تزايدت حالة الخوف والرعب بين المواطنين في اليمن بالتزامن مع تفاقم انتشار مرض انفلونزا الخنازير والذي انتقل لمرحلة خطيرة مؤخرا عبر انتشار الإصابات محليا بالمخالطة ، وسط تحذيرات طبية من ان يكون هذا الوباء محوريا في البلاد لا سيما مع اهتراء الوضع الصحي . وتكتفي وزارة الصحة اليمنية بالإعلان الذي تحول بشكل يومي عن اكتشاف عشرات الإصابات بين المواطنين، حيث تخطت الحالات المكتشفة هذا الأسبوع فقط سبعون حالة . وانضمت الأربعاء سبع إصابات جديدة مصابة بأنفلونزا الخنازير (إتش1 إن1) لقائمة الحالات المكتشفة والمعلن عنها من قبل وزارة الصحة اليمنية لترتفع بذلك عدد الحالات المصابة في اليمن إلى 134 حالة ، منها 23 حالة وافدة من الخارج ، فيما أصيبت 111 حالة نتيجة الاختلاط توفيت حالة واحدة مطلع أغسطس الماضي ولا تزال 62 حالة تحت العلاج والعزل. وأوضح مدير عام مكافحة الأمراض والترصد الوبائي بالوزارة - الناطق باسم اللجنة الوطنية العليا لمكافحة الأنفلونزا - الدكتور عبد الحكيم الكحلاني أن ال 7 الحالات المكتشفة هي ليمنيين خالطوا حالات مصابة بالفيروس، مؤكدا ان جميع هذه الحالات تخضع حالياً للعلاج والعزل في منازل المصابين وحالاتهم مستقرة. حالة الهلع التي عمت المواطنين اليمنيين ، فاقمها غموض الاستعدادات التي تتبعها وزارة الصحة وعدم الكشف عن حقيقة تطور المرض خلال الاسابيع القليلة الماضية وما هي الاحترازات التي تتم في الوقت الراهن لمواجهته ، فضلا عن غياب التوعية الاعلامية المناسبة ، الامر الذي يقود لمؤشرات كارثية مع اقترب انتظام الطلبة في مراحلهم الدراسية في 3 اكتوبر المقبل. وتعمتد خطط وزارة الصحة والحكومة اليمنية على المثل الشعبي" ما بدا بدينا عليه" أي ردود الفعل التي قد تحصل لتطور انتشار الوباء أو مع انطلاق الموسم الدراسي ، وتتحمل الحكومة المسؤولية الكاملة امام النواب والشعب في ظل تداعيات هذا المرض اذا ما بدأ العام الدراسي وتم اكتشاف اصابات جديدة في ضل تحذيرات عالمية متكررة داعية لتأجيل الدراسة لفترة مناسبة حتى استقدام اللقاحات وحتى لا تكون المدارس بيئة حاضنة للمرض. وكان الدكتور محمد عبد الكريم باعلوي – مدير عام مكتب الصحة بأمانة العاصمة شن هجوما شديد اللهجة ضد إجراءات وزارة الصحة إزاء التعامل مع انتشار وباء انفلونزا الخنازير والارتفاع المخيف في حالات الإصابة به ، لا سيما في العشر الأواخر من هذا الشهر الفضيل الذي تزداد فيه عدد التجمعات للمواطنين سواء في المساجد للاعتكاف أو في الأسواق للتبضع وشراء حاجياتهم العيدية. واكد في تصريحات صحفيه ان العاملين في مكتبه لا تتوفر لديهم أي إمكانيات ازاء التعامل مع هذا الوباء ، فضلا عن وسائل مواصلات لانتقال المسئولين لجمع البيانات ومتابعة الحالات ، مشيرا الى انه حتى في الاجراءات الاحترازية لم تعطى لمكتبه حتى الآن أيه صلاحيات بهذا الخصوص ، ولم تتاح له الفرصة لكي يقوم بعمل حملات توعوية وإرشادية وأشياء أخرى للمواطنين في جميع أماكن التجمعات. وتوقع الدكتور باعلوي ان يأخذ هذا الوباء بعدا محوريا أو متمحورا في اليمن ، وقال: نحن في اليمن لم نتمكن من السيطرة على هذا المرض إلا من خلال رفع مستوى الوعي الصحي لدى المواطن عن هذا الوباء وذلك عبر وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، وفي قاعات الأفراح والزفاف وقاعات المؤتمرات، وغيرها ، مؤكدا ان معظم الحالات الأخيرة يأتي اكتشافها في أماكن التجمعات خصوصاً في المراكز التجارية والسوبر ماكيتات الكبيرة المتواجدة في العاصمة صنعاء.