وسط معمعة المعارك في صعده شمال اليمن وشريطها الحدودي ،ضبط أفراد من قوات الجيش بمحافظة الجوف 39 صوماليا في قطاع اليتمة بمديرية خب والشعف أثناء تحركهم باتجاه البقع - منطقة تماس المعارك. ويعُُتقد أن المتسللين الصوماليين كانوا في طريقهم إلى عصابات الإرهاب والتخريب الحوثية للانضمام إليهم أو ينوون التسلل إلى الاراضي السعودية ، أو الاثنين معا ، فيما قالت الأجهزة الأمنية اليمنية أن التحقيق مستمر مع المتسللين الصوماليين. ومخاوف مد المتمردين بمقاتلين حتى من بلاد "واق الواق" تنطلق مما يدفعه زعيم التمرد الحوثي من مبالغ خرافية بالعملة الصعبة لكل منضم ومتعاون من بائعي أوطانهم لقتل اليمنيين والسعوديين بشعار الموت لأمريكا وإسرائيل –وفقا لحقائق الميدان . وتأتي مع تضييق الخناق على ما تبقى من تلك العصابات وفشل مخطط توسيع عملياتها الإرهابية التخريبية لتشمل داخل الأراضي السعودية املا في إثارة إعلامية تنقل المعركة للسيادة بين البلدين ،وتشتيت تقدم وضربات الجيش الحكومي والدعم الشعبي ، ما يجنبهم النهاية المحتومة مع قربها ، ويؤهل لترتيب صفوفهم من جديد ولفرض الأمر الواقع بإمارة "طهران الحوثية" في صعدة وما حولها . ويبدوا ان مساندة الداعمين للتمرد الحوثي بضخ وحشد صيغ حوار ومبادرات لإيقاف ردع المتمردين بوصفها امل السعودية الوحيد قبل اليمن لتجنب ويلات تخريب يهدد بئر النفط العالمي ، محور ارتكاز لبلوغ الاعتراف بألامر الواقع"حزب الله الجديد" كشوكة طهران في خاصرة الخليج وقبلة طعنه لليمن واستقراره – وهو ما فطنت اليه قيادتي البلدين في اليمن والشقيقة السعودية منذ البداية. السلطات اليمنية والسعودية كانتا قد استنفرتا مؤخرا في تنفيذ تدابير أمنية طارئة في نطاق سواحلها البحرية ، فيما شملت في الداخل اليمني لمخيمات اللاجئين الصوماليين ، ومنافذ برية محاذية لصعده ،على خلفية تقارير أمنية من احتمال استغلال عصابات التمرد الحوثية وداعميها في الداخل والخارج لظاهرة النزوح إلى السواحل اليمنية واستقبال الحكومة اليمنية للاجئين الصوماليين، من اجل التغرير عليهم بالمال للتسرب بالاستعانة بمهربين محترفين الى داخل صعده وجبالها للالتحاق بجماعات التمرد الحوثية أو أخرى جهادية . وكان قد برز مؤخرا وعلى غير سابقاتها ، خط تهريب المهاجرين غير الشرعيين من الصوماليين ودول افريقية باتجاه السواحل اليمنية على البحر الأحمر بعد ما كان نقاط وصولهم السواحل اليمنية المطلة على خليج عدن . وكشفت تحقيقات أمنية مؤخرا مع مهاجرين غير شرعيين من الجنسية الصومالية تم ضبطهم بأن هناك العديد من النقاط في "رأس العارة وحيفان وشرعب ، القهرة - حرض" مراكز لجماعات تعمل على تهريب الصوماليين إلى محافظة صعدة لمساندة المتمردين الحوثيين المدعمومين ايرانيا والذين ثبت ارتباطهم التكتيكي ودعمهم اللوجستي لتنظيم قاعدة الجهاد في الجزيرة العربية الناشئ من ائتلاف ناشطي القاعدة في اليمن والسعودية مطلع العام الجاري. وأطلقت وكالات تابعة للأمم المتحدة تحذيرا خطيرا الثلاثاء الماضي من أن مئات الآلاف من الصوماليين الإضافيين على وشك ترك بلادهم بعد أن أدت فيضانات إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية البائسة في البلاد، غير أنها قالت انه لم توضح اذا كانت هذه الموجة الكبيرة من المهاجرين ستتجه الى كينيا أو اثيوبيا أو اليمن عبر خليج عدن. وذكرت اليزابيث بايرز المسؤولة في مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في مؤتمر صحفي بجنيف ان الفيضانات تسببت الشهر الحالي في ترك 16 ألفا اخرين منازلهم في البلد الواقع بمنطقة القرن الأفريقي. وتشرد نحو 1.5 مليون صومالي منذ بداية عام 2007 . وحذرت بايرز من أن الصوماليين سيحاولون الفرار الى خارج البلاد ما لم يحدث تدفق سريع للمساعدات الأجنبية. وقالت "يذهب أسوأ السيناريوهات التي يمكن أن نتخيلها إلى أن 283 ألفا قد يتركون الصومال وربما يثير هذا الأمر مشاكل في المنطقة برمتها". وتشكوا الحكومة اليمنية منذ أعوام تدفق المئات من اللاجئين الصوماليين بشكل يومي ،وتتحمل أعبائهم إنسانياواقتصادياواجتماعيا وامنيا ،في وقت يتجاهل العالم هذه المعاناة والاقتصار على رعاية تطال بضعة آلاف عبر مفوضية الأمم المتحدة، فيما مليون تقول الحكومة أنهم بلغوا حتى منتصف العام الجاري.