قالت صحيفة نيويورك تايمز إن فيصل شاهزاد المشتبه بتورطه في محاولة التفجير الفاشلة في ميدان تايمز قد اعترف للمحققين أنه استلهم أفكار الشيخ الأميركي ذي الأصل اليمني أنور العولقي المختبئ بإحدى المناطق القبلية في اليمن. ونقلت الصحيفة الأميركية في عددها الصادر الجمعة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن شاهزاد اعترف بتأثره بأفكار العولقي، وقال مسؤول طلب عدم ذكر اسمه "لقد استمع له، وفعلها"، في إشارة إلى محاولة التفجير الفاشلة التي تتهم أجهزة الأمن الأميركية مواطنها ذا الأصل الباكستاني بمحاولة تنفيذها في ميدان تايمز بمدينة نيويورك السبت الماضي. وقالت الصحيفة إن أصدقاء شاهزاد لاحظوا علامات التدين عليه منذ نحو سنة، وأنه طلب إذن والده العام الماضي بغية الذهاب إلى أفغانستان للقتال ضد قوات حلف الأطلسي (ناتو). وأضافت الصحيفة أن المحققين يعتقدون أن شاهزاد قد حصل على تدريب عسكري على أيدي رجال حركة طالبان باكستان. وذكرت نيويورك تايمز إنه ليس معروفا على وجه اليقين ما إذا كان شاهزاد قد التقى العولقي في اليمن، أو كان أحد الأتباع الذي يتواصلون معه عبر الإنترنت حيث يمتلك الشيخ اليمني الأصل موقعا إلكترونيا شهيرا يتواصل عبره مع مريديه حسب الصحيفة. ويعتقد عسكريون أميركيون أنه ليس مفاجئا أن يكون المشتبه به شاهزاد قد تأثر بالعولقي والذي يوصف بأنه أبلغ الجهاديين الذين يتحدثون الإنجليزية . وبث شريط مصور في الولايات المتحدة يظهر فيه شخص يعتقد أنه شاهزاد وهو يشتري مفرقعات ، حيث أظهرت المشاهد التي التقطتها كاميرات في متجر للمفرقعات في ولاية بنسلفانيا الشخص الذي قيل إنه شاه زاد وهو يشتري مفرقعات استخدمت لصنع القنبلة التي وضعت داخل السيارة في الساحة. من جهة أخرى قال مسؤولون أميركيون كبار إن الولايات المتحدة حثت باكستان على التحري عن الصلات المحتملة بين شاهزاد وحركة طالبان، مشيرين إلى أن المشتبه به يتعاون مع المحققين وأنه واصل تقديم معلومات مفيدة. وقال وزير العدل الأميركي إريك هولدر إن شاهزاد يتعاون على الرغم من إبلاغه بحقه في التزام الصمت، وأضاف في جلسة للجنة المخصصات في مجلس الشيوخ "السيد شاه زاد يواصل التعاون معنا خلال الاستجواب المستمر على أيدي الضباط الاتحاديين، قدم شاه زاد معلومات مفيدة، وسنستمر في متابعة عدد من الخيوط بينما نجمع المعلومات". ووجهت إلى المشتبه به خمس تهم لها صلة بالإرهاب قد تؤدي إلى الحكم عليه بالسجن مدى الحياة إذا أدين بها. وصرح مسؤولون أمنيون بأن شاه زاد اعترف بأنه قاد سيارة فيها قنبلة مصنوعة من عبوات من غاز البروبان والبنزين ومخصب زراعي وألعاب نارية إلى ميدان تايمز حيث أوقفها وتركها وانصرف. وقال شاه زاد إنه كان يعمل منفردا لكن مسؤولين يشكون في صدق تصريحه. وكانت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما اقرت مطلع ابريل الماضي استهداف الشيخ الأميركي ذي الأصل اليمني أنور العولقي،والمتهم من قبلها بأنه الأب الروحي لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. ووضع القرار الجديد العولقي على قائمة الأهداف الأميركية ، مما يعني إعطاء الإذن لعمليات -لم يفصح عن نوعيتها -لاعتقال العولقي أو قتله بسبب دوره المزعوم في نشاط تنظيم القاعدة. وتعارض الحكومة اليمنية أي عمليات عسكرية أمريكية أو غربية مباشرة على أراضيها لاستهداف عناصر القاعدة ومعاقلهم ، في وقت تخوض فيه أجهزتها حربا مفتوحة ضد التنظيم أدت إلى مصرع عدد من كبار قياداته في الاشهر القليلة الماضية وسط وجنوب شرق البلاد، وهي مناطق قبلية ذات تضاريس وعره. والشيخ العولقي من مواليد الولايات المتحدة وقد برز اسمه لأول مرة في تقرير لجنة الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول على طاولة التحقيق في الكونغرس الأميركي باعتبار أن رقم تلفونه كان في مذكرة اليمني الحضرمي رمزي بن الشيبة المنسق لهجمات الحادي عشر من سبتمبر وجدها المحققون في شقة الأخير في مدينة هامبورغ بألمانيا. وبسبب ارتياد اثنين من الخاطفين وهما نواف الحازمي وخالد المحضار مسجده بفرجينيا، حقق معه على خلفية ذلك الحادث، ولم يجد المحققون الأميركيون أي دليل، فغادر إلى بريطانيا ثم إلى اليمن عام 2005 قبل أن يطارده المحققون الأميركيون عبر حكومة اليمن التي اعتقلته لعام ونصف العام، كي تقدمه لهؤلاء المحققين مرة أخرى داخل السجن، دون توجيه أي تهمة إليه، وبعد عام ونصف العام أفرجت عنه السلطات لعدم إدانته ولضغوط قبيلته التي تحميه الآن. وعاد اسم العولقي ليحظى باهتمام وسائل الإعلام بعد تفجير قاعدة فورت هود العسكرية في تكساس والذي نفذه الرائد في الجيش الأميركي نضال حسن في الخامس من نوفمبر الماضي. كما برز اسم العولقي مجددا على خلفية التحقيقات المتعلقة بالنيجيري عمر فاروق عبد المطلب الذي اتهم بمحاولة تفجير طائرة أميركية متجهة إلى ديترويت عشية عيد الميلاد، وأشارت تقارير إلى أنه جرت اتصالات بين الاثنين أثناء فترة وجود عبد المطلب باليمن أواخر 2009. ونجاة الشيخ أنور العولقي، من محاولة للسلطات اليمنية لاعتقاله مطلع ابريل الفائت في عملية أمنية نفذت في إحدى مناطق محافظة شبوة وأبين.وقال مصدر امني ان «العولقي لم يكن يعلم بالعملية التي كانت تستهدف، لكنه انتقل عفويا إلى مكان مجهول، بعد ان تم تحديد مكان تواجده الاول». وأضاف ان «العولقي ينتقل من مكان الى آخر مع عدد من حراسه من أعضاء التنظيم، ويعتقد ان من بينهم زعماء من التنظيم في جزيرة العرب». (صحف ووكالات )