تماشيا مع التطور الخطير لانتشار انفلونزا الخنازير في اليمن محليا عن طريق المخالطة ، والدخول لمرحلة جديدة بموت الحالات المصابة منذ مطلع أغسطس الماضي، أعلنت وزارة الصحة مساء السبت -الأحد عن وفاة حالة ثالثة وإصابة تسع حالات جديدة بالمرض نتيجة المخالطة ،بعد يومين على اعلان مماثل عن وفاة ثاني الحالات المصابة. وقال مدير عام مكافحة الأمراض والترصد الوبائي بالوزارة الدكتور عبد الحكيم الكحلاني، أن إجمالي المصابين بهذا المرض حتى أمس السبت ارتفع الى 155 إصابة، منها 104 حالات تماثلت للشفاء، ووفاة ثلاث حالات فيما تخضع بقية الحالات للعلاج والعزل. واوضح الدكتور الكحلاني أن غرف عمليات الوزارة في أمانة العاصمة والمحافظات تعمل على مدار الساعة في تلقي بلاغات المواطنين حول الحالات المرضية المشتبهة بهذا المرض للقيام بالإجراءات والتدابير اللازمة للكشف المبكر على المرض وعلاج الحالات المصابة. وكانت الكاتبة الصحفية والناشطة السياسية الدكتورة رؤوفة حسن قد وجهت انتقادات لاذعة لتعامل وزارة الصحة اليمنية مع تفاقم انتشار انفلونزا الخنازير عن طريق المخالطة، حيث دعت وسائل الإعلام اليمنية للكف عن نشر الأرقام الهاتفية التي تعلنها وزارة الصحة ولا يرد منها أحد، بل عليها أن تنبه الناس كي يحموا أنفسهم بأنفسهم من هذا الوباء. وبحسب الدكتورة رؤوفة فانه على الرغم من ان هذا المرض قابل للعلاج وليس خطيرا إذا تم التعرف عليه وتناول الدواء في وقت مبكر ، غير ان الخطورة لهذا المرض في اليمن هي أكثر من أي بلد آخر. ذلك أن الفحص الذي يعطي إجابة دقيقة عما إذا كان مريض الأنفلونزا مصابا بأنفلونزا عادية أو مصابا بأنفلونزا وبائية لا يتم سوى في عدد محدود من المختبرات في الجمهورية. ففي صنعاء مثلا فإن المختبر المركزي هو المكان الوحيد الذي يعطي الإجابة الناجعة. واضافت في سياق انتقادها للواقع الصحي في البلاد بالقول"لأن المرض جديد فإن كثيراً من الأطباء قد أفادوا لي وهم في مراكز صحية مختلفة أنهم يواجهون مشكلة في كيفية التعامل مع المريض عند التأكد من إصابته. فهو يحضر إليهم في مرحلة لايعرفون هل هي متأخرة أم ممكنة العلاج. وليست هناك أي ندوات أو دورات أو حتى وريقات توعوية مكتوبة عن تفاصيل هذا المرض تسلم للمختصين ليتعاملوا مع المرضى على أساسها" ، متسائلة "إذا كان هذا حال أطباء فكيف يكون حال الناس العاديين؟".