رغم خطورة تمرد الحوثيين،على أمن واستقرار اليمن،والذي امتد ليطال أطراف السعودية، التي أصبحت منذ بضعة أشهر طرفا في الحرب، لكنني اعتقد ان الأخطر على وحدة اليمن هو ما يسمى "الحراك الجنوبي"، وهي حركة انفصالية، بزعم تخليص مواطني الجنوب من"الظلم والتمييز والتهميش" الذي يمارسه نظام الرئيس علي عبد الله صالح!. وتتميز هذه الحركة عن الحوثيين الذين تدور شبهات حول دعم ايران لهم،بانها لا تزال في اطار التحرك السياسي والاحتجاجات السلمية، ولم تستخدم العنف الا في حالات قليلة، وقد تلجأ الى ذلك في وقت لاحق، لكنهم يريدون ان يستنزف نظام صالح في حربه مع الحوثيين!. وكان الحدث الابرز في هذا الحراك" المصالحة التاريخية" التي تمت في بيروت قبل بضعة ايام بين آخر رئيس لليمن الجنوبي علي سالم البيض،وخصمه اللدود علي ناصر محمد الرئيس الأسبق لجنوب اليمن،الذي اطيح به خلال الاقتتال بين أجنحة الحزب الاشتراكي الذي كان يحكم الجنوب عام 1986، والبيض هو الذي وقع اتفاقية الوحدة مع صالح في عمان عام 1990، قبل ان يرتد عليها عام 1994ما أدى الى نشوب حرب اهلية،انتهت بانتصار نظام صالح والابقاء على الوحدة. لقاء البيض الذي كان المحرض الاكبر للحراك الجنوبي عام 2009،مع ناصر محمد يضيف عنصر قوة للحراك الجنوبي، يصعد الضغوط على نظام صالح، ويزيد احتمالات انفصال الجنوب. ولا يخفى ان فتح أكثر من جبهة على الرئيس صالح يربك نظامه، وبدت حالة الارتباك اثر الغارات الجوية التي شنت على ما قيل انها مواقع لتنظيم القاعدة، في محافظة "ابين" الجنوبية يوم 17 ديسمبر الجاري، وقتل فيها عشرات الاشخاص، وهي عملية استثمرتها قيادات الحراك الجنوبي ،ووصفتها ب"المجزرة البشعة "بحق مدنيين جنوبيين، حسب بيان اصدره علي ناصر محمد وحيدر ابو بكر العطاس رئيس وزراء الشطر الجنوبي الاسبق، ونقطة ضعف نظام صالح في هذه الغارة،المعلومات التي تسربت عن مشاركة طائرات أمريكية فيها!. وحدة واستقرار اليمن في خطر جدي، وذلك يتطلب من العرب وجامعتهم، الخروج من صفوف المتفرجين، واطلاق مبادرة عملية لتحقيق مصالحة داخلية، تبدأ بتسوية مشكلات الجنوب أولا، مع الحفاظ على وحدة البلاد قبل فوات الاوان !. الراية القطرية