تريم - عبدالله بن شهاب - تسمى ليلة الجمع الأكبر أو ليلة الختام فهي منتهى ختومات المساجد في الغناء تريم ، ليلة التاسع والعشرون من شهر رمضان التي فيها محفل ختم مسجد المحضار الشهير بمنارته الفريدة ذات الطراز المعماري الطيني الأصيل . يؤمه الناس من كل فج عميق من مديريات سيؤن وشبام والسوم وقرى تريم المجاورة ليس لهم سوى مقصد واحد هو الصلاة في هذا المسجد المبارك مع أكبر جمع للمصلين بتريم مدينة العلم والعلماء ومركز إشعاع الإسلام في حضرموت ابتغاء القبول ونظر الله تعالى إليهم فمن نظر إليه لن يشقى بعدها أبدا . فمنذ لحظات العصر الأخيرة والشمس تؤوب إلى بارئها تتوافد الناس بالمئات إلى هذا المسجد للإفطار لاهجين بالذكر والشكر لله تعالى على ما حباهم من نعمه التي لا تحصى ، وأن أتم لهم يومهم ومعظم شهرهم بخير . وتصل ذروة التوافد إلى ما قبل صلاة العشاء حيث يمتلئ المسجد وفناؤه الخارجي بالإضافة إلى الطريق الإسفلتي العام بالآلاف من المصلين ويغلق الشارع بأكلمه بالحواجز البلاستيكية المنقولة التابعة لإدارة مرور تريم ، وبحضور لافت لأفراد المرور والأمن العام للحفاظ على النظام وانسيابية المرور ، وقبل إقامة الصلاة ينشد السيد علي بن محمد بن شهاب القصيدة الرائية للعلامة الأديب أبي بكر بن عبدالرحمن بن شهاب التي تخشع لسماعها القلوب وتسكن الأركان والجوارح . كما أن للصلاة نظام وعادات متبعة تناقلها الأباء عن الأجداد فتقسم صلاة التراويح على أحفاد الشيخ شهاب الدين لأنهم توارثوا نظارة هذا المسجد وقاموا بخدمته وعمارته حق القيام وذلك بأن يتقدم الأكبر سنا من كل فخيذة من قبيلة آل شهاب ليؤم الناس أربع ركعات تسمى ( الراحة ) وتبقى الراحة الأخيرة لناظر المسجد ، وبنفس التقسيم تقرأ الكتب والأدعية والخطب التي تذكر النفس بما لها وما عليها من حقوق وواجبات تجاه العباد ورب العباد وما ينتظرها في الدار الآخرة كخطبة شهر رمضان وخطبة المعروف ودعاء أبي حربة ودعاء بر الوالدين . كما يعتاد في كل سنة إقامة وجبة سحور لجيران المسجد وخدامه وعماله وأبناء الشيخ شهاب الدين في بيت السيد عبدالله بن علوي بن شهاب بعد أن كانت في زاوية الشيخ عمر المحضار لضيق المكان وكثرة الناس ، ويستمر المسجد معمورا بذكر الله والدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إلى أذان الفجر ليمتلئ المسجد من جديد بالمصلين ذلك أن آخر الليل وقت فضيل يستجاب فيه الدعاء والناس بين راج لله وخاشع وباك وقارئ للقرآن . وبهذه الحلة الإيمانية التي تكسو مدينة تريم تمتلئ حدائقها بنور ختم القرآن الكريم من ختم مسجد المحضار إلى جانب ختم مسجد الإمام الحداد ( الفتح ) بالحاوي ومسجد الشيخ حسين بالسوق وعدد من المساجد الأخرى التي تبقى مفتوحة الأبواب ممدودة اليدين طول الليل تبعث بنفحات الروحانية في أرجاء المكان في تناغم جميل مع تميز في لحظات الزمان . هكذا هي تريم وعاداتها العتيقة ، انقضى من عمرها رمضان هذه السنة التي يأمل الناس منها أن تكون فاتحة خير وبشر للجميع لما أحيطت به هذه المدينة من شرف كبير جعل منها منارا للخير والعطاء والوسطية الشرعية والثقافة الإسلامية ..