نسبت شبكة «ايه بي سي» التلفزيونية الأميركية إلى مصادر استخبارية أميركية أمس الأول ، أن الشاب النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب الذي فشل الجمعة الماضية في محاولة تفجير طائرة ركاب كانت توشك على الهبوط في مطار ديترويت ، خضع للتدريب اثناء زيارته لليمن في أيلول (سبتمبر) الماضي على يد السعودي محمد عتيق العوفي الحربي الذي وصفته الشبكة بأنه «صانع قنابل القاعدة» . غير أن السعودي محمد العوفي - والذي كان يشغل منصب قيادي في تنظيم القاعدة المدمج من يمنيين وسعوديين مطلع 2009 على الأراضي اليمنية تحت مسمى تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» ، قبل أن يعلن توبته وفصم انتمائه عن الأخير بعد أشهر قلائل من تأسيسه ، ومن ثم تسليم نفسه للسلطات الأمنية السعودية- نفى تلك المزاعم. ونقلت جريدة "الحياة " عن العوفي المقيم في الرياض قوله إنه لم يشاهد عبدالمطلب قط، ولم يشاهد سوى سعوديين ويمنيين في مراكز تجمع «القاعدة» في اليمن. وأكد العوفي أنه سلم نفسه لسلطات بلاده بعدما بلغه أن اسمه أدرج في قائمة ال85 مطلوباً أمنياً. وقال إنه لم يدرب أحداً على استخدام وصنع المتفجرات أثناء وجوده في اليمن. وأوضح أنه بقي فترة ليست طويلة في اليمن تنقل خلالها بين محافظات مأرب والجوف وشبوة. واعتبر أن الزعم بأنه درب المتهم النيجيري على التفجير «يشوّه سمعتي». وسألته «الحياة» عن الأسباب التي حدت به إلى قطع انتمائه إلى «القاعدة» وتسليم نفسه للسلطات السعودية، فأجاب: «عندما اتضحت لي حقيقة القاعدة، لجأت بطريقتي الخاصة إلى السلطات الأمنية في السعودية، برغبتي في تسليم نفسي». وقال: «كان تنظيم «القاعدة» في اليمن عندما التحقت به يعاني ضعفاً شديداً من الناحية المالية والشرعية. وعناصره ينتظرون تقديم الدعم المالي لهم عبر وسائل مختلفة حتى لو كانت تؤثر في الناحية الشرعية». وأضاف أن «القاعدة» تعاني «ضعف العلم الشرعي، ويدل على ذلك اتجاهها إلى تقديم المصلحة العامة على الناحية الشرعية، وليس هناك أحد يقودهم بالعلم الشرعي المتأصل مثل علمائنا داخل السعودية، وهي أحد أسباب خروجي من اليمن وتسليمي نفسي». * إيران تحالفت مع القاعدة باليمن لتنفيذ هجمات وعون الحوثيين _________________________________ وزاد العوفي في سياق حديثه «كان رجال التنظيم يجتمعون مع عناصر الاستخبارات الإيرانية ومع الشيعة الرافضة، وتحدثت مع نائب التنظيم السعودي سعيد الشهري حول هذه المسألة، فذكر لي أننا ننظر إلى المصلحة». ولفت العوفي إلى أن الشهري، وهو أحد المطلوبين على قائمة ال85، كان يتمسك بأن تسلله إلى الأراضي السعودية أهم من الالتفات إلى «الرافضة»، لأن عناصر التنظيم يجب أن يضربوا أهدافاً في السعودية وثم يعودون إلى اليمن، وبعد ذلك يمكن الحديث عن الرافضة. وذكر العوفي، أن تنظيم «القاعدة» تعاون مع الاستخبارات الايرانية أثناء فترة أحداث 11 أيلول (سبتمبر)2001. وقال: «كان ناصر الوحيشي وسعيد الشهري وقاسم الريمي ينقلون لي بألسنتهم كيفية تعاملهم أثناء فترة وجودي معهم في اليمن، وكانوا ينظرون إلى المصلحة العامة قبل كل شيء». وأشار إلى أن إيران ترشد تنظيم «القاعدة» إلى أهداف استراتيجية ليتولى ضربها عناصره الذين ينظرون إلى ذلك بالجواز المطلق العام. وأكد العوفي أن المتمردين الحوثيين داخل اليمن عرضوا عليه التفاوض من أجل ضرب أهداف في السعودية واليمن، بدعم مالي من إيران. وقال: «تحدثت مع مجموعة مسلحة في أحد الأودية داخل اليمن اثناء تمركزي هناك، وطلبوا مني التعاون مع قائدهم عبدالملك الحوثي، وطلبت منهم مغادرة المكان خلال 24 ساعة بعد شجار بيني وبينهم». وأضاف: «غضب عليّ زعيم التنظيم في الجزيرة العربية ونائبه بعد أن علما أني طردت الحوثيين، وأن الشجار أوشك أن يتحول تراشقاً بالنار، وقالوا لي: «يا أبا الحارث من باب المصلحة العامة أن نتفاوض معهم من أجل سحب الأموال، وليس لدينا أي مشكلات معهم، وقضيتنا مع السعودية واليمن فقط». وذكر العوفي «ان التنظيم كان سيفرض عليّ حصاراً داخل اليمن في منطقة نائية، إلا أنني استعجلت وسارعت بتسليم نفسي إلى السلطات السعودية».