دانت أحزاب تكتل اللقاء المشترك المعارضة في اليمن ولجنتها التحضيرية للحوار الوطني حادثة الهجوم الذي وصفوته ب"الإرهابي" والذي استهدف السيارة التابعة للسفارة البريطانية بصنعاء أمس الاربعاء، ومقتل المواطن الفرنسي العامل بمكتب إحدى الشركات النفطية بالعاصمة. وعبرت احزاب المعارضة اليمنية عن أسفها البالغ لتكرار مثل هذا الحادث الارهابي في العاصمة صنعاء. ودعت السلطة للقيام بواجبها الدستوري في ملاحقة الجناة والقبض عليهم وتقديمهم الى محاكمات علنية وشفافة لكشف الجهات الحقيقية التي تقف وراء هذه العمليات الإجرامية التي تستهدف ارواح الأبرياء من المواطنين والأشقاء والأصدقاء، وإعلانها للرأي العام المحلي والأجنبي لوضع حد لهذه الظاهرة المتنامية في اليمن. وكانت العاصمة صنعاء استفاقت صباح أمس الاربعاء على وقع عمليتين إرهابيتين رغم تشديد الاجراءات الامنية، وقال مسئول بوزارة الداخلية اليمنية ان الهجوم الذي تعرضت له إحدى السيارات التابعة للسفارة البريطانية بصنعاء من قبل مسلحين بقذيفة صاروخية يحمل بصمات القاعدة ،مؤكدا نجاة أربعة بريطانيين كانو بداخليها سوى إصابة بسيطة تعرض لها أحد ركاب السيارة ، بالإضافة إلى إصابة إمراة وطفل يمنيين بجروح كانا يسيران لحظة ارتكاب الهجوم . فيما اوضح المسئول انه تم ضبط الجاني " هشام محمد أحمد عاصم" الذي قام بإطلاق النار على مواطن فرنسي الجنسية يعمل في شركة " أو أم في " النمساوية في العاصمة صنعاء مع بداية الدوام في الشركة صباح أمس ،لافتا ان تحقيقات تجرى مع الجاني لمعرفة دوافعه. وتضاربت الأنباء حول الأسباب التي دفعت الحارس الذي يعمل لمصلحة إحدى الشركات الأمنية، إلى قتل الخبير الفرنسي بين من يؤكد أنه كان يطلق صيحة "الله أكبر" عند إطلاقه الرصاص، أو لخلافات شخصية بعدما أهانه الخبير بكلمات مستفزة . وأصدرت المجموعة النمساوية بياناً أكدت فيه مقتل الفرنسي في المستشفى متأثراً بجروحه، وأشارت إلى أن مقاولاً بريطانياً آخر أصيب بجروح . إلا أن "أو . إم . في" قالت إنها "لا ترى في الوقت الراهن أي بعد سياسي" للهجوم . وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية مقتل مواطنها "بالرصاص" . وقالت في بيان إن "سفارتنا ومركز إدارة الأزمات في الوزارة مجندان تماماً لتقديم كل المساعدة اللازمة لعائلة (الضحية) ولضمان حصول تواصل حثيث مع السلطات اليمنية لكشف ظروف هذه الوفاة" . من جهتها، دانت السفارة الأمريكية في صنعاء حادث التفجير، وقالت في بيان "ندين وبشدة الهجوم الذي استهدف إحدى السيارات التابعة للسفارة البريطانية بصنعاء" . واعتبر البيان أن "استهداف المدنيين هو عمل مُشين . فقد أسفر هذا الاعتداء المتعمد وغيره من الهجمات المشابهة عن وقوع ضحايا في أوساط المدنيين اليمنيين الأبرياء". بدوره قال طارق الشامي رئيس الدائرة الإعلامية للمؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن أن "حادث استهداف سيارة تابعة للسفارة البريطانية هو محاولة من القاعدة إرسال رسالة بأنها لاتزال موجودة وأنها قادرة على فعل شيء" . وقال الشامي في حديث مع قناة " العربية " الإخبارية , أن تلك الهجمات التي وصفها ب " الإرهابية " , " أصبحت مجرد أعمال متفرقة ولا تحقق تأثير كبير " , مؤكداً بأن الإستراتيجية الأمنية للحكومة اليمنية ضد القاعدة حققت نجاحات في محاربه القاعدة في مأرب وأبين وشبوة وكان لها نتائج ملموسة . وأوضح الشامي في حديثه بان حرب اليمن على الإرهاب هي حرب مفتوحة وأن تلك الحرب حققت نجاحات من خلال دحر وضرب عناصر " تنظيم القاعدة " في لودر والحوطة . وأكد الشامي وجود دعم سياسي دولي لليمن في حربها على الإرهاب , معبراً عن أمله في في أن ينتقل ذلك الدعم السياسي إلى دعم واقعي للإمكانات اليمنية في الحرب ضد الإرهاب وخصوصاً من قبل مجموعة أصدقاء اليمن.