ماجد ثابت - منذ ما قبل الساعة الثانية عشرة ظهر اليوم الثلاثاء توافد الآلاف من محبي وعاشقي مقدم البرنامج الرمضاني الشعبي الشهير(فرسان الميدان) لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على فقيد الإعلام في اليمن الفارس يحي علاو إلى جامع الصالح بالعاصمة صنعاء حيث شيع إلى مثواه الأخيرة في موكب جنائزي مهيب قلما تراه. وبدء الموكب الحاشد من مستشفى العلوم والتكنولوجيا على طريق الستين الجنوبي حيث لفظ الفقيد أنفاسه الأخيرة عن عمر ناهز ال48 عاما وانتقل المشيعين بجثمانه إلى جامع الصالح وأديت الصلاة عليه قبل أن تحمله جموع حاشدة اكتظ بها ميدان السبعين إلى مقبرة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر. آلاف المواطنين حضروا وآلاف الدموع دلفت وآلاف التهليل تعالت من حناجر بحث وغصت بها العبارات في مشهد حزين بل وآلاف الصور التقطت في اللحظات الأخيرة لوداع صاحب الصوت الذي ملأ الآفاق سحرا وكان واحدا من أشهر الإعلاميين اليمنيين الذين نالوا حب ورضاء الناس البسطاء. وقد خلد آلاف المشيعين جنازة علاو علامة فارقة في التاريخ الإعلامي اليمني إذ أنها المرة الأولى التي تشيع فيها تلك الجموع إعلاميا بهذا الكم الهائل من المواطنين إذ من النادر أن تشهد العاصمة صنعاء مثله حتى في تشييع جثامين المشاهير من السياسيين. وقد حضر التشييع عدد كبير من السياسيين والصحفيين والإعلاميين والأدباء والمثقفين وكان وزير الإعلام حسن اللوزي في انتظار جثمان الفقيد عند مقبرة الشيخ الأحمر إلا أن حشودا من المشيعين هاجمته بعبارات جارحة أدت به إلى الانسحاب وعدم المشاركة في مراسم الدفن. وتفيد مصادر صحفية إن راتب الفقيد علاو كان أوقف لما يقارب العام خلال مصارعته للمرض وهو ما أدى بالجماهير إلى مهاجمة الوزير اللوزي الأمر الذي أسفر عن انسحاب الأخير من المشاركة في مراسم توديع الفقيد. وتم الإعلان عن استقبال العزاء في وفاة الفقيد في قاعة الروضة بشارع المطار- صنعاء. وتوفي علاو عن عمر ناهز ال48 عاما في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين في مستشفى العلوم والتكنولوجيا الأهلي بصنعاء بعد معاناة مريرة مع المرض السرطان الذي فتك به. ولد يحيى علي بن علي علاو في مدينة (خدير) في مديرية (دمنة خدير) بمحافظة تعز عام 1962م، وفيها درس القرآن الكريم، ومبادئ الفقه على يد أبيه، ثم انتقل إلى مدينة الحديدة، فدرس فيها حتى أكمل الثانوية العامة, وجاء ترتيبه الأول على طلبة الجمهورية في القسم الأدبي عام 1978م. وابتع علاو للدراسة إلى المملكة العربية السعودية، فالتحق بقسم الإذاعة والتلفزيون في كلية الآداب قسم الإعلام بجامعة الملك عبد العزيز في جدة، وحصل على شهادة البكالوريوس عام 1985م، ثم حصل على أكثر من دورة تدريبية في الإعلام في سوريا وتونس وغيرها. عمل مذيعًا غير متفرغ في إذاعة الحديدة بين عامي 1982- 1985م، ثم تعين عضوًا في إدارة الاستعراض عام 1986م، ثم عضوًا في إدارة البرامج في تلفزيون صنعاء، فعمل على تقديم عدد من البرامج المميزة، مثل: (عالم عجيب)، و(قاموس المعرفة)، والبرنامج الشهير (فرسان الميدان)، ثم تعين مسئولاً عن البرامج العلمية والتعليمية بدرجة مدير عام. كما قدم برنامجي "أولي العزم", و"أسواق شعبية". شارك في عدد من الفعاليات الإعلامية العربية في تونس والقاهرة وغيرها، وله كتابات في عدد من الصحف اليمنية، وهو عضو في نقابة الصحفيين اليمنيين، ومتزوج، وأب لسبع بنات، وأربعة أبناء. * شارك في التغطية الزميل نشوان العثماني