قالت وسائل إعلام أمريكية اليوم الثلاثاء أن مسؤول أمريكي بارز في مكافحة الإرهاب يزور اليمن، في الوقت الذي تتحدث فيه إدارة واشنطن عن تصعيد الجهود لإرباك "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية"، الذي أصبح تهديداً ملحاً يفوق ذلك الذي يمثله جوهر الحركة في باكستان. وقالت السفارة الأمريكية في اليمن، إن جون برينان، مستشار الرئيس، باراك أوباما، لمكافحة الإرهاب، حمل رسالة من الأخير تؤكد الدعم الأمريكي لليمن. وفي الرسالة أكد الرئيس أوباما التزام الولايات المتحدة الأمريكية بدعم يمن موحد مستقر وديمقراطي ومزدهر ورغبتها في استمرار العمل كشريك مع اليمن في مختلف المجالات . وقال " إننا نؤكد أن دعمنا لليمن وشعبه يتجاوز مواجهتنا المشتركة للإرهاب ونحن ملتزمون أيضا بمساعدة اليمن في تحقيق مستقبل يبنى على المزايا المميزة لليمن وشعبه وثراء تاريخه، فاليمن يمتلك ثقافة ذات جذور عميقة وينظر إليه بإعجاب في كل العالم بسبب تقاليده وحضاراته القديمة وريفه الجميل وشعبه المضياف" . وتابع قائلا :" إنني على ثقة بأن الشعب اليمني قادر على التغلب على أية تحديات وبناء مستقبل أفضل له وأجياله وسوف تستمر الولايات المتحدة في دعمها لليمن ومسيرته التنموية وجهوده في مكافحة الإرهاب, كما ستعمل حكومة الولايات المتحدة الامريكية بالعمل عن كثب مع الشركاء الدوليين لحشد مساعدات اكبر لليمن". وأردف فخامة الرئيس الأمريكي قائلا :" نحن مسرورون للمشاركة المتزايدة لليمن في المؤسسات المالية الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي الذي سررنا بدعمها في وقت مبكر من هذا العام لليمن, كما سنعمل مع الشركاء الدوليين على تطوير مجموعة أصدقاء اليمن ونحن نتطلع بأن الاجتماع المقبل لمجموعة أصدقاء اليمن في نيويورك على مستوى وزراء الخارجية أواخر هذا الشهر سوف يساعد على تنظيم الدعم الدائم لليمن بما في ذلك تأسيس صندوق للتمويل متعدد الأطراف لدعم اليمن وأولوياتها ".. مؤكدا مجددا دعم الولايات المتحدة للحوار الوطني وللانتخابات النيابية القادمة في اليمن. وتأتي زيارة برينان في وقت تدرس فيه واشنطن إضافة طائرات دون طيار مسلحة تشغلها وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي أيه) عن بُعد، للتصدي إلى تهديدات تنظيم القاعدة المتنامية في اليمن، وفق ما كشف مسئول أمريكي الشهر المنصرم. وبدوره، قال مسئول أمريكي مختص في مكافحة الإرهاب لCNN، إن واشنطن تدرك بأن الجهود القائمة غير كافية لمواجهة التحدي المتزايد الذي يشكله تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وأشار المصدر، آثر التحدث بسرية نظراً لحساسية القضية، قائلاً: "نحن بحاجة لتكثيف الجهود لتفكيك المجموعة"، لافتاً إلى أن كافة الخيارات في هذا الصدد قيد المراجعة بالبيت الأبيض. وذكر أن الأوضاع في اليمن سمحت للقاعدة تنظيم صفوفها وإعادة تجميعها، مضيفاً: "أظهروا ،" وأضاف المسؤول: لقد أظهروا بالفعل قدرتهم على الهجوم في اليمن والولايات المتحدة." وتسلطت أضواء الغرب على القاعدة باليمن بعد محاولة تفجير طائرة أمريكية تابعة لشركة "نورث ويست" أثناء الهبوط في مدينة "ديترويت" خلال أعياد الميلاد العام الفائت. ودفع المشتبه به الرئيسي في المخطط النيجيري، عمر فاروق عبد المطلب، ببراءته من ست تهم فيدرالية بالإرهاب، ويزعم أنه تدرب وتسلح في اليمن. ومنذ مطلع عام 2009، تبني "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية" مسؤولية عدد من الهجمات الإرهابية ضد أهداف سعودية، وكورية، ويمنية وأمريكية. وفي 25 أغسطس/آب الماضي، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" أن محللي "سي آي أيه" خلصوا إلى أن القاعدة باليمن أصبح تهديد أكثر إلحاحا على الولايات المتحدة من ذلك المتمثل في جوهر الحركة بباكستان. ورفضت الوكالة التجسسية التعقيب على تقرير الصحيفة، إلا أن الناطق باسمها، جورج ليتل قال للشبكة: "هذا الجهاز وحكومتنا يعملان ككل ضد القاعدة وحلفائها الدمويين." إلا أن المسؤول المختص في مكافحة الإرهاب جزم بأن القاعدة في باكستان تظل عدواً فتاكاً مؤكداً بأنه لن تكون هناك تهدئة على هذه الجبهة أو في السعي وراء اقتناص زعيمها، أسامه بن لادن وبقية قيادات التنظيم. واستبعد مسؤول استخباراتي آخر، لجوء الولايات المتحدة قريباً لاستخدام طائرات دون طيار في اليمن نظراً للاختلاف الشاسع بين هذه الدولة العربية وباكستان. وشرح قائلاً: "لا يمكن إقامة البنية التحتية بين ليلة وضحاها.. فالأمر لا يتعلق بالسلاح فحسب، بل بالمعلومات التي تقودها هذا السلاح الذي يجب أن يكون هناك." وتواجه الحكومة اليمنية تنظيم القاعدة بمساعدة أجهزة الجيش الأمريكي والاستخبارات، وأضاف المسؤول بالقول أن توسع دور وكالة الاستخبارات الأمريكية لن يحد من الجهود العسكرية فهناك متسع للجانبين للعمل معاً." وأكدت مصادر عسكرية أمريكية أن المؤسستين يواصلان العمل معاً في حملة اليمن."