مع تفاقم انتشار انفلونزا الخنازير(إتش1 إن1) في اليمن محليا عن طريق المخالطة ، والدخول لمرحلة خطيرة بموت الحالات المصابة منذ مطلع أغسطس الماضي، أعلنت وزارة الصحة اليمنية مساء الأربعاء عن وفاة حالتين جديدتين من المصابين ،وكذا تسجيل أربع إصابات جديدة ، وسط تحذيرات طبية من ان يكون هذا الوباء محوريا في البلاد لا سيما مع اهتراء الوضع الصحي . وبهذا التطور المتسارع لتطور نشاط انفلونزا الخنازير في اليمن يرتفع إجمالي الوفيات من الحالات المصابة الى 6 ، فيما يرتفع عدد الحالات المصابة الى 187 حالة اغلبها اصيبت خلال الثلاثة الأسابيع الماضية عن طريق المخالطة. وزاد الهلع بين المواطنين اليمنيين مؤخرا مع تتابع انتشار المرض بالمخالطة ، وفاقم من هذا الهلع، غموض الاستعدادات التي تتبعها وزارة الصحة وعدم الكشف عن حقيقة تطور المرض خلال الاسابيع القليلة الماضية وماهي الاحترازات التي تتم في الوقت الراهن لمواجهته ، فضلا عن غياب التوعية وتدهور القطاع الصحي في البلاد الذي يشهد اسوأ مراحلة بقيادته وزارته الحالية ، الامر الذي يقود لمؤشرات كارثية مع اقترب انتظام الطلبة في مراحلهم الدراسية في 3 اكتوبر المقبل. وتعتمد خطط وزارة الصحة والحكومة اليمنية على المثل الشعبي" ما بدا بدينا عليه" أي ردود الفعل التي قد تحصل لتطور انتشار الوباء أو مع انطلاق الموسم الدراسي ، وتتحمل الحكومة المسؤولية الكاملة امام النواب والشعب في ظل تداعيات هذا المرض اذا ما بدأ العام الدراسي وتم اكتشاف اصابات جديدة في ضل واقع مواجهة المرض الحالية اللامسئول والتي تقتصر على الاعلان عن الحالات المصابة فقط ، ما يهدد بتحول المدارس لبيئة حاضنة للمرض. وكان الدكتور محمد عبد الكريم باعلوي – مدير عام مكتب الصحة بأمانة العاصمة شن هجوما شديد اللهجة ضد إجراءات وزارة الصحة إزاء التعامل مع انتشار وباء انفلونزا الخنازير والارتفاع المخيف في حالات الإصابة به ، لا سيما في الاونة الاخيرة التي سجل خلالها إصابات في أوضاع حرجة – ما يعني نقلها العدوى للعديد من حولها. واكد في تصريحات صحفيه غياب أي إمكانيات ازاء التعامل مع هذا الوباء ، فضلا عن وسائل مواصلات لانتقال المسئولين لجمع البيانات ومتابعة الحالات ، او حتى فيما يتعلق بالاجراءات الاحترازية والحملات التوعوية والإرشادية وأشياء أخرى للمواطنين في جميع أماكن التجمعات. وتوقع الدكتور باعلوي ان يأخذ هذا الوباء بعدا محوريا أو متمحورا في اليمن ، وقال: نحن في اليمن لم نتمكن من السيطرة على هذا المرض إلا من خلال رفع مستوى الوعي الصحي لدى المواطن عن هذا الوباء وذلك عبر وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، وفي قاعات الأفراح والزفاف وقاعات المؤتمرات، وغيرها ، مؤكدا ان معظم الحالات الأخيرة يأتي اكتشافها في أماكن التجمعات. وكانت الكاتبة الصحفية والناشطة الدكتورة رؤوفة حسن قد دعت وسائل الإعلام اليمنية للكف عن نشر الأرقام الهاتفية التي تعلنها وزارة الصحة ولا يرد منها أحد، بل عليها أن تنبه الناس كي يحموا أنفسهم بأنفسهم من هذا الوباء. وبحسب الدكتورة رؤوفة فانه على الرغم من ان هذا المرض قابل للعلاج وليس خطيرا إذا تم التعرف عليه وتناول الدواء في وقت مبكر ، غير ان الخطورة لهذا المرض في اليمن هي أكثر من أي بلد آخر. ذلك أن الفحص الذي يعطي إجابة دقيقة عما إذا كان مريض الأنفلونزا مصابا بأنفلونزا عادية أو مصابا بأنفلونزا وبائية لا يتم سوى في عدد محدود من المختبرات في الجمهورية. ففي صنعاء مثلا فإن المختبر المركزي هو المكان الوحيد الذي يعطي الإجابة الناجعة. واضافت في سياق انتقادها للواقع الصحي في البلاد بالقول"لأن المرض جديد فإن كثيراً من الأطباء قد أفادوا لي وهم في مراكز صحية مختلفة أنهم يواجهون مشكلة في كيفية التعامل مع المريض عند التأكد من إصابته. فهو يحضر إليهم في مرحلة لايعرفون هل هي متأخرة أم ممكنة العلاج. وليست هناك أي ندوات أو دورات أو حتى وريقات توعوية مكتوبة عن تفاصيل هذا المرض تسلم للمختصين ليتعاملوا مع المرضى على أساسها" ، متسائلة "إذا كان هذا حال أطباء فكيف يكون حال الناس العاديين؟".