارلو سري، أن "صعدة تشهد مواجهات مسلحة نشطة وتعاني من وضع أمنا متقلب للغاية. ونظرا لذلك، يجد البرنامج نفسه مضطرا لأن يوازن بشكل حذر للغاية بين أمن موظفيه من جهة ومهمته المتمثلة في مساعدة المتضررين من جهة أخرى". ووفقا لعباس زبارة، الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر اليمني، فإن الجمعية واللجنة الدولية للصليب الأحمر هما المنظمتان الوحيدتان اللتان تشرفان حاليا على مخيمات النازحين في صعدة. كما أن هناك بعض المنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في المنطقة، ولكنها تجد صعوبة قصوى في أداء عملها بسبب انعدام الأمن على الطرقات داخل وخارج صعدة. ونقلت شبة الانباء الانسانية (إيرين)عن الناطق باسم منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) في اليمن، نسيم الرحمن، قوله أن التحدي الخاص الذي تفرضه الأزمة في صعدة يتمثل في كون النازحين غير مركزين في مخيمات، بل هم مشتتون لدى عائلاتهم في المحافظات المجاورة. وهذا يجعل من الصعب تحديد النازح الذي يحتاج للمساعدة. وأضاف أنهم "جميعا متنقلون ولكنهم يحتاجون للمساعدة. كما أن حلول شهر رمضان وارتفاع أسعار المواد الغذائية اد من الضغط الذي تعاني منه المنظمات الإنسانية". وكان 15 موظفا من موظفي الهلال الأحمر اليمني قد تعرضوا للاختطاف على أيدي الحوثيين في 13 أغسطس ثم أطلِق سراحهم بعد أيام من ذلك. وعلق زبارة أنهم تعرضوا للاختطاف عند أداء عملهم وأن التعاون مع السلطات المحلية هو الذي ساعد في عودتهم سالمين. من جهتها، تستمر منظمات الإغاثة الأخرى في توخي الحذر والتعاون مع السلطات المحلية. حيث يقول سري من برنامج الأغذية العالمي: "في الوقت الراهن يتحرك موظفونا بالكثير من الحذر. وهم يعملون بشكل أساسي من بيوتهم ويتواصلون معنا ومع السلطات في صعدة لترتيب عمليات الإغاثة بناء على مبادئ الحياد التي نلتزم بها".