حذرت مؤسسات الإغاثة الدولية ومسؤولون محليون من تفاقم أوضاع الإنسانية لعشرات الآلاف من النازحين الذين يعيشون في خيام أو في بيوت مهجورة في محافظة صعدة وفي المناطق المحيطة بها شمال اليمن بسبب نقص التمويل لعمليات الإغاثة. وأكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الأربعاء أن اليمن قد يواجه "أزمة إنسانية" بسبب نقص حاد في التمويل، مضيفة أن نقص التمويل يهدد بتوقف تام لتقديمه المساعدة الانسانية للنازحين جراء الحرب في صعده والذين يتجاوز عددهم 260 الف نازح ، في حين ستضطر إلى تقليص عدد الحاصلين على مساعدات وخفض الحصة الشهرية إلى 50 في المئة من الحصة المقررة ابتداء من (مايو) المقبل . وانعقد بصنعاء الأربعاء مؤتمر صحفي حضره أحمد الكحلاني وزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين وجيان كارلو تشيري الممثل المقيم لبرنامج الغذاء العالمي وخالد المولد الممثل المقيم لمنظمة الإغاثة الإسلامية ، موجها نداء لطلب تقديم دعم إضافي وفوري للنازحين نظرا للعجز الحاد في التمويل الذي يواجه برنامج الغذاء العالمي وتأثيره على عمليات الإغاثة الإنسانية في اليمن، بما في ذلك الدعم الطارئ للأشخاص المتضررين من أحداث النزاع في صعدة. وأوضح البرنامج في نداءه أنه سيتعين عليه وقف تقديم المساعدات بصورة كاملة إلى 50 ألف طفل تحت سن الخامسة، مشيرا إلى أنه تلقى أقل من 30 في المئة من التمويل اللازم لمواصلة عمله في توزيع الغذاء للأسر النازحة ، متوقعا أن يؤدي خفضه الحصة الشهرية للنازحين ابتدأ من الشهر المقبل إلى أزمة إنسانية. وأضاف أنه بحاجة إلى أكثر من 77 مليون دولار للخروج من أزمة نقص تمويل عملياته لعام 2010 والتي تقدر ب75%. وكان نحو 250 ألف شخص قد اضطروا إلى النزوح عن قراهم في محافظة صعدة بشمال غرب اليمن وأجزاء من محافظة عمران المجاورة خلال موجة القتال بين الجيش والمتمردين الحوثيين التي استمرت من (أغسطس) إلى شباط (فبراير) الماضي. وقالت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين بجنيف في وقت سابق هذا الاسبوع أنه وبعد شهرين من وقف إطلاق النار في بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين شمال اليمن، ما زالت عودة النازحين اليمنيين إلى المنطقة تسير ببطء بسبب استمرار المخاوف الأمنية وانتشار الالغام. كما حذرت المفوضية من العجز المالي لعملياتها في اليمن، فقد تلقت فقط ثلث المبلغ المطلوب، والبالغ 40 مليون دولار، لتغطية تكاليف المساعدات الإنسانية من مأوى وحماية وغيرهما. واشارت الى ان اكثر من 7000 مشرد داخلي يقيمون في مخيمات بالمزرق بمحافظة حجة المجاورة لصعدة ،زاروا ديارهم التي فروا منها لتقييم الأضرار لمزارعهم وممتلكاتهم، إلا أن معظمهم عاد إلى المخميات. وتعززت المخاوف بشأن الألغام بعد وقوع عدة حوادث حيث لقي طفلان مصرعهما هذا الشهر بالإضافة إلى إصابة تسعة أشخاص آخرين. ويعيش معظم النازحين مع أسر مضيفة أو أقارب وأصدقاء، إلا أن الظروف المعيشية للكثيرين في محافظتي حجة وعمران أصبحت صعبة للغاية مع نقصان الموارد. وأعلنت الحكومة الفرنسية الأربعاء تخصيص (200.000) يورو لمفوضية اللاجئين وكذلك النازحين جراء حروب صعدة ، وقال بلاغ صحفي لسفارة فرنسا باليمن تلقاه الوطن إن حكومتها قررت تخصيص هذا المبلغ لدعم المفوضية العليا للاجئين في اليمن كإسهام طوعي فرنسي في تحسين الوضع الإنساني للمهجرين المحليين واللاجئين في اليمن حيث تعتبر فرنسا أنه يتوجب استمرارية التعبئة الدولية من أجله. وأكدت السفارة إن المعونة تهدف إلى دعم أنشطة المفوضية لصالح النازحين جراء فتنة التمرد في صعدة وسفيان من جهة ومن جهة أخرى دعم البرنامج المخصصة للاجئين في سياق الهجرة التي تعاني اليمن من تواصل تدفقها.