-صنعاء : أشاد مستشار الرئيس الأمريكي باراك اوباما لشؤون مكافحة الإرهاب والأمن القومي جون برينان بجهود الرئيس هادي منذ توليه السلطة في فبراير الماضي، وفي نفس الوقت حذر الرئيس السابق صالح وأنصاره من عدم الالتزام بالاتفاقية الخليجية المدعومة دوليا- بحسب موقع إذاعة صوت أمريكا. وأضاف بأن الولاياتالمتحدة تدعو جميع اليمنيين من ضمنهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح بوضع المصالح الوطنية لليمن في مقدمة الاهتمامات الضيقة من أجل المضي قدما في استعادة الاستقرار في البلاد. وأشار برينان إلى الخطوات المتخذة نحو عقد حوار وطني وإعادة تنظيم الجيش، فضلاً عن القرار الذي صدر مؤخراً من قبل الرئيس/ عبدربه منصور هادي بإعادة توزيع العديد من الألوية العسكرية من تحت قيادة نجل صالح وأحد خصوم صالح الرئيسيين". ودافع برينان عن الإستراتيجية الأمريكية التي تساعد الحكومة اليمنية في معركتها الكبيرة ضد فرع القاعدة في البلد. تصريحات برينان كانت رداً على انتقادات واجهها الرئيس أوباما في يونيو الماضي من أكثر من عشرين خبيراً بارزاً في السياسة الخارجية. في رسالة من خمس صفحات، قال الخبراء إن هناك تصوراً بأن الولاياتالمتحدة كانت تركز في اليمن بشكل منفرد على المعركة ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية أكثر من القضايا الاقتصادية والاجتماعية الهامة والأوسع نطاقاً. وشملت التوصيات الرئيسية للخبراء زيادة المساعدات الاقتصادية ودعم الحكم الرشيد وبناء المؤسسات في اليمن وإعادة هيكلة قوات الجيش وإعادة تقييم هجمات الطائرات بدون طيار الأمريكية هناك والتي قالوا إنه تخلق مشاعر معادية للأمريكيين. في إشارته إلى رسالة الخبراء، قال برينان حسب موقع إذاعة أميركا: إن الرئيس أوباما مدرك بأن التحديات في اليمن هي "خطيرة ومتشابكة"، وقال إن السياسة الأمريكية تشدد على الحكم الرشيد والتنمية بقدر تأكيدها على الأمن. وأشار برينان إلى أن أكثر من نصف المساعدة الأمريكية إلى اليمن لهذا العام والبالغة 337 مليون دولار هي مخصصة لعملية الانتقال السياسي والمساعدة الإنسانية والتنموية. وقال برينان: "في الواقع، هذا أكبر مبلغ من المساعدات المدنية تقدمه الولاياتالمتحدة إلى اليمن، ولذلك فأي إيحاء بأن سياستنا تجاه اليمن تهيمن عليها جهودنا الأمنية ومكافحة الإرهاب هو ببساطة غير صحيح". برينان سرد الركائز الأساسية للسياسة الخارجية الأمريكية تجاه اليمن، حيث قال إنها تشمل "التنفيذ الزمني والفعال والكامل" للاتفاقية الخليجية. وقال برينان إن النجاح الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في اليمن يتوقف على القضاء على "النمو السرطاني" للقاعدة في شبه الجزيرة العربية. كما دافع برينان عما أسماه بالطريقة المتعددة الأبعاد لمكافحة الإرهاب التي قال إنها أحبطت مؤامرات إرهابية وقضت على زعماء رئيسيين، مثل المواطن الأمريكي أنور العولقي الذي قُتل العام الماضي في هجوم بطائرة بدون طيار. ومؤكدا على أن موقف إدارة أوباما من هجمات الطائرات بدون طيار "قانوني وأخلاقي وحكيم وفعال للغاية"، قال برينان إن الولاياتالمتحدة تعتقد أنها لم تؤدي المهمة الأكثر صعوبة في اليمن. وأضاف: "لا نرى أدلة على أن هذه الإجراءات تولد على نطاق واسع مشاعر معادية لأمريكا أو تدفع بمجندين لتنظيم القاعدة. في واقع الأمر، نحن نرى عكس ذلك. شركاؤنا اليمنيون هم أكثر حرصا على العمل معنا. والمواطنون اليمنيون الذين تحرروا من القبضة الجهنمية للقاعدة في شبه الجزيرة العربية هم أكثر حرصا للعمل مع الحكومة اليمنية". وقال برينان: "الضربات الموجهة ضد كبار قادة القاعدة والإرهابيين الأكثر خطورة ليست هي المشكلة، بل هي جزء من الحل". وبالرغم من التزام الولاياتالمتحدة المستمر تجاه اليمن وما سماه ب"التنسيق الاستثنائي" في التعاون مع اليمن منذ تولي الرئيس هادي منصبه، قال برينان في محاضرة ألقائها الأربعاء في مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن: إن الولاياتالمتحدة غير غافلة عن التحديات الهائلة التي تواجهها اليمن. * أخبار اليوم