احتفل الاخوان المسلمون في اليمن الأحد بالذكرى التاسعة عشر لتأسيس حزبهم التجمع اليمني للإصلاح في عام 1990م. وحيا الدكتور محمد السعدي الأمين المساعد بهذه المناسبة أعضاء وأنصار الإصلاح على الجهود التي يبذلونها في سبيل خدمة البلد، و الحفاظ على الوحدة الوطنية وتمتين عراها، وتعزيز المسار الديمقراطي، وحماية حريات الإنسان اليمني والدفاع عن حقوقه، عبر النضال السلمي والعمل المشترك، وصولاً إلى بناء وطن ينعم فيه الجميع بالأمن والرخاء والاستقرار. ونقل موقع الحزب الاخباري " الصحوة نت" عن الدكتور السعدي قوله إن ذكرى تأسيس الإصلاح هذا العام تأتي في ظل ظروف سياسية حرجة، وأن الإصلاح من خلال اللقاء المشترك والحوار الوطني قد أنجز الرؤية «الحوارية» لتشخيص الأوضاع والأزمات التي تمر بها البلاد، وكذا الحلول والمعالجات المقترحة، داعياً أعضاء الإصلاح وأنصاره بمناسبة ذكرى التأسيس إلى دراسة هذه الرؤية والتفاعل معها بإيجابية وتوعية الآخرين بها. ودعا الأمين العام المساعد أعضاء الإصلاح إلى مضاعفة الجهود، وحشد الطاقات والقدرات، لتعزيز مسيرة النضال السلمي والدفاع عن الحقوق، وتكريس قيم الحرية والعدالة والمساواة، وإيقاف عجلة الفساد التي سحقت الشعب وأدخلت البلد في أتون أزمات متلاحقة تحمل نذر كارثية. وتمنى السعدي أن يأتي رمضان القادم وقد شهدت البلاد انفراجا، لا سيما في الأوضاع المعيشية والخدمية التي تشهد تدهوراً مخيفاً. الإصلاح في عيون الاخرين وكان الدكتور محمد عبدالملك المتوكل استاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء ، الأمين العام المساعد لاتحاد القوى الشعبية –احد الأحزاب المتحالفة مع الإصلاح في المشترك، قد وجه انتقادات لاذعة لتجمع حزب الإصلاح في ذكرى ميلاده ، مؤكدا انه –أي الاصلاح-يبدوا في كثير من الممارسات "كمن يرى أن مصلحة الحزب مقدمة على مصلحة الوطن ..يشعر بالحاجة إلى شركاء في المسيرة لكنه يريد شركاء بلا شراكة أي يريد شركاء يقومون بدور /خيال المآته/، لم يستطع التجمع بعد أن يقتنع أن قوة شريكه قوة له وأن ضعف الشريك ضعف له". واعتبر المتوكل في مقال عنونه "لاصلاح في عيون الاخرين"التحدي من داخل التجمع في قدرة كوادر الإصلاح على الانتقال من ولاء الطاعة إلى ولاء القناعة أي أن تنتقل الكوادر من كونها أداة لتنفيذ القرارات وحسب إلى أداة للمشاركة في صنع القرار أيضاً وإلا لا فارق بين من يقول ''اللي تشوف يا فندم'' وبين من يتصور بأنه ملزم بطاعة ولي الأمر دون نقاش. وأضاف"رغم كل ما شهده التجمع من تطور فإن التنشئة الأيديولوجية –الضائقة بالآخر المختلف- ظلت تتحكم في علاقة التجمع وكوادره بالآخر. ظلت علاقة التجمع بالآخر المختلف محكومة بالشك والحذر من ناحية، ومحكومة بعصبية ذات طابع أناني من ناحية أخرى. ومحملة من ناحية ثالثة بمخلفات متخلفة أيديولوجية ومذهبية وسلالية، ومناطقية وإن خالها تخفى على الناس تعلم". واعد الدكتور المتوكل النقطة الأخطر في سياق نقده للإخوان "أن يتطلع حزب لأن يحكم الوطن بكل أبنائه بمختلف معتقداتهم وأفكارهم ومناهجهم ومناطقهم وسلالاتهم وهو في نفس الوقت يقف من الآخر المختلف، إن لم يكن شريكاً في حزبه وإقصائه فهو غير معنى بظلمه واضطهاده وشعاره ''أين ما وقعت نفعت''". وقال "إن هذه الصورة بمجملها تشكل عائقاً نفسياً لدى الآخر في قبول أن يكون الإصلاح هو البديل للحزب الحاكم" ، مطالبا الإصلاح الحزب المتطلع للتغيير والحكم أن يغير هذه الصورة في عقول الناس ونفوسهم ويتم ذلك عن طريق القطيعة الكاملة بين الأيدلوجية والتعامل السياسي والوطني مع الآخر،وإن يتم تعويد الكوادر الإصلاحية على كل المستويات على القبول بالشراكة الفعلية للآخر سواء على مستوى المشترك أو لجنة الحوار أو مؤسسات المجتمع المدني، أو الانتخابات البرلمانية والمحلية وبما يخلق الاطمئنان والثقة والتوازن.. كما حث الكتور المتوكل الإصلاح وكوادره التخلص من رواسب تعبئة الستينيات وحتى نهاية القرن و"البعد عن التعصب المخل فيما يتعلق بالعمل العام والوظيفة العامة حيث يتم الحرص على اختيار عضو الحزب ولو كان الآخر أكفأ وأجدر لأن هذا التعصب يعني أن مصلحة الحزب فوق مصلحة الوطن وهذا السلوك المخل يتضح في كثير من المواقف سواء على مستوى سلطان الدولة ومؤسساتها أو على مستوى مؤسسات المجتمع المدني وعليه لا بد أن يكون شعار الحزب. التجمع في خدمة الوطن وليس الوطن في خدمة التجمع وإلا فكأننا يا بدر لا سرنا ولا جينا". وأكد إن ما يساعد التجمع اليمني للإصلاح على تجاوز هذه السلبيات هو أن يتعمق في وعيه أنه سوف يحكم اليمن وأنه سيكون لكل اليمن بكل فئاته وسيكون المسئول عن تحقيق مصلحة الوطن بكل أبنائه من يحب منهم ومن يكره، من يواليه ومن يختلف معه من يضم ومن يسربل، من يتسنن ومن يتشيع من هو مسلم ومن ليس مسلم.. الدين لله والوطن للجميع-حد تعبيره. اقرأ في الوطن *الإخوان المسلمون في اليمن