أعلنت جماعة التمرد الحوثية بشمال اليمن في بيان لها اليوم الثلاثاء، انسحابها من الأراضي والمواقع السعودية، بناء على توجيهات قائدهم عبد الملك الحوثي، فيما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية اللواء إبراهيم المالك أن بلاده تدرس عرض هدنة الحوثي ، وان الوزارة ستعلن عن قرارها الرسمي في وقت لاحق اليوم. وأكد بيان الحوثي ان مسلحيه انسحبوا من اكثر من 40 موقعا وجبلا سعوديا، غير انه اتهم القوات السعودية بمواصلت غاراتها الجوية وقصفها الصاروخي والمدفعي على شمال اليمن- حد قوله. وأوضح البيان ان الجماعة انسحبت بشكل كامل من كل الأراضي والمواقع السعودية ابتداء من نهار يوم امس الاثنين، وشمل الانسحاب مناطق الصبة وبتول والعرة والمجدعة والجوف وام قمع والغارشة وجوف النصيبي والخقاقة ومركز الجابري والمسايل وقايم الصياب وام دحوه وام شرحيل وقرقاعي ورعشة والعقم وام رزمه ودار النصر وقام كعوب وام درمية وقايم ساحة وام رصبة وام قيمة والصيبة والعتيمي وبيوت احمد هادي وام بيسي. كما شمل الانسحاب -بحسب المتمردين الحوثيين-الجبال التالية: (الفرجوم والحشكول الاعلى والحشكول الاسفل وفريضة والمدبغة وقمامة وملحمة وتويلق والسبطاوي). واضاف البيان ان الانسحاب شمل نقاط (البرج والعشة والتبة وبتول والجحفة والمواطير والاساسية)، كما تم ايقاف الحرب والانسحاب من ساحات جبل الدخان والمدود. وكان قائد المتمردين الحوثيين في شمال اليمن عبد الملك بدر الدين الحوثي،اعلن في تسجيل صوتي بُثّ أمس الاثنين على الإنترنت– ما سماه «مبادرة» للدخول في هدنة في القتال الدائر بين مسلحيه والقوات المسلحة السعودية التي تصد محاولات متكررة للتسلل. واعترف الحوثي باعتداء مسلحيه على المملكة ، بعد أن أعلن انسحابهم من الأراضي والمواقع السعودية التي تواجدوا فيها منذ الثالث من نوفمبر الماضي.وزعم عبدالملك في تسجيله أن هذه "المبادرة فرصة حقيقية للسلام ولمصلحة الشعبين الجارين". وادعى في التسجيل قائلاً "إن تقدمنا إلى تلك الأراضي والمواقع كان ضرورة لمواجهة عدوان انطلق منها". وهددالحوثي بفتح ما سماها جبهات جديدة ومتعددة وخوض حرب مفتوحة, في حالة مواصلة القوات السعودية عملياتها ورفض المبادرة- حد تعبيره. وقال في هذا الصدد "إذا استمر النظام السعودي بعد هذه المبادرة في عدوانه فإنه يكشف أنه يقوم بعملية غزو لمناطقنا، وهذا يعطينا الشرعية لفتح جبهات جديدة ومتعددة وخوض حرب مفتوحة، وهذا ما سيحدث إن استمر في عدوانه بعد هذه المبادرة". ورأى محللون أن المتمردين الحوثيين شمال اليمن يواجهون معاناة قاسية بسبب استنزاف قدراتهم للقتال في جبهتين واحدة ضد الحكومة اليمنية وأخرى ضد القوات المسلحة السعودية . وأعلن مساعد وزير الدفاع والطيران السعودي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أمس وقبل ساعات من مبادرة الحوثي أن القوات المسلحة السعودية نجحت في تطهير القمم الاستراتيجية على حدودها الجنوبية، ولم يبق من فلول المتسللين سوى قناصة سيقضى عليهم. وأكد الأمير خالد بن سلطان أن بعض الأبواق الخارجية حاولت الإيهام بأن تلك الأحداث صراع طائفي يستهدف جماعة بعينها. وقال: إن الاعتداء على الجار لا يقره شرع ولا دين، وتساءل: هل من يعتدى على بيتك تسأله عن هويته قبل أن تصده وترده خائباً، إن الجار إذا اعتدى ولم يراع حقوق الجوار فلا حقوق له علينا، وأضاف الأمير خالد بن سلطان، خلال رعايته مؤتمر الخدمات الطبية للقوات المسلحة بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالرياض أمس، أن ملف الحدود السعودية اليمنية منتهٍ ومتفق عليه من كلا الطرفين. .