أعلن الرئيس السوداني عمر البشير الأربعاء "نهاية الحرب في دارفور" بعد توقيع اتفاق للمصالحة مع حركة العدل والمساواة أكبر فصائل التمرد في الإقليم، وذلك في وقت دعت فيه الحركة إلى تأجيل الانتخابات في السودان. وقال البشير في خطاب ألقاه في مدينة الفاشر، العاصمة التاريخية لإقليم دارفور، إن "أزمة دارفور انتهت الآن، والحرب في دارفور انتهت الآن، ومعركة السلاح انتهت وبدأت معركة التنمية". وأضاف أن الحكومة "أطلقت اليوم سراح 50 بالمئة من المحكومين بالإعدام من الذين هاجموا أم درمان وبعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار توقيعا نهائيا سنطلق سراح البقية". وتابع البشير قائلا إن "السلام تحقق في دارفور الآن وسنبذل جهدا مضاعفا لتحقيق التنمية في السودان ودارفور". وتأتي تصريحات البشير في وقت طالب فيه رئيس حركة العدل والمساواة التي وقعت أمس الثلاثاء على اتفاق هدنة مع حكومة الخرطوم بتأجيل الانتخابات النيابية والرئاسية المقرر عقدها في الفترة بين 11 إلى 13 أبريل/نيسان القادم في السودان. وقال خليل إبراهيم للصحافيين في الدوحة "إن موقفنا هو تأجيل الانتخابات في السودان لأن هناك العديد من المواطنين في كردفان ودارفور لن يشاركوا في الانتخابات لأنهم مهجرون، ونحن نطلب المزيد من الوقت". وأضاف أن الحركة "تريد تأجيل العملية الانتخابية كاملة" مشيرا إلى أن حركته لن تشارك في هذه الانتخابات". وأشار إلى أنه قد تم بمقتضى الاتفاق مع حكومة الخرطوم تحديد موعد 15 مارس/ آذار المقبل لتحقيق السلام في دارفور وذلك قبل عقد الانتخابات في شهر أبريل/نيسان مؤكدا التزام حركته بالتفاوض مع حكومة الخرطوم. ودعا إبراهيم الحكومة مجددا إلى الالتزام باتفاق الهدنة الموقع أمس الثلاثاء وخصوصا ما يتعلق بالإفراج عن المعتقلين، مؤكدا أن حركة العدل والمساواة ستفرج عن كل المعتقلين لديها. وكانت حكومة الخرطوم قد أفرجت في وقت سابق من اليوم الأربعاء عن 57 من معتقلي حركة العدل والمساواة، بما يشكل نصف عدد الذين تم اعتقالهم في أعقاب الهجوم الذي شنته الحركة في شهر مايو/ايار عام 2008 على أم درمان. ودعا إبراهيم الحركات الأخرى المتمردة الصغيرة المتواجدة في الدوحة إلى الانضمام إلى حركته مؤكدا أنه "ليس هناك حركة مسلحة معادية للحكومة السودانية سوى حركة العدل والمساواة" في دارفور. وأكد ضرورة احتفاظ الحركة بقواتها المسلحة وعتادها خلال الفترة الانتقالية التي سيتم الاتفاق عليها مع الحكومة المركزية. يذكر أن عبد الواحد نور زعيم جيش تحرير السودان، إحدى أبرز حركات التمرد في دارفور، كان قد رفض اتفاق الهدنة الموقع بين الخرطوم وحركة العدل والمساواة واعتبره اتفاقا "سياسيا" "يتغاضى" عن ضمان امن سكان المنطقة الغارقة منذ سبع سنوات في حرب أهلية. وكالات