"السلام تحيه خلال العيد" مبادرة أطلقها شباب ومثقفون يمنييون مع تفاقم انتشار وباء انفلونزا الخنازير مؤخرا عبر المخالطة محليا والدخول لمرحلة جديدة بتسجيل وفيات بين الحالات المصابة. وتناقلت عبر الموبايل sms رسائل "السلام تحية خلال العيد"للدعوة الى الاستعاضة برفع اليد للسلام على الجموع ايام العيد بدلا عن المصافحة والتقبيل على الوجه كما اعتاد عليه اليمنيين في تبادل تهاني العيد . واعلنت وزارة الصحة مساء السبت - الاحد، تسجيل وفاة حالة ثالثة وإصابة تسع حالات جديدة بالمرض نتيجة المخالطة ،بعد يومين على اعلان مماثل عن وفاة ثاني الحالات المصابة ،وسط اتساع المخاوف من سرعة انتشار الوباء محليا في الاونه الاخيرة. وارتفع عدد الإصابات المسجلة في اليمن حتى امس السبت الى 155 حالة منها 23 وافدة من الخارج والبقية أصيبت نتيجة الاختلاط معظمها خلال الأسبوعين الماضيين. وتحضا مبادرة "السلام تحية" باهتمام عديد من الاوساط الاجتماعية في اليمن ، وتناولتها الكاتبة الصحفية والناشطة اليمنية الدكتورة رؤوفة حسن والتي كتبت تؤكد علي أهمتها ، مشيرة الى أن هذا العيد يحتاج إلى عودة إلى بعض التقاليد القديمة، وتغيير للتقاليد الحالية. وقالت" أن الناس مطالبون بأن يمشوا وعلى الوجوه كمامات لحفظ حياتهم من وباء الانفلونزا الجديدة، ولحفظ حياة الآخرين من أن يصابوا بأي عدوى ولأن أي مصافحة بالأيدي مع وجود هذا الوباء تشترط أن يتم فورا الامتناع عن لمس العيون ولمس الأنف ولمس الفم بل التوجه مباشرة إلى الماء وغسل الأيدي بالصابون، فإن المصافحة والتقبيل في الوجه يجب أن تخرج من سلوكيات الناس هذا العام". وتطرقت الدكتورة رؤوفة الى العادات القديمة في اليمن ، موضحة أن الناس كانوا يرفعون فيها الأيدي على رؤوسهم ويقولون السلام تحية دون أن يقتربوا ممن يحيونه ولا حاجة منهم لمصافحته، متسائلة" فهل يستطيع الناس اليوم أن يفعلوا ذلك دون خوف الاتهام بالتكبر والعجرفة". ورأت أن "المسألة ليست فقط تغيير عادة السلام والتوجه للتحية فقط بل عليهم أن يفهموا أنهم إن لم يفعلوا ذلك فليس لهم غير الله". مؤكدة على مهمة وسائل الإعلام في التوعية والتنبيه والتحذير، لكون أن هذه الوسائل مطالبة بأن تكف عن نشر هذه الأرقام الهاتفية التي تعلنها وزارة الصحة ولا يرد منها أحد، بل عليها أن تنبه الناس كي يحموا أنفسهم بأنفسهم من هذا الوباء. وبحسب الدكتورة رؤوفة فانه على الرغم من ان هذا المرض قابل للعلاج وليس خطيرا إذا تم التعرف عليه وتناول الدواء في وقت مبكر ، غير ان الخطورة لهذا المرض في اليمن هي أكثر من أي بلد آخر. ذلك أن الفحص الذي يعطي إجابة دقيقة عما إذا كان مريض الأنفلونزا مصابا بأنفلونزا عادية أو مصابا بأنفلونزا وبائية لا يتم سوى في عدد محدود من المختبرات في الجمهورية. ففي صنعاء مثلا فإن المختبر المركزي هو المكان الوحيد الذي يعطي الإجابة الناجعة. وتضيف "فالمساحة الواسعة من السكان في اليمن الذين سيتبادلون الأحضان والقبلات ابتداء من أول أيام العيد سوف ينقل المصابون فيها بالمرض إلى أكبر عدد من الناس في مواقع ليس فيها مختبرات ولا إمكانية إلى الوصول إلى الدواء المتاح مجانا من وزارة الصحة أو يمكن شراؤه من الصيدليات". وتنتقد الدكتورة حسن الواقع الصحي في البلاد ازاء مواجهة هذا المرض فتقول "لأن المرض جديد فإن كثيراً من الأطباء قد أفادوا لي وهم في مراكز صحية مختلفة أنهم يواجهون مشكلة في كيفية التعامل مع المريض عند التأكد من إصابته. فهو يحضر إليهم في مرحلة لايعرفون هل هي متأخرة أم ممكنة العلاج. وليست هناك أي ندوات أو دورات أو حتى وريقات توعوية مكتوبة عن تفاصيل هذا المرض تسلم للمختصين ليتعاملوا مع المرضى على أساسها" ، متسائلة "إذا كان هذا حال أطباء فكيف يكون حال الناس العاديين؟". وتخلص بالقول ان "التقبيل في الوجه يجب أن لا يحدث أبدا مع مزكوم مهما كانت درجة القرابة ومهما كانت نتيجة رد الفعل. فهذه هي الحدود الدنيا للوقاية من مرض تتسع رقعته بحيث تصبح البيانات الرسمية غير ذات علاقة بالواقع، لا من ناحية عدد المصابين ولا من ناحية عدد الموتى الذين لم يتم علاجهم في وقته".