اقرت وزارة الداخلية اليمنية اليوم الخميس بسقوط عزلة الملحات بمديرية خراب المراشي بمحافظة الجوف (شمال اليمن ) في ايدي المتمردين الحوثيين الساعين لتمدد نفوذهم بعد احتراب استمر ثلاثة ايام مع مسلحي القبائل هناك، بينما عقدت اللجنه الأمنية بالمحافظة اجتماعا لها برئاسة المحافظ لبحث تلك الخروقات للنقاط الستة- التي اوقفت بموجها الحرب بين السلطات الحكومية والمتمردين في فبراير الماضي- وكيفية مواجهتها. وقالت الداخلية ان عناصر حوثية سيطرت أمس على عزلة الملحات بمديرية خراب المراشي بمحافظة الجوف بعد ان قامت بمحاربت أبناء العزلة من جميع الجهات وإطلاق النار من مختلف الأسلحة على سكانها الآمنين ما ادى إلى تخريب عددا من منازل العزله وتفجير عدد منها ومقتل المواطن علي احمد الفرجه 55 عاما وإصابة آخرين. ونسب مركز اعلام الداخلية لإدارة امن محافظة الجوف تأكيدها بان العناصر الحوثية التي اقتحمت عزلة الملحات جرى تعزيزهم بحوثيين مسلحين من آل عمار بالإضافة إلى مجاميع أخرى جاءت من منطقة حرف سفيان .موضحة بان الحوثيين عند اقتحامهم للعزله قاموا بتفجير 3 منازل بألغام ( تي، ان، تي ) ونهبوا ممتلكات مواطنين ومبلغ ونصف مليون ريال من إحدى البقالات في العزله. وأضافت ادارة امن الجوف قائلة بان العناصر الحوثيه بعد ان عاثت فسادا وتخريبا في عزلة الملحات قامت بأسر 15 شخصا من ابناء العزله التي سيطروا عليها. مشيرة إلى وجود قتلى وجرحى بين صفوف الحوثيين أثناء اشتباكهم مع ابناء العزله الذين قاوموهم ببسالة، مبينة بان هذه الأعمال الإجرامية هي امتدادا وتكرارا للخروقات العناصر الحوثيه بمحافظة الجوف للنقاط الست والياتها التنفيذية ، وان اللجنه الأمنية بالمحافظة عقدت اجتماعا لها برئاسة المحافظ لبحث تلك الخروقات وكيفية مواجهتها. وتتضارب المعلومات حول أسباب عودة التوتر إلى المنطقة ووقوع احتراب قبلي ، ففي حين ذكرت مصادر محلية ورسمية إن المواجهات اندلعت على اثر رفض الحوثيين قراراً حكومياً بتعيين أحد أبناء المنطقة مديراً جديداً للمديرية "هندي بريش" خلفاً للسابق، الذي طرده الحوثيون قبل نحو شهرين ومساعي الحوثيين بحشود مسلحة للسيطرة على المنطقة بحجة أن اتفاقية الدوحة بينهم وبين الحكومة نصت على منحهم هذه المديرية. نفى الحوثيون ذلك وقالوا إن الاشتباكات حدثت بعد استحداث السلطة مواقع عسكرية في سلسلة جبل الملاحات بالمراشي. وكانت مصادر محلية في المديرية قالت ل" الوطن " امس إن الاشتباكات المتقطعة بين مسلحين قبليين يتبعون المدير الجديد "هندي عبدالله بريش" وينتمون إلى قبيلة ذو محمد ، وعناصر التمرد الحوثي ،اشدت بعد فشل مساعي وساطة قبلية ، ووفقا لذات المصادر فقد أسفرت المواجهات عن سقوط ما لا يقل عن 10 في صفوف الجانبين،فيما تمكن الحوثيون من السيطرة على مركز مديرية خراب المراشي والمناطق المجاورة وقاموا بتفجير منزل مدير المديرية (بُريش) الذي فر ، إضافة إلى منزل آخر قريب منه يملكه أحد معاونيه. واشارت تلك المصادر الى ان العشرات من أبناء المنطقة نزحوا إلى القرى المجاورة ، فيما قام المسلحين الحوثيين بطرد أهالي من بيوتهم بعد سيطرتهم على المنطقة. من جانبه قال يوسف الفيشي ممثل الحوثيين في لجان إحلال السلام أن الأحداث الأخيرة التي حدثت في مديرية برط المراشي هو رد على ما وصفه" عدوان تم إفتعاله بلا داع وتم فيه قتل احد عناصر الحوثيين وجرح آخر وقطع الطريق واستحداث النقاط والمواقع العسكرية". وأضاف في تصريح بثه موقع تابع للحوثيين" إنهم ومن خلال حرصهم على السلام فقد تجاوبوا مع كل الوساطات المحلية التي بذلت مساعي من أجل حل النزاع" ، غير انه اتهم الجيش باطلاق النيران على الوساطة ومنعها من دخول المنطقة . وأكد الفيشي أن الوضع عاد إلى طبيعته تماما وأنهم لا يسعون إلى إثارة المشاكل والقلاقل ودعا السلطة إلى تفويت الفرصة على تجار الحروب والمنتفعين منها مؤكدا أن السلام خيارهم وأنهم سيسعون إلى تحقيق ذلك من خلال الإتفاق الأخير الموقع في الدوحة .